تزامنا مع تصاعد وتيرة هجمات قوات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة على العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، غزت منصات التواصل سلسلة من مقاطع الفيديو زعم مروجوها أنها للضربات الجوية التي نفذتها قوات الدعم السريع، ضمن هذا الهجوم. وتداولت حسابات سودانية مشاهد أشارت إلى أنها توثق ضربات استهدفت مطار الخرطوم الدولي، ومحطة كهرباء المرخيات في مدينة أم درمان. وفحص فريق "الجزيرة تحقق" هذه المقاطع، بغرض التأكد من مصادرها الأصلية، وتحديد سياقها الزماني والمكاني، وما إذا كانت توثق فعلا هجمات جديدة في الخرطوم، أم أنها جزء من موجة التضليل الرقمي المصاحبة للحرب. الفيديو الأول زعم ناشروه على "فيسبوك" أنه لانفجار ضخم، ناتج عن هجمات لقوات الدعم السريع بالمسيّرات استهدفت مطار الخرطوم الدولي. وبالبحث تبين أن المقطع لم يكن في السودان من الأساس، وإنما يعود إلى ضربات نفذتها القوات الهندية ضد أهداف باكستانية في مدينة لاهور بتاريخ مايو/أيار الماضي. الفيديو الثاني يظهر حريقا هائلا داخل مطار الخرطوم الدولي، زعم مروجوه أنه ناتج عن الاستهداف الأخير من قبل قوات الدعم السريع الثلاثاء. وبالتدقيق، اكتشفنا أنه لفيديو قديم نشرته القناة الرابعة البريطانية في أبريل/نيسان 2023، لاشتعال النيران داخل المطار إثر اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع. الفيديو الثالث يظهر تصاعد ألسنة اللهب من محطة كهرباء المرخيات في أم درمان، زعمت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، أنه ناتج عن الاستهداف الأخير. وقد قادنا البحث العكسي إلى أنه يعود إلى نسخة قديمة منشورة على منصة إكس، في سبتمبر/أيلول الماضي، ويوثق لحظة اندلاع حريق داخل المحطة نفسها بعد استهدافها بواسطة مسيّرات، ولا علاقة له بالهجوم الأخير.