اليوم الجمعة تنقضي العشر الأوائل من شهر رمضان المعظم .. ينقضي ثلثه الأول .. واوله رحمة .. فهلا راجعت صيامك في هذه الأيام التي مضت ولن تعود مرة أخرى .. هل تفقدنا جيراننا .. هل تفقدنا المساكين .. وعن هؤلاء يا سلاااام حدث ولا حرج .. ما أكثرهم .. وما أصبرهم ..!! هل تعلم ان هنالك أسر صائمة اليوم .. ولا تدري بماذا سوف تفطر ..!! أسر تصوم إيمانا واحتسابا دون لا يهمها كيف سوف تفطر بقدر ما يهمها ان يغفر الله ما تقدم من الذنوب والخطايا .. فكر في أن تبحث عن هؤلاء اليوم في هذه الجمعة المباركة وقبل أن ينقضي ثلث الرحمة من شهره الكريم .. كن انت سببا في نزول رحمته على قوم ما ..!! ابحث في منطقتك وليس بعيدا وسوف تتذكر ان ( ناس فلان ) يحتاجون فعلا للمساعدة .. أيوا ناس فلااان اتذكرتهم ..!!؟
اذهب اليهم اليوم .. قدم لهم أي شيء .. أي شيء لا يهم أن يكون طعاما شهيا غالي الثمن .. ربما يكفيهم من فضل الله ( كيلو موز) أو ( صحن عصيدة ) من ذلك الذي تصنعه ( الحاجة ) أطال الله في عمرها .. مشهور عن الحاجة أنها الأولى في عمل ( ملاح الروب) .. ياخي كن سببا في أن تتذوق هذه الأسرة هذا الطعم الجميل .. وحتى لا نضغط على الحاجة .. أنصحك بشراء كأس زبادي من البقالة التي بالقرب من منزلكم .. نعم زبادي .. ولو ما عارف انوملاح الروب بيعملوه بالزبادي ( تبقى مصيبة ) ..!! نعم نعم كلامك صاح ما هي إلا سنة سنتين ويصبح أسمه ( ملاح الزبادي) فقد ولى عهد الروب وانقضى زماااان ..!!
رمضان شهر للرحمة والتواصل .. فلا تضيعه فقط في الخوف من الجوع والعطش .. حاول أن تستمتع بهذا الألم واحتسب أنه لله تعالى .. كلما صعب عليك ان تجد ريقا تبلعه فتذكر أنك تعاني لأجل ان يرضى عليك الله عز وجل .. وأحمد الله انه لم يأمرنا بالصيام عن التنفس ..!! نعم فالخالق الذي يرزقنا الطعام والشراب هو الذي جل وتعالى يرزقنا هذا الهواء الذي نتنفسه .. وهذه العافية التي بين جنبينا ..!! كم نفس شهقت وكم نفس زفرت منذ أن خلقك الله ..!! هل فكرت يوما في رحمة الله بك وهو يمنحك الأكسجين والاعضاء السليمة في جسدك حتى تتنفس ..!! هل تعلم مقدار هذه النعمة ..!! توقف عن التنفس لجزء من دقيقة وسوف تعلم أن الصيام عن الطعام والشراب أسهل من شربة ماء ..!! إمتحان ( إملاء منظورة ) ..!!
نعود لحديثنا السابق .. إبحث عن مساكين بقربك اليوم وسوف تجدهم .. لن تتعب كثيرا في البحث عنهم فهم في كل مكان .. تحدث لنفسك وقل لها انك اليوم سوف تساعد تلك الأسرة .. ثم اعد عدتك لذلك .. ثم استمتع بعد ذلك بالراحة النفسية التي سوف تحسها بعد ذلك ..!! بالمناسبة أنا أحدثكم وأذكركم ونفسي .. فلا تعتقدوا أن الزول دا خلاااص مجضم عمل الخير .. وياليتني كنت ..!!
نحكي معا تلك القصة التي حدثت في عهد سيدنا موسى عليه السلام .. جاء صبى يسأل موسى عليه السلام ان يغنيه الله ...
فسأله موسى عليه السلام هل تريد ان يغنيك الله.... فى اول 30 عام من عمرك ...أم فى ال 30 عام الاخيرة...؟
فأحتار الصبى و أخذ يفكر و يفاضل بين الاختيارين ثم استقر اختياره على ان يكون الغنى فى اول 30 عام من عمره
و كان سبب اختياره انه أراد أن يسعد بالمال فى شبابه ..كما أنه لايضمن ان يعيش الى ال 60 من العمر و لكنه نسى ما تحمله الشيخوخه من ضعف وهزال ومرض. و دعا موسى ربه فاستجاب على ان يغنيه فى اول 30 عام من عمره واغتنى الصبى واصبح فاحش الثراء ..و صب الله عليه من الرزق الوفير و صار الصبى رجلا ..و كان يفتح ابواب الرزق لغيره من الناس ..فكان يساعد الناس ليس فقط بالمال،بل كان يساعدهم فى انشاء تجارتهم ..و صناعاتهم ..و زراعاتهم ..و يزوج غير القادرين و يعطى الايتام و المحتاجين ..و تمر ال30 عاما الأولى و تبدأ ال 30 عاما الأخيرة..
و ينتظر موسى الاحداث.!!؟؟و تمر الأعوام .. و الحال هو الحال !! و لم تتغير أحوال الرجل...بل إزداد غنى على غناه فاتجه موسى الى الله يسأله بأن الاعوام ال 30 الأولى قد إنقضت...
فأجاب الله :
وجدت عبدى يفتح ابواب رزقى لعبادى ... فأستحيت أن أقفل باب رزقى اليه
قال تعالى مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرة وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ ترْجَعُونَ
والمقصود بالآية ان من يقطع جزءا من ماله ويقدمه بنية خالصه لله سبحانه وتعالي ويساعد المحتاجين لله فأنه يرده اليه اضعافا مضاعفة.