توطئة
ان رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك من المفتونين بمؤسسات التمويل الدولية ؛ وأذكر أنه قبل سنوات خلت دار بيني وبينه قبل أن يتم تصعيده للمنصب الرفيع نقاشا حول الأداء الاقتصادي بإحدى الدول العربية حيث كان رأىّ ان تعويل تلك الدولة على القروض (...)
في هذا المقال نتناول مسالة الانتشار الكثيف للجيش المصري في السودان وتشابكه بعلاقة مصر المعادية لمصالح السودان؛ ونكتفي هنا بالتجريد، بمعنى استبعاد كثير من العوامل المتعلقة بعلاقات السودان مع الدول الأخرى كالدول الإقليمية (دول الخليج واثيوبيا) (...)
في حلقة 17 ديسمبر 2020 من برنامج "حوار المستقبل – قنات النيل الأزرق التلفزيونية"، استضاف مقدم البرنامج بعض الاقتصاديين للحديث عن ميزانية الدولة للعام 2020. استهل مقدم البرنامج، الذي بدا ان تحضيره للحوار كان جيدا، بسؤال وجهه لعضو اللجنة المركزية (...)
في هذا المقال نتوقف قليلاً عند بعض الاقوال الرائعة والسيئة التي قيلت في مجرى انتفاضة ديسمبر 2018 والحراك الفكري والسياسي الذي اعقبها وهي اقوال تثير التفكر المتعمق حول الحدث الثوري والشخصيات التي تصدرت واجهته. ويشمل تناولنا لهذه الأقوال التعليق (...)
قبل كل شيء فإن التجريد المقصود في هذا المقال هو الفصل العضوى بين مكونات ظاهرة ما ودراستها بعيدا عن الواقع خلافا للتجريد الذى يجرى تفكيكا للمكونات الأساسية للظاهرة بغرض دراستها ذهنيا وإعادة صياغة الواقع الملموس وبالتالي معرفة طبيعته المعقدة والمركبة (...)
هذه كلمة تعليقا على مقال " كان للثقافة دار أمام القصر الجمهوري" – الراكوبة 30 /7 /2017 للأديب المحترم محمد المكى إبراهيم الذى تناول فيه حال العمل الثقافى فى الفترة من أواخر خمسينيات القرن المنصرم إلى أوائل سبعينياته التى وصفها بالزمن الجميل.
تناول (...)
توطئة
التحليل السياسى ومن ثم إستراتيجيات الاحزاب والفعاليات السياسية فى السودان (وينطبق هذا على معظم الدول الطرفية) غارقة فى المحلية التى تحول دون التفكير فى العمل السياسى وممارسته فى إطار نظرة لا يغيب عنها تاثير العالم على البلاد بهدف إجبارها على (...)
نشر القيادى بالحركة الشعبية (شمال) ياسر عرمان مؤخراً مقالاً فى صحيفة الراكوبة بعنوان ( سيد نايلاي عين على القضايا الطبقية وآخرى على الإضطهاد القومي الثبات بضاعة لا تشترى، الراكوبة، 10/5/17) قدم فيه تصورا لما ينبغى أن يكون عليه نشاط اليسار السودانى (...)
من الأفكار التى لا تصدق عينيك عند قراتها ( والأفكار المحيرة أصبحت كثيرة فى حاضر أيامنا) هى الأصوات التى ظهرت فى العلن داعية الى فرض نوع من الوصاية الدولية على السودان.
المبرر الرئيس لهذه الدعوة على حسب أصحابها هو أن الدول الكبرى التى يؤول لها (...)
أخذت مكايدة الحكم السودانى المستبد هذه المرة نزعة إحتفاء الصوت المعارض بعزل البشير عن قمة الرياض التى تضمنت اجتماعا ثنائيا بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واجتماع أمريكى مع دول مجلس التعاون الخليجي وآخر مع الدول العربية والإسلامية. (...)
توطئة
ينظر هذا المقال فى أراء السياسى والدبلوماسى السودانى محمد أحمد محجوب حول بعض الجوانب الأساسية لسياسات جمال عبد الناصر خلال حكمه لمصر. وقد جاءت هذه الآراء ضمن تقويم مكثف لفترة حكم ناصر فى كتاب محجوب "الديمقراطية فى الميزان-مطبعة العملة،2005". (...)
فى هذه الحلقة نود طرح مسألة أن نقد أطروحة "تشريح العقل الرعوى" من منطلق المادية التاريخية يكتسب أهميته من أن معارضة فكرة "نقد العقل" لن تكون مجدية إذا كانت بمفاهيم ثقافية أخرى.
بداية وكنقطة عامة، إن مؤلف أطروحة "تشريح العقل الرعوى" إتخذ موقفاً (...)
أطلت علينا فى العشرين من شهر فراير الماضى الذكرى الواحدة وستين لإنتفاضة مزراعى مشروع جودة التى حدثت فى مثل ذلك اليوم فى 1956؛ وبضمير يقظ احيت بعض الأقلام الذكرى كتقليد ظل يجرى عاماً بعد عام. لكن الإحتفاء بذكرى جودة لا يعني أن يتحول إلى مناحة...لن (...)
