يطول الحديث حول ماهي المدرسة التدريبية الانسب للهلال فلكل خبير وجهة نظره التي يدعمها منطق فني مقبول ومحترم ، فهناك من يرون أن المدرسة الاوروبية هي الانسب لأنها تمثل لغة العصر في عالم تدريب كرة القدم اليوم من النواحي التكتيكية والتكنيكية والسرعة والقوة ، فيما يرى آخرون أن المدرسة اللاتينية وتحديدا البرازيلية هي الأنسب والاقرب لطبيعة اللاعب السوداني وتحديدا الهلالي ، بينما يؤكد فريق ثالث ان تلك المدارس لم تعد قائمة بشكلها المعروف او النمطي فهناك الان مدرب جيد واخر اداؤه وسط وثالث متواضع سواء كان اوروبيا او لاتينيا. على المستوى الشخصي وحسب رأيي الضعيف جدا والذي لا يرتكز على معرفة ودراية فنية بل يرتكز على رؤية ومعايشة للتجارب .. على حسب تلك التجارب وتلك الرؤى فانني ارى ان المدرسة البرازيلية هي الانسب للاعبينا لانها مدرسة تهتم بأدق التفاصيل الفنية والتي سترفع من وتيرة تركيز لاعبينا داخل الملعب خصوصا وكلنا نعرف ان اللاعب السوداني يفقد التركيز في اجزاء كبيرة من عمر اية مباراة ، وايضا تهتم بالجوانب اللياقية الى جانب الامور المهارية. وايضا نجد ان اللاعب السوداني يفهم كثيرا المدرسة البرازيلية ، فلاعبونا يملكون فنيات وطرق لعب مشابهة الى حد كبير لطرق اللعب البرازيلية.
عديد المدربين البرازيليين الذين قادوا الدفة الفنية بالازرق ونسبة لتلك المرات العديدة التي استلم فيها المدربون البرازيليون زمام الامر الفني في الهلال اصبح لدى لاعبينا فهم كبير للمنهجية البرازيلية وطريقة اللعب فيها لذلك اصبحت هي الانسب للاعبينا وللمرحلة القادمة.
وقد حققت المدرسة البرازيلية نجاحات كبيرة في مسيرة الهلال الحافلة بالانتصارات ، من اولئك المدربين البرازيلي هيرون ريكاردو الذي درب عدة اندية برازيلية منها غواناني (1991م) واوليريا (1992م) وجوفنتود (1994م) وغيرها من الاندية كما درب الهلال السعودي (1997م) ووصل معه في العام 97 لنهائي كاس ولي العهد مع الهلال السعودي وخسر بضربات الترجيح امام الاتحاد جدة ، وايضا عمل مساعدا اول لمدرب المنتخب البرازيلي لوكسمبورغو عام 2001 مع كورنثياس وتمكن من قيادة الهلال السوداني لمدة 3 سنوات محرزا معه بطولة الدوري السوداني (3) مرات متتالية وايضا الوصول بالازرق الى دور الاربعة من بطولة دوري ابطال افريقيا ولنفس الدور في دوري ابطال العرب. من العيوب الواضحة التي كان يعاني منها ريكاردو عدم تجهيزه وصناعته لبدائل وافرة بالفريق فقد كان يعتمد على لاعبين بعينهم وحتى تبديلاته كانت معهودة ولا جديد فيها ورغم ذلك حقق نجاحاته لان اللاعبين وقتها كانوا في قمة جاهزيتهم .. واذكر حينها ان الفنيين قالوا ان ريكاردو استفاد من العمل الكبير الذي قام به مصطفى يونس في الفرقة الهلالية حيث عمل المصري على توفير عناصر بديلة كانت تنافس الاساسيين في التشكيلة .. عموما يظل عهد ريكاردو حافلا بالنجاحات والتقدم الكبير في مستوى الفريق.
كذلك من التجارب التدريبية البرازيلية الناجحة مع الهلال المدرب كامبوس الذي يمتلك دراية وخبرة كبيرة باللاعب العربي والافريقي وذلك لتجاربه الكثيرة والمتعددة ويمتلك شخصية قوية وقيادية ولا يقبل بتدخل مجالس الادارات في الامور الفنية وعمله الخاص. ومن عيوبه عصبيته الزائدة التي كانت سببا رئيسا في اقالته من معظم الاندية اضافة الى فكره المتحفظ وخوفه من المغامرة والكل يذكر خلال فترته مع الهلال كان يلقب ب(الواقعي). وعلى الرغم من ان تاريخه لا يحتوي على بطولات كثيرة ولكن فترته مع الهلال كانت ناجحة بكل المقاييس وان ننسى لا ننسى شكل الهلال في عهده عندما شارك في دورة بن ياس وحينها قدم الهلال مستويات راقية بهر بها المتابعين واستطاع ان يفوز مع الازرق بكأس تلك الدورة بعد ان قدم الهلال مباريات ستظل عالقة بالاذهان.. واظن ان الجميع يتفق معي ان كامبوس كان يمكنه ان يحقق مع الهلال اكثر من ذلك ولكن امور عديدة عجلت برحيله عن الديار الزرقاء.
واخيرا استقر رأي مجلس الهلال على اختيار المدرب التونسي نصر الدين النابي الذي يعتبر من المدربين المميزين بالقارة السمراء ، واوروبيا سبق له الاشراف على تدريب اندرلخت البلجيكي كأول مدرب عربي يشرف على تدريب فريق اوروبي ، وافريقيا درب فريق موتيمبا الكنغولي ، وعربيا اشرف على تدريب الاهلي دبي وانتقل منه الى فريق ليوبارد الكنغولي الذي حققه معه نجاحا كبيرا وذلك بالفوز بكأس بطولة الكونفدرالية 2012م ، ومما يجدر ذكره ان ليوبارد هذا كان قد اطاح بالمريخ من مرحلة نصف النهائي في ذات الموسم .. عموما المدرسة التونسية ايضا مدرسة متميزة في القارة ونأمل ان تشهد فترة النابي مع الهلال النجاحات المرجوة.