غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد.. الفنانة إيمان الشريف تفاجئ جمهورها وتطرح فيديو كليب أغنيتها الجديدة والترند "منعوني ديارك" بتوزيع موسيقي جديد ومدهش    مصر .. السماح لحاملى التأشيرة الخماسية بالإقامة 180 يوما بالمرة الواحدة    التغير المناخي تسبب في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بأوروبا هذا الصيف    إبراهيم نصرالدين (درمي).. صخرة دفاع أهلي الكنوز وطمأنينة المدرجات    والي ولاية كسلا يشهد ختام دورة فقداء النادي الاهلي كسلا    بعثة نادي الزمالة (أم روابة) تغادر إلى نيروبي استعدادًا لمواجهة ديكيداها    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    الخارجية البريطانية: مستقبل السودان يقرره شعبه    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: دور المجتمع الدولي والإقليمي في وقف حرب السودان    توجيهات مشدّدة للقيادة العسكرية في الدبّة..ماذا هناك؟    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحلو" يوضّح موقفهم من العملية السياسية ويكشف موعد زيارته للخرطوم
نشر في باج نيوز يوم 21 - 03 - 2023

أعلن القائد عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية، عن أنّ موقفهم من الدولة الدينية ثابت لأنها تضطهد رعاياها وتفرق بينهم حسب المعتقد.
وأشار الحلو في حواره بحسب راديو تمازج، الثلاثاء، إلى أنّهم يؤمنون بإقامة نظام حكم ديمقراطي يسمح للجميع.
ويرى عبد العزيز الحلو، أنّ العملية السياسية الجارية في الخرطوم الآن لن تقود إلى حلٍّ جذري للأزمة السودانية.

1/ ما هو موقف الحركة الشعبية من العملية السياسية الجارية الآن في السودان ؟
_ العملية السياسية الجارية الآن في الخرطوم – بشكلها الحالي – لن تقود إلى حل جذري للأزمة السودانية، ولكنها خطوة يمكن أن تفتح الباب نحو الحل، في حال البناء على ما يمكن أن يتحقق من مكاسب في التفاوض.
2/ لماذا لا تقود إلى حل جذري؟
_ لو نظرنا إلى الأطراف والكتل المشاركة في هذه العملية نجد أن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وقعت إتفاق مع القيادة العسكرية الممثلة في الفريق البرهان والفريق حميدتي، وإذا تفحصنا هذا الإتفاق الذي تم توقيعه جيدا، سنجده فارغ من أي محتوى، وقام بتفادي مناقشة القضايا الأساسية وجذور المشكلة المتسببة في الأزمة السودانية، بل قام بترحيلها إلى المستقبل كما يحدث دائما.
3/ ما هي القضايا الرئيسية التي تم تجنبها وتفاديها في الإتفاق الإطاري ؟
_ مثلا قضية (علاقة الدين بالدولة، القطاع الأمني وكيف ستكون العلاقة بين الجيش والمكونات العسكرية الأخرى الموجودة في الساحة، مسألة الهوية، معالجة التشوهات والإختلالات في الإقتصاد السوداني.. إلخ). في الوقت الذي تتفادى فيه القوى السياسية القضايا الجذرية، تجدها تدخل في صراعات وخلافات فيما بينها، إذا حللتها تجدها خلافات حول قضايا سطحية. أنظر إلى الصراع بين (الحرية والتغيير المجلس المركزي – الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية) فهو خلاف حول قضايا ثانوية وبعيدة عن المسائل التي يمكن أن تنقل السودان من خانة الحرب وعدم الإستقرار إلى سودان جديد.
