سلك رئيس مجلس إدارة نادي الهلال السيد أشرف سيدأحمد الحسين الكاردينال الطريق الصحيح وهو يتجه نحو إستقطاب رعاية مجزية لفريق الكرة بنادي الهلال . بشر الكاردينال جماهير النادي بإقتراب توصله لإتفاق نهائي مع إحدى الشركات الكبرى بدولة الإمارات العربية المتحدة لترعى فريق الكرة بالنادي. والان غادر الكاردينال لدولة الإمارات العربية المتحدة لوضع الثلج على الكيكة بالترتيبات النهائية للصفقة التي من شأنها إحداث إنقلاب في المفاهيم من جانب أنديتنا. هذه الخطوة من شأنها أن تعتق الهلال من ربقة الإعتماد على جيوب الأفراد أعطوه أو منعوه وفي أحايين كثيرة تسجل كمديونيات ترهق خزينة النادي. الهلال كيان كبير ولا يستقيم عقلاً أن يعتمد في تسييره على شخصين أو ثلاثة فهم يشكرون على ما ظلوا يقدمونه للهلال خلال السنوات الطويلة الماضية ولكن ينبغي على الأهلة إستنباط أفكار جديدة لإستقطاب المال. صارت الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص تعتبر في عالم اليوم صناعة تخضع لكل متطلبات الصناعة وتتأثر سلباً وإيجاباً بالمتغيرات الإقتصادية وبلادنا لا تعيش في جزيرة معزولة بل هي جزء من العالم وبالضرورة تتأثر الرياضة في بلادنا بهذه المتغيرات في عالم صار كأنه رمال متحركة ..لا يثبت على حال. لقد شهدت بلادنا صحوة إقتصادية بعد تدفق البترول مما جعل أنديتنا وخاصة ناديا القمة يرفعان سقف الصرف بصورة غير مسبوقة وقد رأينا لاعبين أفارقة ينضمون لهذين الناديين وبأرقام فلكية. ولكن وبعد الصعوبات الإقتصادية التي تعاني منها بلادنا والتي أدت لزيادة نسبة التضخم وبالتالي تدني سعر الجنيه السوداني في مقابل الدولار الأمريكي نعتقد أن الأمر قد أثر بصورة كبيرة ومباشرة على إنتدابات اللاعبين والمدربين الأجانب للإنضمام للدوري السوداني. وفي رحلة بحثها عن إيجاد الحلول للمشكلة لجأت الأندية في بلادنا خاصةً ناديا القمة للتعاقد مع لاعبين ومدربين من أصحاب الأجور المتدنية من المحترفين الذين لا يخدمون الأهداف التي تم إستقدامهم من أجلها. وإذا كان الأمر كذلك أي بالإعتماد على هذه النوعية من المحترفين علينا أن نتيح الفرصة للاعبينا حتى يجدوا فرصة المشاركة وتطوير مستوياتهم الفنية بدلاً من إستجلاب محترفين لا يفيدون الكرة السودانية. ففي الهلال مثلاً هنالك لاعبون شباب من أمثال محمد عبدالرحمن وأطهر الطاهر ووليد علاء الدين لا يجدون الفرصة لإثبات ذواتهم وهم أفضل بكثير من محترفي (الكوتة). المحترف الحقيقي هو الذي يتعلم منه اللاعب السوداني المهارات إضافةً للفكر الإحترافي ولسنا في حاجة لمحترفين يبقون على دكة البدلاء ولا يظهرون في المواعيد الكبيرة. معيار الإجادة ينبغي أن يكون الظهور الطيب في بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري لأنها كبرى البطولات التي ينظمها الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف). فشل الهلال للموسم الثاني على التوالي في إستعادة مهاجمه الزمبابوي إدوارد سادومبا كما قام المريخ بالإستغناء عن خدمات مهاجمه النيجيري القناص كليتشي أوسونوا إضافة للمحترف الزامبي ساكواها وذلك لا لسبب سوى عدم توفر الدولار. نحن بالطبع هنا لا نلقي باللائمة على مجلسي إدارتي الناديين الكبيرين ولكنها الظروف الإقتصادية الراهنة التي حتمت هذا الواقع. ينبغي أن تحذو بقية أنديتنا خاصةً نادي المريخ حذو نادي الهلال والبحث عن رعاية مجدية ستنعكس فوائدها حتماً على المستوى العام للكرة السودانية. أشرف سيدأحمد الكاردينال يمتلك أفكارا جديدة ونتمنى أن يحالفه التوفيق حتى يستطيع تنزيل اماله وأحلامه وأفكاره إلى أرض الواقع. الهلال دائماً سباق وهو الذي يأتي بالمبادرات التي تخدم الكرة السودانية فقد نجح من قبل في قضية التجنيس واليوم يقود حرباً ضارية على الفساد في الكاف وباليد الأخرى يبني في هلال المستقبل. على الأهلة جميعاً التوحد خلف الكيان حتى نختصر الطريق وقوتنا في وحدتنا وقديماً قيل :»تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسراً وإذا إفترقن تكسرت احادا. الهلال عالم جميل ويسعنا جميعاً.