يعتبر مقر نظارة عموم البطاحين والذي يعرف بمبنى "السرايا" من المباني القديمة جداً والتي تجاوزت المائة عام، وتبذل الجهود من أجل إدراجها للمواقع الأثرية في (اليونسكو) باعتباره مستوفٍ لشروط الاعتماد للمباني الأثرية ويخضع للأسس والضوابط المتبعة لدى المنظمة الدولية من أجل المحافظة عليه والتوثيق له. تأسس هذا المبني في العام 1911م على إيدي الناظر الشيخ طلحة المتوفي في العام 1916م، واستقبل كل زيارات الوفود الرسمية للمنطقة منذ فترة الحكم الثنائي (الحاكم العام لعدد من المرات إلى جانب السكرتير الإداري للحاكم العام وعدد من الوفود الإدارية الرسمية في ذلك الزمان)، بالإضافة لجميع حكام السودان. وشهدت السرايا أول إجتماع لمجلس وزراء حكومة الأزهري (الديمقراطية الأولى) خارج الخرطوم، بالإضافة لتكريم القائد الأفريقي، الرئيس التنزاني الأسبق جولس نايريري باعتباره من رموز التحرير في أفريقيا، وكان التكريم باسم الشعب السوداني في العام 1974م بحضور الرئيس الراحل جعفر نميري وممثلي كافة البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى حكومة السودان، وتم في تلك الزيارة إهداء سيف الناظر الشيخ طلحة للرئيس نايريري من قبل الناظر محمد صديق طلحة وهو سيف تم إهداؤه للناظر الشيخ طلحة من قبل الملك جورج عند زيارته لافتتاح ميناء بورتسودان في العام 1910م نيابة عن زعماء العشائر السودانية بحضور حاكم عام السودان والسيدين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني والشريف يوسف الهندي. كما شهد مبنى السرايا احتفال البلاد الرسمي بعيد الاستقلال في 1/ 1/ 1983م في سابقة تحدث لأول مرة، حيث تم نقل الاحتفال خارج القصر الجمهوري، وقد خاطب الاحتفائية الرئيس جعفر نميري وهو الخطاب الرسمي للدولة بعيد الاستقلال بحضور كافة السفراء والبعثات الأجنبية المعتمدة لدى الخرطوم. واستقبل المبنى استضافة وزراء الصحة العرب في زيارتهم إلى السودان لعقد مؤتمر، كما استقبلت السرايا الصاغ صلاح سالم الذي كان في معية الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري الذي جاء مشاركاً في احتفال افتتاح مستشفى أبو دليق في العام 1956م.