4/ الملاحظ أن القائد/ عبد العزيز الحلو – أو الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، تركز على قضية (علاقة الدين بالدولة) بالرغم من وجود قضايا كثيرة أخرى. هل في حلها، حل للأزمة السودانية.؟
_ببساطة شديدة نحن نتساءل – هل هناك إمكانية للإنتقال من السودان القديم بكل حمولاته من (حروب، لجوء، نزوح، كراهية وبغض بين الشعوب والقوميات ..إلخ) إلى (سودان جديد) في ظل الدولة الدينية ؟. وهل يمكن لدعاة الديمقراطية والمطالبين بالعدالة ومساواة الناس، ودولة القانون أن يحققوا مطالبهم في ظل قوانين دينية تفرق بين المواطنين على أساس المعتقد؟. وفي ظل الدولة الدينية التي لا يتساوى فيها من يعتنق دين الدولة إن كانت (مسيحية أو إسلامية) مع من يخالف دينها؟. وإستخدام الدين في الغالب يكون للكسب السياسي والحصول على السلطة، وهذه كارثة كبيرة، والسودانيين أصحاب تجربة، فعندما فشل (الترابي) في الوصول إلى السلطة عبر الخطاب السياسي أيام جبهة الميثاق إنتقل إلى الخطاب الديني، والإنقاذ وطدت نفسها في الحكم بإستخدام الدين وإنتهى الأمر إلى فساد وإستغلال للناس. فبإختصار إذا كنت تؤمن بالمعتقدات الأفريقية، أو قمت بالإنضمام إلى الحركة الشعبية، حتى لو كنت مسلما، أو مسيحيا، فالدولة الدينية تستبيح دمك ومالك وعرضك. وإذا طبقت قوانين الشريعة الإسلامية ستفرق بين المواطنين لا محالة، وتقسمهم إلى (أهل قبلة، أهل ذمة، وكفار) وكثيرا ما يتم التفرقة بين المسلمين أنفسهم في حال لم يتفقوا مع المذهب الديني للسلطة. مع هذا الوضع كيف تتحقق دولة السلام، الإستقرار، التنمية، العدالة، والرفاه؟. على المكتوين بنار الدولة الدينية في السودان القديم أن يخرجوا ويعلنوا مطالبتهم بدولة المساواة والعدالة والمواطنة والقانون. ويرفضوا الدولة الدينية التي تضرروا منها خلال ال(30) سنة الماضية.
5/ ألا ترى أن الحركة الشعبية ظلت تردد خطاب (الدولة العلمانية) على مستوى المفاوضات والمثقفين ولم تبذل مجهود كاف حتى تنزل للناس على مستوى العامة والقواعد؟
_طبعا هذا غير صحيح – نحن بذلنا مجهود كبير جدا للتوعية بالعلمانية ولكن السودانيين تعرضوا للإرهاب الفكري في ظل حكومة الإنقاذ التي وضعت حواجز كثيرة بإستخدام خطاب ديني سخرت له كل وسائل إعلام الدولة بينما الأصوات الأخرى فتحت لها (بيوت الأشباح) وظل خطاب الحركة الشعبية الأكثر تعرضا للمحاربة والإقصاء وتم تصويره على أنه خطاب مجموعة يجب أن يعلن ضدها الجهاد. مع ذلك رؤيتنا حول علاقة الدين بالدولة وجدت إهتمام من المواطنين الذين يعانون من التمييز بسبب الدين، ومن الداعين لسودان جديد تسود فيه قيم (المساواة، العدالة، الحقيقة، والحرية) – وقد نشرنا كتيبات تتضمن هذه الرؤية، وهنالك مجموعات كثيرة تعمل على التوعية برؤية الحركة) – حتى في داخل الخرطوم.
6/ لماذا تطالب الحركة الشعبية بالعلمانية في الفترة الإنتقالية ولا تنتظر الإنتخابات ليختارها أهل السودان؟
_دائما يستجيب الناس للخدعة التي تستخدمها القوى التقليدية أو الأحزاب الطائفية التي تروج خلال الفترات الإنتقالية إلى ضرورة ترحيل القضايا الأساسية والجذرية إلى حكومة منتخبة، وبسبب هذه الخدعة أهدر الشعب السوداني خمس فترات إنتقال، والآن مرت أربع سنوات منذ سقوط البشير، وبدأت الفترة الإنتقالية الخامسة، ولم تحسم خلالها قضية واحدة من القضايا المصيرية. الإنتخابات تأتي في الغالب بأحزاب ليس لديها مصلحة في (تغيير حقيقي) – وأول ما تقوم به تلك الأحزاب، هو تثبيت القضايا الخلافية (الجوهرية) المتسببة في الأزمة. وتقوم بتسليم السلطة لأحزاب دينية عبر الإنتخابات. وفي الفترات الإنتقالية دائما ما يتم تطبيق قوانين (الدولة الدينية). فكيف تنتظر من تلك الأحزاب القائمة على الأساس الدينى إقامة نظام حكم لا ديني يخالف مشروعها أصلا.
7/ في حال عدم تبني العلمانية خلال الفترة الإنتقالية – فهذا يعني إن الإنتخابات لن تكون نزيهة في نظركم ؟
ننادي بأن تكون الفترة الإنتقالية منصة تأسيسية، يتساوى فيها الجميع، تستطيع كل مجموعة تقديم خطابها بحرية وإحترام. وقطعا قوانين الشريعة الإسلامية بطبيعتها تجرم خطاب الآخر ويمكن أن تتطرف في رفضه. ولذلك أكرر السؤال إلى المنادين بالديمقراطية. كيف يمكن تطبيق مباديء الديموقراطية في فترة إنتقالية لا تطبق فيها العلمانية ؟ أو في ظل دولة لا تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير وتصنف المواطن على أساس الدين؟ وهذا كافي لأن لا تكون الإنتخابات نزيهة و تؤدي إلى الحفاظ على الدولة القديمة وإستمرار الأزمة.