من أهم ما توصلنا له فى الحلقات السابقة فى نقد (نقد العقل الرعوى) هو:
* إعتماد نقد العقل الرعوى على بحث غير علمى، أطروحة " تشريح العقل الرعوى"، ليصل إلى أن إنتكاسات جهود التغيير الإجتماعى تعود الى سيادة "العقل الرعوى".
* تجاهله الإضافة العلمية لعلم (...)
تمخض العقل اللارعوى عبر نقد العقل الرعوى عن أن " مشكلتنا" فى السودان هى " مشكلة "سياسات"policies، وليست مشكلة "سياسة"politics حيث جاء فى أطروحة "تشريح العقل الرعوى" :" نحن نعتقد أن السياسة سوف تحل مشاكلنا، فننخرط بكثرة في الناشطية السياسية، ونهمل (...)
فى هذه الحلقة سنتناول قضايا تتعلق بالبحث، الذى إنبنت عليه أطروحة "تشريح العقل الرعوى"، من زاوية منهجيته وبعض نتائجه، وفى الحلقة القادمة نتحدث عن الجانب السياسى فى الاطروحة.
إن أفدح خلل فى الاطروحة هو أنها إنبنت على بحث تجاهل القيام بالخطوة الأولى (...)
ذكرنا فى الحلقة الأولى تجاهل نقد العقل الرعوى الإضافة العلمية لعلم الإجتماع ممثلة فى المادية التاريخية التى لم يقدم تحليلاً نقدياً لها بل إكتفى بالحكم على نهايتها بشكل عشوائى. والحل عنده يوجد عند إبن خلدون والطريق اليه عبر الأكاديمى البريطانى جون (...)
فى هذا المقال والمقالات التى تليه نقدم نقداً للحكم على المادية التاريخية الذى جاء فى إطروحة " تشريح العقل الرعوى" (نقد العقل الرعوى) لمؤلفها د. النور حمد.
كتب مؤلف أطروحة " تشريح العقل الرعوى" عدة مقالات عزا فيها الى ما سماه العقل الرعوى كل إنتكاسات (...)
أشرنا فى المقال السابق " نعم لسؤال ما هو البديل" الى أن البديل للحكم العسكرى القائم فى السودان يتناسل من حقائق صلبة ومعطيات محددة ماثلة فى الواقع الموضوعى للحياة الإجتماعية والإقتصادية؛ ولا يمكن للبديل أن يأتى من خارج وقائع ملموسة. وذكرنا أنه رغم (...)
غريب أمر الناس الذين يستنكرون سؤال ما هو البديل إذا سقط نظام الإنقاذ العسكرى المستبد الحاكم فى السودان. من هم هؤلاء الدعاة أو أكثر دقة : من هم الذين يقفون وراءهم ودفعهم لترويج التشكيك فى نوايا السائلين عن البديل والهدف الذى تتطلع له الهبة الشعبية (...)
" ليست الضرورة عمياء إلا ما دامت غير مفهومة. الحرية هي فهم الضرورة"- فريدريك إنجلز
مقدمة
أود أن أبدا بتحذير (caveat) حول التعامل مع كلمة (خطأ) الواردة فى عنوان هذا المقال الذى يقدم تحليلاً لتعارض نظرة غرامشى لمفهوم "الضرورة-necessity" مع الماركسية. (...)
لجأت بعض الكتابات التحريرية فى الصحف المنحاز أصحابها للسلطة فى السودان ومصر إلى إعتبار أن إجتماع اللجنة السداسية ل "سد النهضة" لم يفشل فى المسار الفنى، بدون تقديم اى دليل على زعمهم. ولا يمكن تصديق أن إجتماع السد الثلاثى الروتينى، الذى إنعقد كلجنة (...)
تشهد الساحة السياسية العالمية نشاطاً محموماً من قبل شخصيات بارزة فى البلدان الراسمالية الغربية لكبح جماح المعارضة المتصاعدة للسيطرة المالية للقلة (financial oligarchies) التى تدعمها النخب السياسية الحاكمة هناك. ودونالد ترمب وبيرنى ساندرس فى أمريكا (...)
القادة الأفارقة مولعون بإنشاء مشاريع عملاقة غالباً ما تكون بمعزل عن رؤى إستراتيجية تنموية متكاملة، ويشجعهم على هذا إنفرادهم بقرار تحديد المشاريع التنموية فى غياب كامل للتمثيل الشعبى الحقيقى فى الاجهزة التنفيذية والتشريعية؛ وفى كثير من الأحيان يصيب (...)
رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس شعبوى يمارس السياسة كهاو ويفتقد للرؤية وتنعدم لديه المسئولية. وحتى يصل حزبه، سيريزا، للحكم فى مطلع العام الحالى، لجأ تسيبراس لإستخدام أسلوب التمويه والخداع (gamesmanship) حيث خاض حملته الإنتخابية التى أوصلته إلى (...)