أرتفعت بعض الأصوات منادية بعودة المحترف المالي تراوري قبل مباراة القمة في الأسبوع 17 من الدوري الممتاز (إذا لم يطرأ جديد)، ومع قناعتنا الكاملة في أنّ للاعب حقاً يتمثّل في مقدم عقده الذي لم يلتزم به مجلس الإدارة إلاّ أننا نتحفّظ بلاشك على الطريقة التي سلكها اللاعب للمطالبة بتلك الحقوق وانتهاجه نهج (لي الذراع) من أجل اجبار المجلس على الوفاء بتلك المستحقات، ولم تكن هي المرة الأولى التي يستخدم فيها تراوري هذا الأسلوب فقد كان عنصراً أصيلاً وفاعلاً في إضراب المحترفين الشهير إبان فترة المدرب السابق غارزيتو، وإن كان الهلال قد افتقد خدمات اللاعب خلال الفترة الماضية فمن المؤكّد أن اللاعب أيضاً تضرر بتوقفه وابتعاده عن أجواء المباريات وحساسية المنافسات. مافعله تراوري في النصف الأول من الممتاز فعل أكثر منه ابراهيما سانية الذي قدّم خلال نصف موسم مستويات باهرة زار فيها شباك كل الفرق، حدث ذلك ليجد اللاعب نفسه في نهاية موسمه الأول مع الفريق خارج الكشوفات بعد أن توقّف عن الأرسال، ليأتي تراوري الذي أحرز تسعة أهداف وضيّع مثلها في مباريات عديدة، وغاب عن الهلال في توقيت صعب كان الفريق يفتقد فيه إلى المهاجم القادر على سد الفراغ الذي خلفه رحيله، في ذلك الوقت كان مدثر كاريكا بعيداً عن مستواه وبكري المدينة خارج نطاق التغطية، وبعد أن استشعر الثنائي حاجة الفريق إليهما وواتتهما الفرصة أحسنا التمسك بها وليس من العدل أن يأتي تراوري ليشارك على حساب أيٍّ منهما.
لقد سخرنا من قبل من عودة الحضري من المطار ليشارك مع المريخ أمام أهلي شندي في الممتاز ووقتها اخرجنا ألسنتنا ونحن نرى في الذي حدث إهداراً لكرامة الفريق الذي لايمكن بأي حال من الأحوال أن يقف على لاعب مهما كانت قدراته وامكانياته، فما بالنا اليوم نتباكى على غياب تراوري الذي لم ينجح في صنع الفارق والفريق على عهده يودّع وللمرة الأولى منذ سنوات طوال المنافسة الإفريقية من دورها الأول، إننا لانرفض أن يؤدي المجلس أو أية جهة ترغب في حلّ الهلال من التزامه تجاه اللاعب من مستحقات ولانجد ضيراً من عودته لممارسة نشاطه مع الفريق أما أن تكون هذه العودة تحديداً للمشاركة في لقاء القمة فلا وألف لا.
بطولة الدوري لاتُحسم في مواجهة واحدة، وفوز الهلال على المريخ لن يكون رهيناً بأقدام اللاعب المالي، فالهلال الآن في تصاعد مضطرد وتطور ملحوظ، وقد اقترب الفريق إلى مرحلة يتساوى فيها الأساسي والبديل، وعودة تراوري يمكن أن تمثّل خصماً على الفريق في هذه الفترة تحديداً، امنحوا اللاعب حقّه وحاسبوه على (حق) الهلال الذي لانريد له أن يرتهن بلاعب حتى لو جلس هذا اللاعب خلال النصف الأول على عرش صدارة هدافي المنافسة.