8/ هل خلافكم مع الدولة الدينية الإسلامية التي تحكم بالشريعة، أم مع الدولة الدينية مطلقا؟
_موقف الحركة الشعبية من الدولة الدينية ثابت لأنها تضطهد رعاياها وتفرق بينهم حسب المعتقد، إن كانت إسلامية أو مسيحية أو هندوسية أو أي دين آخر. نحن نؤمن بإقامة نظام حكم ديمقراطي يسمح للجميع، بل ويصون حقهم في تأدية شعائرهم الدينية بكل إحترام ومساواة. نظام حكم قائم على أسس علمية وقابل للتصحيح والمراجعة والتطوير. يطبق قيم الحرية، الشفافية وحقوق الإنسان ويخضع للمحاسبة من قبل المواطنين الذين إنتخبوه. وهذا لا يمكن أن يحدث في دولة تعتمد على سلطة دينية أو تفويض إلهي، مهما أعلنت من حسن النوايا.
9/ هل الحركة الشعبية متمسكة بإتفاق السلام الإطاري الذي وقعته مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان في مارس 2021؟
_البرهان أطاح بإعلان المبادئ ذاته، ولم يعد موجودا بسبب إنقلاب 25 أكتوبر، وحتى قبل الإنقلاب – البرهان إنسحب من التفاوض وترك وفد الحركة الشعبية على الطاولة. كان ذلك تمهيدا للإنقلاب، حيث شرع فور إنسحابه من منبر جوبا فى القيام بتجهيزات عسكرية وحشد القوات. والدليل على ذلك إنه قام بترفيع الوحدات العسكرية في جنوب كردفان – مثلا تم ترفيع اللواء (53) في أبوجبيهة إلى فرقة سموها (الفرقة العاشرة) – وكذلك ترفيع (كتيبة) في مدينة هبيلا إلى (لواء) وترفيع (سرية) كرتالا إلى (كتيبة) وسريتي (فيو) و(مرديس) إلى (كتائب) .. وهكذا – كل ذلك في شهر يونيو من العام 2021. وعلى الرغم من أن أجل تسليم السلطة للمدنيين كان قد آن وقتها، إلا إن أهم أسباب إنقلاب 25 أكتوبر – كان التنصل عن إعلان المباديء الموقع فى مارس 2021. ذلك كان السبب والهدف الرئيسي من الإنقلاب.
10/ لماذا في رأيك بعد أن وقع البرهان على الإتفاق بإرادته يقوم بإنقلاب للتنصل منه؟
القضية الرئيسية كانت (العلمانية) – فصل الدين عن الدولة – التي تحدثنا عنها في الإتفاق. هم وقعوا على الإعلان الذي كان أهم بنوده هو (فصل الدين عن الدولة). إتضح لاحقا انهم وقعوا عليه فقط لكسب الوقت، وإكتشفنا أنهم وافقوا عليه خداعا ليظل على الورق فقط ولا ينفذ كعادة حكومات الخرطوم في نقض العهود. البرهان وقع إعلان المباديء مع الحركة الشعبية على أن يبقى على الورق، ومزقه بالإنقلاب للتملص من دفع إستحقاقات السلام.
12/ ما هو دور الحركة الشعبية في الحراك الثوري في الخرطوم الذي تراجع جدا بعد الإنقلاب؟. لماذا في نظرك هذا التراجع؟
_بعد الإنقلاب أعلنت الحكومة الحرب علينا بإعلان (حالة الطواريء) وأطلقت يد الأجهزة الأمنية من (جيش وإستخبارات عسكرية وأجهزة أخرى). وحالة الطوارئ بالنسبة لنا بمثابة إعلان حرب.
12/ هل لا تزال الحركة الشعبية متمسكة بالتفاوض مع الحكومة المدنية التي ستنتج عن العملية السياسية التي تجري حاليا في الخرطوم؟
_ حال نجحت العملية السياسية في إنهاء الإنقلاب وتكوين حكومة بقيادة مدنية فإننا سوف نتفاوض معها، لأن الحركة الشعبية تناضل من أجل قضية عادلة. إن كان هنالك سبيل لحلها عبر الطاولة والتفاوض لا مانع في ذلك – ولا داعي للحرب.
