"1" على نحو مفاجئ أطلقت السلطات الأمنية حوالي "80" معتقلاً سياسياً وصحفية واحدة من سجن كوبر بالخرطوم بحري ليلة "الأحد"، في وقت يتحدث فيه ناشطون أن أعداد المعتقلين إزاء الاحتجاجات السلمية الأخيرة "يناير_فبراير الجاري" تتراوح بين (200 -300) معتقل في جميع السجون القومية والولائية. عدد من كوادر حزب الأمة القومي أُطلق سراحهم، وكذلك آخرون بينهم نساء وطلاب، والصحفية الناشطة أمل هباني وإبنتي زعيم حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ، بينما ظل بقية كوادر المعارضة خاصةً حزبي المؤتمر السوداني والشيوعي قيد الإعتقال وسط تكهنات بأن اجراءات إطلاق سراحهم في طور الإكتمال. لكن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح عبدالله الشهير ب(قوش) رهن إطلاق سراح بقية المعتقلين السياسيين بتحسن سلوك أحزابهم وبالتخلي عن دعاوي إسقاط النظام بالقوة، وأشار إلى أن الأمن سيراقب "سلوك الأحزاب" خلال الفترة المقبلة، وقال "إذا تخلت أحزابهم عن نهجها وأهدافها المعلنة لإسقاط النظام سنطلق سراحهم". "2" سؤال ظل يطرح نفسه، حول وجود صفقة سرية بين حزب المؤتمر الوطني وأحد أحزاب المعارضة أدت لإطلاق سراح المعتقلين خاصةً في ظل عدم رضا القوى السياسية من خطوة جهاز الأمن، لجهة أنه لم يعامل كل المعتقلين السياسيين بطريقة واحدة حيث أطلق سراح قيادات حزب الأمة دون غيرهم من قيادات الأحزاب الأخرى، ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يؤكد هذا التوجه في ظل استمرار إعتقال قيادات أخرى من حزب الأمة نفسه. "3" "مصادر" برلمانية تحدثت ل(باج نيوز) أكدت وجود تسوية سياسية بين أحد أحزاب المعارضة وحزب المؤتمر الوطني _الحاكم في السودان_ "بحسب المصدر البرلماني" أدت لإطلاق سراح بعض المعتقلين، وقال "المصدر" إن مخاطبة مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي، ليلة (الأحد) في المؤتر الصحفي عقب إطلاق سراح بعض المعتقلين، تم بطلب من مسؤول أمني رفيع بغية إرسال رسالة مفادها "أن الأمر بمثابة الانفراج السياسي وتأكيداً لتنفيذ توصيات الحوار الوطني". "4" غير أن القيادي في حزب الأمة الذي كان ضمن المعتقلين مُطلقي السراح، اللواء فضل الله برمة ناصر، نفى الحديث حول وجود صفقة بين حزبه والمؤتمر الوطني أدت للإفراج عن المعتقلين السياسيين لاسيما كوادر "الأمة"، وقال ل"باج نيوز": "لم نخرج بصفقة مع المؤتمر الوطني وما يُقال مجرد أحاديث عارية من الصحة" مؤكداً أن الحديث عن تحسين سلوك الأحزاب أمر لا يخص الأمة، بل يخص الاحزاب المعنية، مشدداَ بأنهم "مستمرين في النضال"، وأشار إلى أنهم طوال الفترة الماضية لم يجلسوا للحوار مع حزب المؤتمر الوطني ومع ذلك هم لا يرفضون الحوار معه مبدئياً على حد قوله، لجهة أنه منهج من مناهج حزبهم لحل كل قضايا الوطن العالقة. (5) خلافاً لكل هذه التكهنات إستنطق "باج نيوز" بعض نواب البرلمان السوداني حول خطوة مدير جهاز الأمن الجديد صلاح عبدالله "قوش" بإطلاق سراح بعض المعتقلين بعد أسبوع من توليه منصب، ومدى إبداء "قوش" حسن النية في مرحلته الجديدة بالجهاز خاصةً بعد مناشدة برلمانيين وأحزاب سياسية له بإطلاق سراح المعتقلين. "6" وقال رئيس لجنة شؤون حقوق الإنسان الفرعية بلجنة التشريع والعدل بالبرلمان عبدالجليل عجبين ل(باج نيوز)، إن ما فعله قوش تساعده أمراً من شأنه مساعدته في إدارة الجهاز أكثر من الوقت السابق، لجهة أنه استفاد من تجربته خارج الجهاز _بعد اقالته العام 2009م"، واوضح عجبين أن مخاطبة مساعد رئيس الجمهورية تعتبر كسب سياسي لحزب المؤتمر الوطني لجهة أن الأمر يشير لوجود مناخ تسامحي في السودان، وتابع: " ربما يتيح ذلك قبول كبير لقوش لدى المعارضة". "7" ووصف عضو البرلمان مبارك النور إطلاق سراح بعض المعتقلين بالخطوة الإيجابية رغم تأخرها لجهة أن المعتقلين لم توجه لهم أي تهم وأضاف: "الاعتقال تخويفي، ونأمل إطلاق سراح بقية الصحفيين". "8" نائب رئيس لجنة التربية والتعليم بالبرلمان القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي منى فاروق قالت ل(باج نيوز)، إن قضية إطلاق سراح غالبية أعضاء حزب الأمة وحديث اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي في المؤتمر الصحفي أمرٌ مستفز لشخصي وأضافت: "صحيح الحزب الاتحادي الديمقراطي مشارك في الحكومة ولديه الطرق التي يتناصح بها مع شركائه، لكن ما حدث لم يكن يرضيني، وحديثي هذا ليس لأن شقيقي "محمد فاروق" من ضمن المعتقلين ولم يطلق سراحه لكني أتحدث بلسان كل المعتقلين" وأضافت متسائله: "لماذا إطلاق سراح منسوبي حزب الأمة والطلاب والنساء ولم يتم إطلاق سراح البقية؟ ولماذا انتهت إجراءات خروج أعضاء حزب الأمة قبل البقية؟".
