لا شك أن برنامج المجال الرياضي الذي يعده ويقدمه الزميل عثمان حسن مكي في الإذاعة الطبية قد نال إعجاب الجميع وصارت هناك إلفة قوية بين البرنامج والرياضيين الذين يشاركون في البرنامج بآرائهم وأفكارهم وهو برنامج جماهيري وأصبح من أفضل البرامج الرياضية على مستوى جميع الإذاعات إذا لم نقل على مستوى القنوات الفضائية، وأوضح البرنامج بأن هناك العديد من المدربين الذين أبرزوا مقدراتهم التحليلية الفائقة كالمدرب صلاح محمد آدم الذي تفوق في تحليلاته الصائبة وأفكاره النيرة وقراءاته الثاقبة للأحداث ، والمدرب صلاح أثبت أنه محلل بارع ولم يكتف بالتحليل فحسب، وإنما استطاع أن يطبق ما يقوله بالإذاعة عملياً إبان توليه تدريب نادي الهلال الذي قاده في الدورة الثانية بجدارة ولم يتعرض الفريق لأية هزيمة سوى تعادل واحد أمام الأهلي عطبرة بالإضافة إلى مقدراته التدريبية العالية فإنه استلم الهلال في ظروف بالغة التعقيد، حيث كانت المشاكل الإدارية تحاصر الهلال حصارًا عنيفاً ولكنه بمهارته وقربه من اللاعبين تمكن من ابعاد اللاعبين عن الصراع الدائر في الهلال ولعب دور الاختصاصي النفسي بجدارة وهذه المواهب والمقدرات كانت في طي النسيان لولا برنامج المجال الرياضي الذي من سماته اكتشاف المواهب ، ويحمد لصلاح محمد آدم أنه غادر الهلال في هدوء ولم يعلق لأي صحيفة أو إذاعة أو أي جهاز إعلامي عن فترته السابقة بالهلال، وكان يرد على إلحاح الصحفيين بكلمة (لا تعليق) وهذا هو أدب الاحتراف، وتولى بعدها تدريب الموردة في صمت ويعمل على إعداد الموردة في صمت، وأيضاً حظه قاده لتولي تدريب الموردة في ظل خلافات عاصفة بين المجلس والمعارضة، ولكنه أيضاً أبعد اللاعبين عن هذه الأجواء. واكتشف لنا البرنامج العديد من المحللين أصحاب الآراء النيرة كالدكتور حمزة عوض الله الذي يطرح آراءه بقوة وقد يختلف الناس أو يتفقون معه ولكنه رجل شجاع يدلي برأيه ويؤكد في كل مرة أنه غير مختص فنياً ولكنه متابع ويقرأ التاريخ جيدًا .. كما استمتع الجميع بآراء نجم الهلال الأسبق المسلح بالعلم والمعرفة د. عمر النقي الذي أيضاً ظل يتحف البرنامج بآراء علمية طيبة وقوية وعلمية ويتحدث بمنهجية ويحلل كافة الظواهر بأسلوب رصين وشيق ويدخل إلى لب القضية مباشرة بدون مجاملة وبدون اخفاء للحقائق. والحقيقة د. النقي شخص أزمة الكرة السودانية تشخيصاً صحيحاً ووضع يده على الداء وما على الجميع إلا وضع العلاج الناجع لهذا الداء ، كما عمل البرنامج على اكتشاف مقدرات المدربين في الحديث والتحليل السليم. واستمتعنا بآراء د. صلاح فرج الله ومحمد الفاتح وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بهم، وكذلك الآراء النيرة لنجم الهلال الأسبق خالد الزومة المدرب الحالي الذي أكد أنه صاحب مقدرات هائلة في التحليل والحديث الرصين .. كما عمل البرنامج على استضافة العديد من الزملاء الصحفيين والعديد من الإداريين والحقيقة الزميل عثمان حسن مكي يطرح القضايا الجادة ويترك الضيف يحلل ويقول كل ما عنده، وقد استمتعنا أيضاً بآراء القانوني الضليع والإداري المحنك محمد أحمد البلولة وهو رجل خبير بمعنى الكلمة ويفهم في القواعد العامة والقوانين واللوائح وهو رجل مشبع بالخبرة، فكيف يكون إداري مثله خارج منظومة الاتحاد العام أو المحلي أو إدارة الهلال! فأمثال هؤلاء الخبراء يجب أن نعض عليهم بالنواجز والبرنامج استطاع أن يخلق له قاعدة كبيرة من المتابعين الذين يستمتعون بالحديث للبرنامج، وطبعاً الزميل عثمان حسن مكي يتفادى المستمع الذي لا يملك ناصية الحديث ولا يدري ما هو السؤال الذي يقدمه، بل يشارك من أجل المشاركة، ونقول للزميل عثمان حسن مكي نعم هنالك مستمعون آراءهم غير جديرة بالنقاش أو المشاركة ولكل شخص فهمه وإدراكه وطريقة تخاطبه مع الآخرين. كما استضاف البرنامج الأستاذ محمد سيد أحمد مساعد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم صاحب الآراء المثيرة للجدل، وهو أيضاً يعطي البرنامج نكهته وتميزه، ومنح البرنامج الفرصة أيضاً لمشجعي الأندية والأقطاب، حيث استضاف عبر الهاتف المشجع خفيف الظل فيصل جقود والقطب الرياضي أبو جميل .. كما استمتعت شخصياً بالحلقة التي أجراها البرنامج مع الحكم الدولي السابق عبد الرحمن درمة الذي حكى النشأة والمواقف والأحداث بلغة سهلة وبسيطة وتخللها جو فكاهي ومرح، وأكد الحكم درمة بأنه شخصية مقبولة في المجتمع الرياضي وتحدث عن القفشة الرياضية المعروفة (درن لي يا درمة) وعن سلوك اللاعبين داخل الملعب وسلوك الجماهير المشاغبة وكيفية التعامل معها .. حقيقة أن الزميل عثمان حسن مكي أبدع في هذا البرنامج بمعاونة كوكبة من الناشطين كالمذيع هشام محمد أحمد وغيره، وأيضاً نقل البرنامج المستمعين للكرة العالمية عبر حلقتي الخميس والجمعة وهي حلقات تستضيف شباب مسلحين بالعلم ومعرفة أسرار الكرة العالمية. مرة أخرى التحية للزميل عثمان حسن مكي والتحية للإذاعة الطبية بهذا البرنامج الناجح. آخر الأشتات تعجبني رائعة الراحل المقيم أحمد الجابري ، من كلمات الشاعر كامل عبد الماجد (سيد الاسم) التي تقول: سيد الاسم .. سيد الاسم محبوبي وكتين يبتسم الدنيا يا ناس تنقسم الفرحة تملاها وتزغرد فيها والشوق يرتسم مرات أقول اديهو كلمة تزعلو حبة عذاب وكلام عتاب أنا عارفو ما بتحملو لكني قبال ابدأ بي لحظات اقيف اتأملو انسى العتاب الكنت ناوي اقولو وارجع منهزم