13/ هل لديكم إتصالات ومشاورات مع القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية في الخرطوم؟
_المشاورات لم تتوقف إطلاقا منذ 2019، ولدينا تواصل مع كل القوى السياسية والدليل على ذلك في يناير إلتقينا بوفد من حزب الأمة القومي بقيادة الصديق الصادق المهدي وتناقشنا حول العملية السياسية والأزمة القائمه وكيفية التوصل للحل. وفي فبراير وقعنا أعلان سياسي مع الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل وقوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية).
14/ توقيع إعلان سياسي مع الكتلة الديمقراطية خلق إرتباك كبير في الوسط السياسي وبالذات لدى المناهضين للإنقلاب من القوى السياسية ولجان المقاومة وغيرها؟
_ما هي المشكلة في توقيع إتفاق مع الكتلة الديمقراطية؟ قد يكون ذلك لأن الكثيرين ينظرون إلى الكتلة الديمقراطية على أنها ساندت إنقلاب 25 أكتوبر وأيدته وتعمل الآن مع حكومة الإنقلاب. ولكن الجميع يعلم أن الحركة الشعبية وقفت ضد الإنقلاب كما أشرت إلى ذلك في هذا الحوار.
نحن سبق أن وقعنا إتفاق مع البرهان نفسه (إتفاق إعلان مباديء)، فما هي المشكلة إن وقعنا إعلان سياسي مع الكتلة الديمقراطية ؟. هذا تركيز على قشور القضايا.
15/ لكن أنتم وقعتم مع البرهان أيام الثورة وعندما كان يردد أنه داعم لها وللتحول الديمقراطي وليس بعد الإنقلاب؟
_أولا: كل القوي السياسية في السودان تعتبر صاحبة مصلحة أو عندها مسؤولية تجاه تصحيح الوضع القائم للخروج من الأزمة. وثانيا: الكلام عن إعتصام الموز، الإنقلابيين .. إلخ .. غير مجدي. فالحرية والتغيير نفسها إستلمت قيادة الثورة بعد 11 أبريل، وتفاوضت مع العسكر وسلمتهم السلطة بموجب الوثيقة الدستورية كشركاء في الحكم. والحرية والتغيير شاركت السلطة مع العساكر، والآن، أي بعد إنقلاب 25 أكتوبر يتفاوضون مع العسكر، ووقعوا معهم على الإتفاق الإطاريء – فما هي المشكلة و(مين أحسن من مين)؟. نعتقد أننا نحتاج إلى إتفاق يشمل الجميع مع الإلتفاف حول مشروع السودان الجديد الذي يضع حدا للأزمة من وجهة نظرنا. ونحن لا نفرق بين القوى السياسية عدا القوى القديمة التي تسببت في الكارثة السودانية الماثلة الآن.
16/ هل توقيع إتفاق مع الكتلة الديمقراطية سيسهم في حل المشكلة القائمة حاليا؟
_نعم، لأن الكتلة الديمقراطية إتفقت معنا على المباديء التي تقود لإنهاء المشكلة.
17/ هل وافقوا على مبدأ إنهاء الانقلاب الذي تطالبون به ؟
_وافقوا على أن يقوم الدستور على مبدأ (فصل الدين عن الدولة) وفي ذلك إنهاء للإنقلاب في نظرنا، ووقعوا أيضا على (اللامركزية، الإصلاح الأمني والعسكري، دمج قوات الدعم السريع في الجيش، التحول الديمقراطي، إلخ ..) وكل ما جاء في الإعلان السياسي الذي تم توقيعه سينهي الإنقلاب.
17/ هل تمت الإشارة إلى مسألة إنهاء الإنقلاب مباشرة في النقاش أم الحركة إكتفت بموافقة الكتلة الديمقراطية على المباديء التي تنهي الإنقلاب؟
_في البدء، الحركة الشعبية لم تقم بالإنضمام للكتلة الديمقراطية بل قامت الحركة بكسب الكتلة الديمقراطية لمشروع السودان الجديد ورؤيتنا للخروج من الوضع الحالي
بما فيه إنهاء الإنقلاب. فهذه المباديء هي التي ستنهي الإنقلاب. وسنعمل مع الكتلة الديمقراطية لتسويق الإعلان السياسي والضغط لإقناع العسكريين بالمباديء التي تضمنها الإعلان.
