تحدثنا كثيرًا عن ظاهرة التعصب الرياضي التي انتشرت بين الإداريين والجمهور والإعلاميين بصورة تعدت الحدود بصورة لايقرها المنطق أوالعقل أوالعرف أوالدين، وقد انتقلت هذه الظاهرة إلى تحليل الحالات التحكيمية وتحكيم الميول أحياناً والتسابق بين إعلام أندية القمة في منح بعض الحكام الأفضلية من جهة أما الجهة الأخرى تقوم بوصفهم بالفشل في إدارة المباريات وهذه من الأمور المهمة التي يجب الوقوف عندها ومعالجتها بالصورة المناسبة. أصبحنا بعد نهاية كل مباراة يكون طرفها الهلال أو المريخ نجد في اليوم الثاني انقسام في الإعلام حول إدارة الحكم للمباراة فإذا قام إعلاميي طرف من أطراف القمة بمدح الحكم يقوم الطرف الثاني باتهامه بعدم إدارة المباراة بصورة سليمة وأنه جامل فريق على حساب فريق وغيرها من الاتهامات التي أصبحت منتشرة بصورة غير طبيعية في الوسط الرياضي. وقد انتقل الخلاف في الحالات التحكيمية لأعلى الجهات التحكيمية الخبيرة في هذا المجال في السودان فقد صرح سكرتير لجنة التحكيم المركزية الأستاذ / صلاح أحمد محمد صالح عن الحالة التي حدثت بين مدافع الهلال المحترف باري ديمبا ومهاجم القطن الكاميروني بأنها ليست ضربة جزاء وقد وجد هذا الرأي عدم القبول من بعض الجهات الإعلامية ووجد القبول من جهات أخرى، ولكن ظهر خبير التحكيم فيصل سيحة عندما تم استضافته يوم الجمعة الماضي في برنامج عالم الرياضة في الفضائية السودانية وذكر بأن الحالة تستوجب ركلة جزاء صحيحة للفريق الكاميروني. وكما ذكرنا أن الاختلاف في أداء الحكام أصبح الشغل الشاغل للإعلاميين فقد نال الحكم الدولي الفاضل أبوشنب العتاب والنقد من بعض الإعلاميين ووجد الإشادة من بعض الإعلاميين، ولم يقف الوضع على ذلك بل أصبح موضوع القرارات التحكيمية وتحليل صحة الأهداف وضربة الجزاء في مباراة الهلال وحي العرب بورتسودان التي أقيمت قبل أيام في بطولة الدوري الممتاز مادة دسمة للإعلاميين مع العلم أنه في حال إثبات صحة القرارات التحكيمية أو عدم صحتها فلن ينفع ذلك لأن المباراة قد حسمت نتيجتها وهناك متابعة للحكام من لجنة التحكيم وسوف تتعامل معهم وفق الأسس والضوابط الخاصة بهم في حال ثبوت الخطأ أو التأثير على نتيجة المباراة من أحدهم. نعود إلى اختلاف سكرتير لجنة التحكيم المركزية مع خبير التحكيم الحكم الدولي السابق فيصل سيحة فهذا الخلاف يجعل الجمهور الرياضي منقسمين مابين مؤيد ورافض لأحد الآراء ولكن المشكلة في الاختلاف أنه بين مختصين في عالم التحكيم وأصحاب خبرات في هذا المجال مما يجعل الجمهور الرياضي المتابع للأحداث في حيرة من هذا الأمر. نحن نطالب الصديق الأستاذ الإعلامي / رضا الشيخ بفتح النقاش في هذا الموضوع حتى نصل إلى نقطة الحق في خلاف المختصين والخبراء في الحالات التحكيمية و حتى نضع حلاً لما يدور في الإعلام عن التحكيم ونتمنى أن يفصل الخبير التحكيمي فيصل سيحة في الفهم الرياضي المطلوب من الإعلام والجماهير الرياضية عند ظهور مثل هذا الخلاف في حالة تحكيمية بين مختصين في مجال التحكيم وبيان كيفية حسم الخلاف أن وجدت قواعد لذلك حتى نخرج من هذا المسار الذي أصبح يمثل خطورة كبيرة على مجال التحكيم وعلى قرارات الحكام. ختاماً نشير إلى أنه مهما اختلف الخبراء أو المختصين فهم في النهاية بشر ورأيهم يحتمل الصواب والخطأ ولا يستدعى خلافهم أن يكون الشغل الشاغل للإعلام لأن الخطأ وراد من الحكم ومن اللاعب والإداري والجمهور. والله ولي التوفيق.