إن الجريمة البشعة التي حدثت أمس الأول في إحدى قرى الجزيرة والمبثوثة في فيديو قصير على وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج منَّا إلى وقفة عصماء، ذلك لأنها تمثل انحرافاً حاداً في مسار الحرب، يُنبي باحتمالية ما يمكن أن يحدث من تطورات لا تُحمد عقباها. عُرضت (...)
إن الجريمة البشعة التي حدثت أمس الأول في إحدى قرى الجزيرة والمبثوثة في فيديو قصير على وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج منَّا إلى وقفة عصماء، ذلك لأنها تمثل انحرافاً حاداً في مسار الحرب، يُنبي باحتمالية ما يمكن أن يحدث من تطورات لا تُحمد عقباها. عُرضت (...)
على إثر اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل العام الماضي، تبارى المعلقون في نعتها بشتى الأوصاف، والذين يظنون أنها تُعبر عن المحنة. وقد كانت (العبثية) أكثرها رواجاً وتداولاً. ومن المفارقات أن البلهاء الذين أشعلوا نيرانها، هم أنفسهم من ابتدر ذلك الوصف (...)
يتذكر عُشاق كرة القدم الذين عاصروا فترتي الستينيات والسبعينيات في السودان، لاعباً موهوباً هو نصر الدين عباس المُلقب ب (جكسا) وهذا اللقب هو تحوير لإسم جده لأبيه السير هاربرت هنري جاكسون، والذي تقلد مناصب عديدة في حقبة الاستعمار البريطاني، آخرها حاكم (...)
ترى ما الذي يمكن أن يُلجم عِشق الإسلامويين للسلطة المُطلقة؟ ولماذا هم مغرمون بها حد الهوس المرضي؟ وعلام يتظاهرون بالزهد وعيونهم مُصوبة نحو الجاه والثروة؟ هل لأنهم يظنون إثماً أن السُلطة هي الدين أم لأنهم يعتقدون خطلاً أن الدين هو السُلطة؟ ولماذا (...)
قبل أن نقرأ:
هذا هو الفصل الثالث من كتاب (الطوطم) والذي نُشر قبل اندلاع حرب الجنرالين بثلاثة أشهر، وقد ارتأينا إعادة نشره للمرة الثانية دون إجراء تعديلات فيه لربما وجد فيه الذين ما زالوا يتساءلون عن الكيفية التي بدأت بها الحرب مُبتغاهم. علماً بأنه (...)
كنت قد دأبت على الكتابة الراتبة كلما هلَّت علينا ذكرى شهيد الفكر الإنساني الحر الأستاذ محمود محمد طه، وقد تواتر ذلك منذ أن ترجل كالطود الأشم وأعتلى منصة الإعدامات في سجن كوبر بأمدرمان، مُتكئاً على خُطاه الراكزة كجلمود صخرٍ يهُز الأرض من علٍ. تُزين (...)
رحل عن دنيانا الفانية أخي وصديقي العزيز على التيجاني علي، فشعرت بالحزن النبيل ينداح في جسدي كما دبيب النمل. قالت لي زوجه ورفيقة حياته السيدة زينب علي (أم غسان) إن كل شيء مضى سريعاً كأنما كان على موعد مع القدر المحتوم. والمفارقة أن ذلك كان على عكس (...)
مُتلازمة الصدمة الفُجائية هي أسلوب ماكر بَرعت فيه الأنظمة الديكتاتورية، ورائدها هو الجنرال فرانشيسكو فرانكو، الذي حكم إسبانيا في نهاية الحرب الأهلية بالحديد والنار (1892-1975) مؤسساً خلال تلك الحِقبة المُظلمة علاقات تحالفية وثيقة مع الفاشية (...)
بُعيد اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي ودخولها الشهر الثاني، شاركتُ في ندوة إسفيرية حول أسبابها وتداعياتها. وقد سُئلت – في ذات السياق – عن رؤيتي للحل؟ فقلت اختصاراً ودونما تلجلج أو مُواربة: لا مناص بعدئذٍ من التدخل الدولي تحت الفصل السابع، وكنت أعلم (...)
صدر اتفاق جدة بين الطرفين (الأعدقاء)بعد ولادة عسيرة ناهزت الشهر تقريبا، أي منذ بدء الحرب منتصف أبريل الماضي. ومن عجب أن الاتفاق قال كل شيء ولم يقل شيئا.
بادئ ذي بدء ينبغي تقريظ وتشجيع أي خطوة تدعو لوقف الحرب، لا سيما في بلد كالسودان انهكته الحروب (...)
ظل مبارك عبدالله الفاضل نموذجاً للسياسي الفهلوي الذي يمارس هوايته نهاراً جهاراً بلا ضمير ولا وازع أخلاقي. وصدق الإمام الراحل الصادق المهدي الذي وصفه وصفا بليغًا بقوله (لا يفرحه الفرح ولا يزعله الزعل). وطبقاً لهذا لعلني قد صدقت أنا أيضاً حينما وصمته (...)