19/ ما هي رؤية الحركة الشعبية لمسألة دمج جيوش الحركات والدعم السريع في الجيش السوداني؟
_دمج الجيوش التي صنعها المؤتمر الوطني في حربه ضد الحركة الشعبية أولوية إذا أردنا حلا للمشكلة السودانية. أن تتحول كلها لجيش واحد يتقيد بقانون واحد. وهذا أحد المباديء الأساسية لبناء دولة مستقرة. ونعني بتلك الجيوش (الدعم السريع والحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا، إلخ..). على أن تلتزم تلك الجيوش بعقيدة قتالية جديدة وبدور الجيش الذي سينص عليه في الدستور الدائم.
20/ وما هو مصير جيش الحركة الشعبية هل سيدمج في الجيش؟
_الحركة الشعبية لم تصل لإتفاق سلام حتى الآن مع الحكومة، لذلك لا ينطبق عليها هذا الشرط الآن.
21/ وفي حال وقعت الحركة الشعبية على إتفاق سلام هل توافقون على دمج جيشكم في الجيش السوداني ؟
إذا إتفقنا – لابد أن يكون هنالك جيش موحد، ولكن يجب أن يقوم هذا الجيش على أسس جديدة، في مقدمتها (إصلاحه بإعادة هيكلته). في حال تحقق ذلك سوف يندمج الجيش الشعبي مع الجيش السوداني.
22/ الحركة الشعبية ستقيم مؤتمرها العام قريبا، ما هو الجديد في هذا المؤتمر؟
_الحركة الشعبية تنادي بسودان جديد علماني ديمقراطي لا مركزي يحترم حقوق الإنسان والمباديء الأساسية للممارسة الديمقراطية. هذا المؤتمر فرصة تؤكد عبره الحركة الشعبية إلتزامها بالديمقراطية، وتقدم فيه نموذج للأحزاب السياسية في السودان والحكومة السودانية نفسها، بأنه من الضروري أن يكون هناك تداول سلمي للسلطة عبر الإرادة الشعبية. وفعليا الحركة أسست سلطة مدنية في الأراضي المحررة، حاولنا أن نعكس من خلالها مباديء السودان الجديد المتسقة مع ما نطرحه في خطابنا السياسي.
23/ هل يمكن أن تعود القيادات والمجموعات التي خرجت من الحركة الشعبية وتنتهي حالة التشظي التي تعيشها الآن؟
_التشظي ظاهرة عامة في السياسة السودانية وليس حكرا على الحركة الشعبية. كما هو معلوم شمل التشظي كل القوى السياسية وحتى منظمات المجتمع المدني أصابها هذا الداء الناتج عن (البنية السياسة المختلة) للدولة السودانية القديمة، وإن لم تعالج وتصحح، ستستمر حالة الإنشقاقات والتشظي، ولن تكون هنالك وحدة – أنظر إلى الأحزاب الكبيره مثل (حزب الأمة، الحزب الإتحادي الديمقراطي) .. وهي قوى قديمة ولديها كوادر مؤهلة، ولكن لم تسلم من ظاهرة التشظي بسبب أساليب النظام القديم الذي إستخدم سياسة (فرق تسد).
24/ هل لديكم تواصل مع (رفاق الأمس) أم بات الطريق مغلقا ؟ وهل متوقع أن تحدث وحدة بينكم من جديد؟
_تلك الفصائل رجعت إلى الخرطوم وشاركت في السلطة. والآن هم قريبين جدا من مراكز إتخاذ القرار، ومن الصعب أن يتخلوا عن تلك المناصب ويعودوا للحركة الشعبية.
25/ هل تعني مالك عقار؟
_مالك عقار وياسر عرمان وغيرهم من من حصلوا على مواقع أو مناصب في الدولة. جلهم الآن جزء من السلطة وجزء من الآلة التي تدير المشهد.
26/ هل هناك تواصل بينكم على أي مستوى؟
_لا يوجد – هم مشغولين بالسلطة وإمتيازاتها.
27/ أخيرا: القائد/ عبد العزيز الحلو – لم يزور الخرطوم حتى بعد الثورة لماذا؟
_الخرطوم في نظري ليست مدينة، ولكنها (رمزية) لسلطة النظام القديم – رمزية للعنف الذي تقوم عليه الدولة السودانية منذ نشأتها، رمزية لإنعدام إلاحترام لحقوق الإنسان وحق الآخر فى أن يكون آخرا. هي هكذا في نظري وليست الخرطوم الجغرافيا المكونة من (الحاج يوسف، أمبدة، جبرونا، الديوم، وخرطوم 2).
28/ في أي حالة يمكن أن يزور القائد/ عبد العزيز الحلو الخرطوم؟
_عندما تتغير الخرطوم وتحترم قيم الحرية والعدالة والمساواة، ومباديء حقوق الإنسان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.