شهدت الكرة السودان العديد من السنوات التي كان المشجع فيها يتحدي قبل المبارة حتى ولو كانت المباراة ضد غانا أو ساحل العاج أو الكاميرون أو نيجيريا التي تلاعبنا اليوم بحظوظ كبيرة للفوز علينا في أرضنا ووسط جمهورنا ! في سبعينات القرن الماضي وهي الفترة التي يمكن أن نطلق عليها العهد الذهبي للكرة السودانية حيث فزنا بكأس أفريقيا ووصلنا للاولمبياد وكان لنا فريق وطني يهز الأرض ولا يتهيب مواجهة أي منتخب .. في تلك الفترة كان بامكان أهل السودان أن يقولوا نحن اليوم سننتصر .. وما بين عامي 2007 و2008 شهدت الكرة السودانية قفزة نوعية قادها نادي الهلال فانعكس ذلك على المنتخب وتوج بالوصول إلى نهائيات أمم افريقيا بغانا واستطاع المنتخب أن يهزم تونس في التصفيات ويدخل الثقة في قلوب السودانيين .. نعم ليس بالقدر الذي كان عليه المنتخب في السبعينات ولكن كان هناك منتخب قوي وشكل وأداء ونجوم كبار لا يتهيبون المباريات الكبيرة .. ورغم هزائمنا في النهائيات إلا أن المنتخب بشكل عام كان شكله أفضل وكانت له هيبته .. وبالتأكيد ما بين هاتين الفترتين كانت هناك لمحات للكرة السودانية وصلت فيها لعطاء متقدم يجعل الجمهور يستمتع بالاداء على الأقل .. تراجعت الكرة السودانية في المواسم الاخيرة على مستوى المنتخبات والاندية مع بصيص من ضوء يبعثه الهلال كالعادة .. نلعب اليوم ضد نيجيريا ونحن نعترف بأن مستوى المنتخب غير مستقر إن لم يكن ضعيفا .. حتى مدرب المنتخب محمد عبد الله مازدا يشكو من قلة الموجود من الموهوبين مع مشاكل من غياب في هذه القلة نفسها مثل غياب الحاج كاريكا ونزار حامد ورمضان عجب .. نعترف أولا بأن التفوق الواضح والترشيحات تنصب كلها لصالح نيجيريا قبل انطلاقة اللقاء ولكننا نعود ونقول إن كرة القدم تعترف بالعطاء داخل الملعب وتقبل المفاجآت وتحترم من يحترمها وتكافئ من يجتهد ويقاتل .. على إخوة المعز أن يجتهدوا في لقاء اليوم وأن يبذلوا العرق ومن بعد ذلك فإن النصر من عند الله ولكن علينا في الأول أن نجتهد ونقدم كل ما لدينا .. لا يملك المنتخب السوداني في لقاء اليوم سوي الغيرة والحماس والأداء الجاد والمساندة الجماهيرية .. ففي حراسة المرمى فإن المعز محجوب ورغم الاداء الجيد في الفترة الاخيرة يبقى في أواخر سنوات عمره الكروي أما أكرم الهادي سليم فقد اضاع موهبته التي كان من الممكن أن تجعلنا في قمة الاطمئنان لو كان جادا ومركزا على كرة القدم ولكنه الافضل في الوقت الراهن .. أما دفاع المنتخب فأعتقد أن مازدا مازال محتارا حتى الآن في اختيار الرباعي وهو دليل على عدم وجود رباعي متميز في السودان في فترة تعتبر هي الاسوأ في التاريخ الكروي للمنتخب السوداني في هذه المنطقة التي كانت تعج بالنجوم الكبار على مدى التاريخ .. الخيارات الموجودة لمازدا تنحصر في صلاح نمر وعلي جعفر والريح علي في قلب الدفاع وهي خيارات صعبة جدا على مازدا في مباراة ضد فريق يضم نجوما عالميين في خط الهجوم .. وفي الطرف الايسر فأعتقد ان مازدا قد ظلم نفسه بعدم اختيار مصعب عمر الذي يقدم في مستوى جيد هذا الموسم أما الطرف الايمن فربما شارك فيه الطاهر الحاج ! وخط الوسط الذي كان يعتبر أكثر الخطوط إزدحاما بالنجوم بوجود هيثم مصطفى وعمر بخيت وحمودة ومهند في شبابه وعلاء الدين يوسف فإن مازدا لم يستطع أن يخلق بدائل تحمل الراية ويعتمد الى حد كبير على جمل الشيل الشغيل في لقاء اليوم .. وفي الهجوم فإن أحدا لن يلوم مازدا المدرب ولكن يلوم مازدا رئيس لجنة التدريب عضو إتحاد كرة القدم السوداني الذي يقف متفرجا على التجنيس الغول الذي يأكل المواهب السودانية حتى أن نادي مثل المريخ ليس به مهاجم وطني بالقدر الذي يجعله أساسيا في المنتخب ! ثلاثي الهلال كاريكا والجزولي وبكري ينافسون بعضهم ومع غياب كاريكا فإن بكري المدينة يبقى الخيار الأول لمازدا ليختار بعد ذلك من يريد أن كان يريد أن يلعب هذه المباراة بمهاجمين ولكن مازدا تعود على أداء المباريات بمهاجم وحيد وأعتقد أن المهاجم الوحيد في هذه المباراة لن يكون قادرا على فعل شئ ! نقول إن المنتخب ليس في أفضل حالاته فنيا ولكن يمكن أن يعوض النقص أو الضعف الفني بالاداء الرجولي القوي خصوصا وأن نجوم نيجيريا يحبون اللعب (الناعم) ويلعبون فرديا ويظهرون مهاراتهم ولا يكترثون كثيرا للنتيجة .. يمكن للمنتخب إن ركز على هذه الناحية أن يحقق نتيجة إيجابية أو معنوية بالتعادل فالهزيمة على الأرض أصبحت مملة خصوصا إذا كانت بثلاثية .. نقول هذا بكل حسرة ونذهب لملعب الخرطوم للوقوف مع المنتخب الذي يمثل السودان ولا يمثل مازدا أو الإتحاد .. هو منتخبنا حتى ولو إنهزم بالعشرة .. سنشجعه ونقف خلفه .. ونحن جند الله .. جند الوطن .. إن دعا داعي الفداء لن نخن .. بالتوفيق