قرأت خبرًا قبل عدة أيام بالنسبة لي كان مفاجئاً تحدث عن اجتماع يعقده الأمين العام للاتحاد مجدي شمس الدين بممثلي أندية الدوري الممتاز لبحث موضوع تراخيص الأندية ومتطلبات الاحتراف في الفترة القادمة، وللأمانة يبدو الموضوع مفاجئاً لأن أنديتنا لازال ينقصها الكثير حتى تدخل في هذا المربع، فالعمل بمعظم الأندية لازال بدائياً وليس هنالك أدنى مقومات للعمل الإداري المؤسسي. فأنديتنا لايوجد فيها مدراء رياضيين وموظفين متفرغين ومختصين يتابعون شؤونها، ويقتصر العمل على المتطوعين الذين يمنحون جزءًا من وقتهم للعمل في الأندية ولذلك تكون لدينا الكثير من الأخطاء والقصور.
ولم يكن الاجتماع الذي عقده شمس الدين مع الأندية مبادرة من قبل الاتحاد ولكنه جاء بناءً على توجيهات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والذي يريد أن يسلك درب الاتحاد الآسيوي في وضع معايير للأندية الأفريقية والدوريات وهي خطوة لتصنيف البطولات المحلية الأفريقية وتطويرها، وقد يغيِّر الاتحاد الأفريقي بالتالي نظام منح الحصص للدول المشاركة في بطولاته الأفريقية والتي ستكون في الغالب على حسب التصنيف ومدى تطبيق معايير الاحتراف التي تشمل عدة جوانب.
ولاشك أن هذه التطورات يجب أن يجد الاهتمام من قبل الاتحاد السوداني والأندية، والمطلوب هو توفير أدنى المتطلبات حتى لايتم تصنيف دورينا بأقل نسبة من النقاط وبالتالي قد نفقد مقعدينا في دوري أبطال أفريقيا لأن النظام سيتغيَّر إلى احتساب نقاط الدوري المحلي بدلاً من النتائج السابقة في البطولة والتي بسببها ارتفعت حصة السودان لمقعدين في دوري الأبطال ومثلهما في الكونفدرالية.
من أبرز المعايير التي يطلبها الاتحاد الأفريقي من الأندية السودانية واتحاد كرة القدم أن يتم تكوين هيئة لإدارة الدوري الممتاز وأن تكون ملكية الأندية غير حكومية بحيث تحصل على تراخيص للعمل في إدارة كرة القدم لتكون مثل الشركات، بمعنى أن نطلق على نادي الهلال (شركة نادي الهلال) ولابد أن توفر الأندية بعض المتطلبات مثل الملاعب وتعيين مدير رياضي متفرغ ليكون بالمكتب التنفيذي وأيضاً تعيين منسق إعلامي واطلاق موقع رسمي للنادي على الانترنت والأهم أن يكون لكل نادٍ علامة تجارية واضحة ومطابقة للمعايير.
ويكون للاتحاد الأفريقي لجان مراقبة ستتابع مدى تنفيذ هذه المتطلبات والتي يبقى من ضمنها عدد الحضور الجماهيري في مباريات الدوري وأن يتم تسويق تذاكر المباريات قبلها بعدة أيام ولايقتصر الأمر على بيعها في الملعب قبل المباراة بعدة ساعات، وسيتم احتساب نقاط لكل المتطلبات كل على حدا ويتم جمع النقاط وعلى ضوئها يتم تصنيف الدوري في أي اتحاد وطني.
ولاشك أن هذه الخطوة تمثل جرس انذار لاتحاد الكرة وأنديتنا في ضرورة الانتباه وتوفير هذه المتطلبات والتعامل معها بمنتهى الجدية والحرص عليها حتى يأخذ الدوري الممتاز لدينا وضعه ولا تتأثر حصتنا في المشاركة الخارجية بالبطولات في المواسم المقبلة.
وإذا طبق الاتحاد الأفريقي ذات المعايير والمتطلبات التي فرضها الاتحاد الآسيوي على اتحاداته وأنديته فحتماً أننا سوف ندفع ثمن عدم الاهتمام بالكثير من متطلبات العمل الإداري الرياضي، ففي آسيا نجد الكثير من الدول في حجم الكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن وسوريا خارج ركب الاحتراف الآسيوي ولا تشارك أنديتها في دوري أبطال آسيا بسبب عجزها عن توفير متطلبات ومعايير الاحتراف .
كنا ننتظر المزيد من التوضيحات عقب الاجتماع لأننا نريده أن يكون أكثر شفافية ومعرفة موقفنا من البداية في هذا الطريق الطويل لأننا نعرف أن هنالك معوقات كبيرة وكثيرة تقف في طريق الأندية في ظل ضعف موارد التسويق والمدخلات رغم معدل الحضور الجماهيري الكبير في المباريات.
اتحاد الكرة مطالب بمساعدة الأندية ال14 المتواجدة في الدوري الممتاز وتعريفها على المتطلبات وكيفية تحقيقها حتى لايقع الفأس في الرأس خاصة وأن هذا العمل سيكون لديه جدول زمني لابد من الالتزام به.