أجد نفسي مضطرًا لتناول موضوع الاحتراف الأفريقي المنتظر مرة أخرى في ظل الإشكاليات المتوقعة والتهديدات التي تواجه الكرة السودانية فيه بعد التأكيدات من الاتحاد الأفريقي على تطبيق النظام الجديد اعتبارًا من عام 2013 وسيكون قبل ذلك قد تم تصنيف الدوريات المحلية الأفريقية لكل اتحاد وطني وعلى ضوء ذلك سيتم تحديد مقاعد المشاركة في دوري أبطال أفريقيا. ولاشك إن الخطوات القادمة في هذا الملف ستهدد الهلال بالذات وهو الذي ظل يشارك في هذه البطولة باستمرار ومنافس فيها بشكل شرعي دون غيره من الأندية التي ظلت تغادر البطولة من أدوارها الأولى وقد لا تكون مهتمة مثلما هو الحال بالنسبة للهلال.
وسيكون أبرز التعليمات في تطبيق معايير الاحتراف الجديد أن يكون أي مدرب يقود أندية الدوري حاصلاً على رخصة التدريب من الاتحاد الدولي، وهذه الجزئية تحديدًا تخص مدرب المريخ حسام البدري الذي لا يحمل أي رخصة تدريب ولو ( C ) وبالتالي أصبح المدرب المريخي مهددًا بعدم التدريب في السودان أو مصر اعتبارًا من عام 2013.
وسيتم ادخال هذه المعايير في النظام الأساسي لإتحاد كرة القدم السوداني وبالتالي سيكون من الصعب تجاوزها ولا يمكن لأي مدرب لايحمل رخصة تدريب أمثال البدري من قيادة أحد الأندية في الدوري الممتاز وفي مباريات دوري أبطال أفريقيا.
فالبدري الذي لازال يتلمس طريقه في دنيا التدريب بعد أن منحه مانويل جوزيه الفرصة الذهبية عقب رحيله لقيادة منتخب انغولا عام 2009 سيكون مضطرًا للخضوع إلى الدورات التدريبية والاختبارات حتى يحصل على رخصة التدريب وإلا فعليه الجلوس في بيته أو التفرغ للتحليل والردح في الفضائيات.
ولعل التهديد الأكبر للكرة السودانية كما ذكرنا من قضية التصنيف الأفريقي للدوريات سيكون في عدم حصولنا على أي مقعد بدوري أبطال أفريقيا اعتبارًا من العام بعد المقبل إذا لم تتعاون الأندية مع الاتحاد في الإيفاء بالتعليمات والمتطلبات والتي ستكون ضمن النظام الأساسي للاتحاد السوداني.
ويبقى من أبرز تلك التعليمات الجديدة للاحتراف الأفريقي في عام 2013 تعيين مدير تنفيذي في كل نادٍ بدوام كامل تكون مهمته قيادة فريق عمل الموظفين المحترف المفترض به أن يغطي كافة الاختصاصات الإدارية المطلوبة.
أما موضوع التراخيص الخاص بالأندية فهو يعني الإعلان صراحة وبشكل واضح انتقال ملكية الأندية إلى رؤساء هذه الأندية كملكية فردية وفقاً للقانون مع توضيح أمر مهم جدًا وهو أن انتقال هذه الملكية لا يعني أن المنشآت قد أصبحت ملكاً للرئيس بل تبقى ملكاً للنادي التي شيدها فملكية أي رئيس هي لكيان النادي المعنوي وليس لمنشآته كما يظن البعض.
وستكون الأندية أيضاً ملزمة بابرام عقودات مع مدربين للفئات السنية حاصلين على رخصة التدريب، وأن يكون لكل نادٍ ملعب وفق معايير معينة ليخوض عليه مبارياته في الدوري، ولابد أن يملك البلد الذي سيتم تصنيفه أيضاً مطارًا دولياً مع التشديد على أهمية وجود الحد الأدنى من الفنادق المصنفة وملاعب التدريب وغيرها.
ولاشك أن هذه التعليمات الجديدة التي تخص تنظيم عمل الأندية ستقطع الطريق أمام رؤساء بعض الأندية الذين اعتادوا على الإنفراد بالقرارات. فالمعايير والتعليمات الجديدة سيكون الهدف منها تحجيم سطوة بعض رؤساء الأندية، لأن المكتب التنفيذي سيكون هو أساس العمل وستعمل لجأن التفتيش في الاتحاد الأفريقي على متابعة هذا العمل كل فترة.
ملف الاحتراف القادم سيكون التحدي الأكبر لكرتنا وهو يهدد المستقبل إذا لم يكن هنالك التزام بتوجيهات الاتحادين الدولي والأفريقي به، ومن المنتظر أن يعقد اتحاد كرة القدم السوداني بقيادة السكرتير مجدي شمس الدين اجتماعاً أخر مع الأندية بتاريخ 8 سبتمبر المقبل للتباحث في كيفية الإيفاء بهذه المتطلبات والتحضير قبل الموعد المضروب خاصة وأن النظام الجديد سيتم العمل به اعتبارًا من العام بعد القادم كما ذكرنا.