مقدمة
هاؤم أقرءوا كتابيه
ليس صدفة إن جاء عنوان هذا المقال متطابقاً مع ما يجري على أرض الواقع من مأساة ناهزت الأسبوع تقريباً، ذلك لأن العنوان نفسه هو عنوان الفصل الثالث من كتابنا الذي صدر حديثاً والموسوم بعنوان (الطوطم) وتحديداً في يناير الماضي. (...)
بالطبع لم أكن أعلم بأن اللقاء الذي جرى بيننا في شقته بالقاهرة في شهر أكتوبر من العام الماضي، سيكون اللقاء الأخير بيننا. بل حتى لو كنت أعلم ما جدوى سويعات أمام بحر كلما نهلت من فيضه وجدت نفسك تخرج منه ظمآنا .
الكاتب المصري حلمي شعراوي مؤسس ورئيس مركز (...)
شاع بين بعض المثقفين العرب في حقبة الستينات من القرن الماضي تعريب كلمة (سندوتش) الإنجليزية الأصل بعبارة مُطوَّلة فقالوا: "شاطرٌ ومشطور وبينهما طازج" وفي واقع الأمر جاء ذلك من باب التهكم على فقهاء مجمع اللغة العربية وتندراتهم. بيد أن ذلك تعريفٌ لم (...)
هذه ليست المرة الأولى التي استخدم فيها هذا العنوان الساخر، بل أزعم أنني لست وحدي. فقد صار التعبير شائعاً يتداوله كثير من الكُتاب كيفما اتفق، بخاصة عندما تتعرض العلاقة الرسمية بين البلدين لمطبات هوائية مثلما هو حاصل الآن. ذلك على الرغم من وصف (...)
تعلمون أن ما يحيِّر في الساحة السياسية السودانية كثير، ورُبَّ بعضه من شاكلة ما أعيا (الطبيب المداويا). أما أنا فقد بحثت ونجمت وتأملت فلم أجد مسألة استعصت على فهمي وإدراكي مثل هذه القضية التي نحن بصددها. وبقدر ما عجزت ليت غيري يجدون لها الدواء الشافي (...)
ظلَّت الأرض منذ الأزل تُمثل قيمة عُظمى في أجندة الإنسان. ومن أجلها جُيشت جيوش واندلعت حروب وحدثت غزوات. كما أن عظمة الأرض جسدها الخالق – عزَّ وجل – بذكرها نحو خمسمائة وثلاثة وسبعين مرة، بمعانٍ متعددة في القرآن الكريم. وكانت الأرض حاضرة كذلك في أول (...)
أشرنا في الحلقة الماضية أن وزارة الثقافة والإعلام وهيئاتها التابعة لها لن تجد أثراً عندها في حيوات الناس بعد الثورة. ونتوقف في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بحسب أن الجهازين هما المرآة التي ينبغي أن تنعكس فيهما روح الثورة ورؤاها وفلسفتها. ولا (...)
أشرنا في الحلقة الماضية أن وزارة الثقافة والإعلام وهيئاتها التابعة لها لن تجد أثراً عندها في حيوات الناس بعد الثورة. ونتوقف في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بحسب أن الجهازين هما المرآة التي ينبغي أن تنعكس فيهما روح الثورة ورؤاها وفلسفتها. ولا (...)
أوردنا في الحلقة الماضية اسماء الإدارات التي تقع تحت مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام والسياحة، والتي يبلغ عددها أكثر من 12 وحدة بجانب هيئات أُخر. وكذلك ثمة روابط إدارية تجمعها مع وزارة الثقافة والاعلام والسياحة في ولاية الخرطوم (12 إدارة) ونزيد عليها (...)
[email protected]
طرحنا سؤالاً مشروعاً في الحلقة الماضية، فحواه عن الكيفية التي تمَّ بها اختيار وزير الإعلام، وقلنا إنها لا تتسق مع معاييرها، إلى جانب اعتبارات أخرى لا داعٍ لتكرار ذكرها. وهدفنا يتعدى شخصه ليفتح الباب أمام تساؤلات تبحث في أسباب الضعف (...)
[email protected]
بدر إلى ذهني سؤال عَرَضِي قبل الخوض في موضوع مَرَضِي، يقول السؤال: هل يمكن إلغاء وزارة الإعلام؟ وأعقبه سؤال آخر: ولماذا لا تُلغى وزارة الإعلام إذن؟ ولحقهما سؤال ثالث: وهل هناك ثمة جدوى من وزارة الإعلام أصلاً؟ بالطبع لن تتوقف (...)
[email protected]
ثمة طُرفة مُتداولة أعجبتني وأضحكتني كثيراً. تقول إن سودانياً بسيطاً لديه ابن وحيد اسمه جبريل. وعندما اشتد عود الفتى راح يبحث عن رزقه في أرض الله الواسعة، إلى أن استقر به المقام في أمريكا وتحديداً في مدينة نيويورك المعروفة بمبانيها (...)
قد يبدو عنوان هذا المقال كلاسيكياً في شطره الثاني، ولكنه واقعياً على أية حال. فالمتابعون للشأن السوداني اعتادوا أن يروا شقه الآخر القائل: من يَحكم السودان؟ وهو التساؤل الذي كثُر تحديداً إبان الديكتاتورية البائدة، نسبةً لتعدد أجنحتها المتسترة بالدين (...)