اقترب الدوري الممتاز من نهايته وبدأ يظهر في الأفق مايسمى بشغب الملاعب في مباريات الدوري الممتاز وقد رأينا ذلك في عدد منها وظهر توتر اللاعبين والأجهزة الفنية والجماهير والإعلام والإداريين بصور وأشكال لا تشبه المعاني السامية للرياضة والأخلاق التي هي من أسس وجماليات العمل الرياضي. قامت قناة (قوون) الرياضية ببث ماحدث في نهاية مباراة الأهلي شندي والنسور بإستاد شندي وذلك مساء الأمس من خلال الاستديو التحليلي لمباراة الأمل عطبرة والمريخ، ولم نصدق ماحدث لأنه غريب على ملاعبنا ، وقد رأينا التوتر في مباراة الأمل والمريخ قبل المباراة في التصريحات الإدارية واستمر التوتر حتى بعد المباراة بصورة واضحة في التصريحات التي صدرت من بعض الإداريين.
شغب الملاعب من التصرفات السلبية الخاطئة وله طرق مختلفة وتتعدد الأساليب والصور ولكنها في النهاية تعتبر من التصرفات غير المقبولة عرفاً وقانوناً وشرعاً وتعتبر من الأمور الخارجة عن الأدب والأخلاق.
ظاهرة شغب الملاعب ليست بالأمر الجديد أو الحديث في المجال الرياضي وهي ظاهرة قديمة ولكنها تطورت حتى أصبحت تتعدى الملاعب الرياضية وتصل أحياناً إلى اعتداء الجماهير على بعضهم البعض وإلحاق الأذى بهم أو بممتلكاتهم، ولها أشكال متعددة منها قيام الجماهير بشتم الحكام أو لاعبي فريقهم أو لاعبي الفريق المنافس أو قذف الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة أو حدوث تشابك بين اللاعبين أو الاعتداء على حكام المباراة.
بالنظر للأسباب التي تتسبب في شغب الملاعب نجدها كثيرة منها التعصب الرياضي الذي بدأ في الانتشار في وسطنا الرياضي وساهم فيه الإعلام الرياضي بصورة كبيرة ويسبح بعض الإعلاميين في تيار الميول والتحدث عن الفريق بلغة المشجع ومحاولة تغيير الحقائق وعدم النظر بمنظور القيم الإعلامية، بالإضافة للتصريحات غير المسئولة من بعض الإداريين ولا ننسى مستوى تفكير بعض المشجعين وإتباعهم لأنماط استفزازية في الحوار مع جماهير الأندية الأخرى.
ومن أهم أسباب شغب الملاعب عدم الثقة في الحكام وتتبع أخطائهم والاعتقاد بأنها بقصد نتيجة لميول الحكم أو بيع المباريات وقد لعب الإعلام الرياضي دورًا كبيرًا في التشكيك في ضمير الحكام مما تسبب في فقدان الوسط الرياضي الثقة بهم وبنزاهتهم وقد تتسبب صافرة خاطئة في إحداث الشغب لفقدان الثقة في الحكم.
ومن أهم أسباب الشغب تصرفات الإداريين والمدربين لأن الجمهور الرياضي يميل للعاطفة في التشجيع فتصرف بسيط قد تكون نتيجته أكبر وتصل إلى نتائج يصعب السيطرة عليها.
حتى تختفي هذه الظواهر لابد من تربية الشباب الرياضي على الأدب والتعامل الحضاري وعلى معاني كرة القدم وأنها فوز وخسارة، وزرع الثقة في دواخلهم في دور الاتحاد العام لكرة القدم، وتربيتهم على الثقة في الحكام وأن الحكام بشر والأخطاء واردة منهم، ونطالب الإداريين والمدربين بالتصريحات الواقعية المعتدلة والتي تخدم الرياضة.
ختاماً لابد أن يلعب الإعلام الدور الأكبر في علاج ظاهرة الشغب التي بدأت في الانتشار وأتمنى أن تختفي هذه الظاهرة لأننا أبناء وطن واحد عرف عبر التاريخ بالكرم والشهامة والأخلاق.