المريخ زعيما لزوون السودان ..بالفن والهندسة والاقوان الابطال المحترمون يشاركون في البطولات من اجل الالقاب قبل عشرين عاما وتحديدا في عام 1994م حقق المريخ لقب كاس سيكافا .. واحتفلت كل الكواكب مع القمر .. وقبلها في 1986م قبل 28 عاما حقق المريخ كاس سيكافا .. ورقصت الكواكب طربا وفرحا مع القمر بالبطولة السودانية الاولي المحمولة جوا من موانزا بتنزانيا .. واليوم في 2014م حقق المريخ اللقب للمرة الثالثة .. ورقص القمر ..!! وعاد الى الوطن مرفوع الراس .. عالي الهامة .. رمزاً يمنح الأشياء أشكالاً وألواناً وعنواناً وقيمة... فغني يا دكتور عمر محمود خالد كما كنت تغني .. فقد عاد ليل الفرح .. لون التاريخ بالذهب؟... وهب الأفراح ما وهب؟... دوخ الأبطال أينما ذهب؟... وهاهو المريخ يا دكتور عمر .. أحضر الكؤوس بالأجواء طائعة؟... أبدع الفنون نشوةً صبيةً ورائعة؟... هزم التحكيم والتنجيم والألوف؟... أينعت في ثغره الحروف؟... ..................... كان يوم امس الاحد 24 اغسطس 2014م يوما مهما في تاريخ كرة القدم السودانية .. وفيه صعد المريخ الي منصة التتويج للمرة الثالثة في بطولة سيكافا والسابعة في مسيرته الحافلة بالانجازات وتوج بطلا لسيكافا .. موشحا بالذهب .. والصعود الى المنصة عادة قديمة مارسها المريخاب منذ زمن بعيد .. كنا نتابع الحدث عبر الوسائط المتعددة .. نلاحق الخبر عبر الشبكة العنكبوتية .. ومن خلال المذياع .. وعشنا لحظات .. اشبه بالساعات قبل ان يتفجر الفرح .. سافر المريخ الي رواندا يحمل الآمال والاحلام والتطلعات .. رفضنا ان يحمل معه الآلام والامراض والانكسارات .. اردنا ان يحمل الهم والقضية ويدافع عن سمعة البلاد الكروية ويبدأ التصحيح من نفس الزوون الذي شهد التراجع .. ورفضنا ان تكون مشاركة من اجل الاعداد للبطولات القادمة .. ودعنا المريخ بقلوبنا ومشاعرنا الصادقة .. وقلنا ان الابطال المحترمين يشاركون في البطولات من اجل الالقاب .. فاذهب يا كبير المحترمين الي كيجالي وعد الينا باللقب .. ......................... ملامح اللقب بانت قبل ان يسافر الفريق الى رواندا .. وتمثلت في التغييرات التي طرأت على الفريق في اول مباراة يلعبها بالدوري الممتاز .. وتغيرت الصورة التي حفظناها للفريق بصورة اخرى مختلفة في الوانها وحجمها وجمالها .. وشعرنا منذ زمن طويل بان المريخ في طريقه للعودة الى الماضي الجميل .. الى الزمن الجميل .. عندما كانت الاندية تخاف من افتتاح التسجيل وتخشى ان تكون المبادرة في الوصول الى شبكة الفريق حتى لا تحرقها النيران وتمزق شبكتها .. وشاهدنا المريخ يتأخر .. ثم يعود ..!! في السابق كان يتأخر ولا يعود ..!! .................... شكل الفرقة الحمراء الجديدة في ظل القيادة الوطنية .. اعاد للفريق ملامحه القديمة الجميلة .. وغسل مساحيق التجميل التي شوهت وجهه الجميل .. وافقدته الوسامة .. وكانت الصورة احلى في مباراة اهلي شندي بكاس السودان .. وحينها قلنا ان الفرقة الحمراء صارت جاهزة للاختبارات الفنية الحقيقية .. ولا ينقصها سوي معانقة البطولات .. وكنا بصدد الكشف عن الفرقة المتأهبة للمشاركة في بطولة افريقيا 2015م .. وكنا نبحث عن وسيلة لتقديم اوراق الاعتماد مختلفة عن الوسائل التقليدية التي اعتدنا عليها .. وكانت الفرصة في سيكافا للاندية برواندا .. فهي الانسب لتقديم فرقة المستقبل .. لذلك ايدنا المشاركة فيها ..!! .................. وفي كيجالي تعرف الجهاز الفني للمريخ على المستوى الفني للفريق مقارنة بمستويات