في الوقت التي حطم فيه الجمهور السعودي كل الارقام القياسية بشأن تواجد الجماهير في مدرجات الملعب، يشهد الحضور الجماهيري في مباريات دوري سوداني الممتاز، تراجعاً مخيفاً في الحضور واصبحت المباريات تشهد أقبال جماهيري ضعيف ومدرجات شبه خالية من روادها، بما فيها المباريات التي يكون طرفها الهلال والمريخ، خاصة التي تلعب في الخرطوم، بخلاف مباريات الهلال في دوري ابطال افريقيا هذا الموسم والتي شهدت تدافعاً جماهيرياً كبيراً وشهدت مباراة الهلال والملعب المالي في اياب الدور الأول لدوري ابطال افريقيا المعدل الأعلى لحضور الجمهور، حيث قدر عدد المشجعين 33 ألف متفرج دفعوا نصف مليار جنيه سوداني بالقديم فيما تدنى الحضور الجماهيري في مبارياته بالدوري وبلغ دخل مباراته مع هلال كادوقلي 22 ألف فقط، ويعد تعبيراً دقيقاً لعزوف الجماهير عن دخول المباريات في هذا الموسم. كان لوقت قريب يحسب الدوري الممتاز السوداني من اكثر الدوريات العربية الافريقية جماهيرية من واقع الاهتمام الكبير الذي يوليه الجمهور خاصة للمباريات التي يكون طرفها الهلال والمريخ في الخرطوم أو الولايات إلا ان هذه الميزة في طريقها للتلاشي بشكل واضح مما ادى إلى زيادة اعباء الاندية بعد ان اصبح الدخل لا يغطي منصرفات المباراة، وبرغم من وصول الدوري للمراحل الحاسمة واشتعال صراع الهروب من الذيلية والصدارة إلا ان الاستاذ زكي عباس سكرتير الاتحاد السواني لكرة القدم وعضو اللجنة المنظمة للمسابقات بالاتحاد السوداني لكرة القدم، ارجع عزوف الجمهور عن دخول المباريات إلى تدني اداء ونتائج الفرق في المباريات بجانب الحالة الاقتصادية وان دخول المباريات اصبح مكلفاً للمشجع السوداني رغم سعر التذكرة البسيط وقال زكي: إن معظم الذين كانوا يتابعون المباريات من داخل الاستاد تخلوا عن ذلك بسبب الاداء المتدني، مشيرًا إلى أن الحضور يكون كبيرًا في المباريات الافريقية عندما تكون النتائج جيدة من قبل الفرق، لافتاً إلى ان علاج هذه الظاهرة يكمن في ارتفاع مستوى التنافس بين الأندية. اصبحت مطالبة اللاعبين بعودة الجماهير للمدرجات هي النداء الثابت في الفترة الأخيرة إلا ان ذلك لم يحرك ساكناً في المدرجات التي تشكو لطوب الأرض بعد ان اختفى روادها في الأونة الأخيرة ويرى نزار حامد لاعب وسط الهلال ان وجود الجمهور في المدرجات ينعكس على اداء اللاعبين في الملعب، مؤكداً ان وجود الجماهير في المدرجات يدفع اللاعبين لتقديم الافضل، وعندما يرى اللاعب المدرجات شبه خالية يقل حماسه في الاداء، معترفاً بتراجع اداء الهلال إلا ان نزار حامد عاد وقال: إن الظروف الاقتصادية لها دور في عزوف الجمهور. وأمَّن فضل الله الصحاف مشجع الهلال المعروف على ما قاله نزار حامد وقال: إن عزوف الجمهور عن دخول المباريات يرجع إلى الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وان الكرة يدخلها المشجع البسيط، وان كثيراً من المشجعين اصبحوا يفضلون متابعة المباريات من اندية المشاهدة، واضاف الصحاف: إن تراجع اداء الهلال في الآوانة الأخيرة، ونتائجه في دوري ابطال افريقيا كان سبباً ايضاً في عزوف الجماهير، مؤكدًا ان الجمهور يحرص على متابعة المباريات من الاستاد عندما يكون هنالك تحدٍ، خاصة في المباريات الافريقية، مؤكدًا ان السنين العجاف التي مر بها الهلال من قبل ادت إلى قتل الحماس وسط الجماهير وان عودة الجماهير للمدرجات في يد اللاعبين الذين اصبحوا مطالبين بتقديم افضل ما عندهم في المباريات القادمة حتى يعود الجمهور مجددًا للمدرجات. ترك غياب الجماهير عن المدرجات اكثر من علامة استفهام وسط ادارات الأندية إلا ان الاستاذ هساي مدير ادارة الرياضة بصحيفة (آخر لحظة) وجد السر الغامض وقال: إن الجمهور معذور في عزوفه عن دخول المباريات ومعه ألف حق في ذلك، بعد ان افتقد الكرة الجميلة الممتعة واثارة المباريات وافقتد ايضاً اللاعبين الموهبين الذين كانوا يحرزون الأهداف وينتزعون الآهات، وما عادت المباريات جاذبة والجمهور معذور لأنه اصبح يشاهد مباريات حتى التي يكون طرفها الهلال والمريخ عبارة عن عك كروي، وهو كان متعود على مشاهدة امتاع كروي قبل سنوات قريبة مضت، واشار هساي إلى انه لا يريد ان يقلل من قيمة الممتاز ولكن كان الدوري المحلي بالخرطوم اجمل واقوى وكانت المنافسة على اشدها، وكان هنالك تنافس حقيقي وقوي وكانت فرق الزهرة وبري والتحرير والنيل يضعون الهلال والمريخ في المحك وكثيرًا ما يفوزون بقلع الضرس بعد مباريات مثيرة تشد الجمهور من البداية وحتى صافرة النهاية عكس اليوم حيث اصبح الجمهور يغادر قبل نهاية الشوط الثاني، بسبب المستوى المتدني للفرق وانعدام التنافس وقال هساي: إن هناك سبباً اخر يجعل الجمهور يهجر المباريات وهو الظروف المعيشية واصبح دخول المباريات مكلف جدًا ومرهق ماليًا، وهذا ما ادى إلى اختلاط الاوراق والسبب تذبذب مستوى اللاعبين يوم فوق ويوم تحت. ما اكده زكي عباس وما ذهب اليه هساي ونزار حامد والصحاف يبقى عزوف الجمهور ومقاطعة المباريات ظاهرة تحتاج للعلاج حتى يعود الجمهور للمدرجات.