الاندية في المنطقة التي حتما سيقابلها في بداية مشواره الافريقي على نحو ما حدث في السنوات الماضية واخرها نسخة العام الحالي في بطولة الابطال عندما توقف القطار في محطة صغيرة مكتوب عليها كمبالا سيتي وعرف ان الفرقة الحمراء .. كانت في حاجة الي قياس .. وبانت ملامح البطولة في مباراة فيتالو البورندي التي شهدت فرصا ضائعة بالجملة كانت كفيلة بتحقيق انتصار باهر للفرقة الحمراء .. وبانت اكثر في مباراة عزام يونايتد الثري عندما تم الحسم بركلات الترجيح .. فكم وكم ضاعت البطولات بسبب ركلات الترجيح .. وان يأتي الصعود الي نصف النهائي بركلات الترجيح فهذه جديدة تماما على المريخ والكرة السودانية ..! بعد مباراة عزام انتهى كل شئ .. لان الخصم القادم كمبالا .. واللي بعده رواندي من ثلاثة روانديين .. وبعد مباراة عزام شعرنا باحساس البطولة .. وتأكدنا بان اللقب قادم .. قادم .. ................ وسيكافا للذين لا يعرفونها بطولة اقليمية قديمة جدا .. تطورت في السنوات الماضية وجذبت الجمهور وسحبت البساط من بطولات اقليمية اخرى بالقارة السمراء .. بدليل التركيز الشديد من قنوات سوبر سبورت بجنوب افريقيا على نقلها للمشاهدين داخل القارة وبثها ايضا الى العالم الخارجي كحدث افريقي موسمي يحظى باهتمام غير عادي من الجماهير .. وسيكافا تنقل الى اوروبا .. والى كل انحاء العالم عن طريق وسطاء جلسنا معهم خلال تغطيتنا للبطولات خلال السنوات الماضية .. وسيكافا من ناحية فنية تحمل قيمة عالية .. نلمسها من خلال المشاهدة ومن خلال المستوى الذي ظهرت به اندية المنطقة في مسابقات الكاف .. وفوز المريخ باللقب وتزعمه للاندية في زوون السودان دليل صحة وعافية على الكرة السودانية بعد العلل والامراض التي اصابتها ولم تجد العلاج .. ................. وفي كيجالي .. لم يفعل برهان ومحسن سيد شيئا خارقا للفرقة الحمراء لتتوج بطلة على اندية المنطقة غير الترتيب والتنظيم وازاحة الغبار .. وهذا ما لم يفعله اوتوفيستر في سيكافا حوض النيل التي سبقت سيكافا كاغامي .. وكنا نتحدث كثيرا عن الفوضى وعدم الترتيب والتنظيم في الامور الفنية .. وكنا نشاهد في كل موسم مجموعة من اللاعبين الجدد لا نشاهدهم في النصف الثاني للموسم ولا نشاهدهم في الموسم الجديد .. فقد كانت الفوضى الفنية ضاربة باطنابها برهان ومحسن رتبا الامور .. اتاحا الفرصة للجيل الجديد .. ركزا على التحضير النفسي .. ونجحا في توصيل المعلومة .. فمع الخواجة الاستيعاب صعب ..!! ومع الوطني .. المريخ احلي واجمل .. ويومه اخضر .. ................. هذا الانتصار الباهر .. وهذه البطولة المحمولة جوا من كيجالي حملت العديد من المعاني .. واكدت ان الكرة السودانية ما زالت بخير .. وان المريخ على وجه الخصوص ما زال قادرا على العمل .. ما زال شابا قويا مفتول العضلات .. هذه البطولة بمثابة درس بليغ للجميع .. وعنوان بارز لاهمية التخطيط وبناء اندية البطولات .. فالوصول الى القمة يبدأ بخطوة .. علينا ان نصر على البقاء في القمة .. وان نتمسك بالريادة والقيادة .. وننطلق الى عالم الالقاب دون توقف .. وعلينا ان نتحدث وباستمرار عن مواكبة التطور .. وان نتعلم من الدرس ونعلم ان عملية البناء تبدأ من زوون السودان في افريقيا وليس في الخليج العربي .................... مليار مبروك لانصار المريخ في كل مكان .. مبروك للفرقة الحمراء الشابة هذا الانتصار الباهر .. وكل الامنيات بأن تمضي المسيرة الى مرافئ التقدم والتطور وتحمل دائما تباشير الفرح ..