قصاصات رياضية ...محمد محسن ركاب [email protected] - عندما يصبح البث التلفزيوني للمباريات من أولى الاهتمامات لكل الدوريات العالمية والمحلية في بلدانها المختلفة لانزال نحن في السودان نتعامل مع هذا الملف بفقه الصدفة والأقدار (وبتمشي بالبركة) ولا يقتصر هذا في سوداننا الحبيب بالتأكيد على النقل التلفزيوني للمباريات فقط إنما في كل ملفاتنا الرياضية المختلفة. - كل عام تثٌور الأندية وتطالب بحقها في النقل التلفزيوني وتهدأ هذه العاصفة مع أول بحبحات قروش تأتي للأندية من جزء من نصيبها من العام السابق لتنطلق المنافسة وينطلق البث التلفزيوني من جديد. - ولكن سرعان ماتُفلس تلك الأندية وتعود للمطالبة بحقوقها في النقل من جديد وتختار مبارياتها مع القمة لتنفيذ قرارها القاضي بمنع التلفزة وذلك من منطلق المشاهدة العالية لمباريات الهلال والمريخ في العاصمة والولايات ودول المهجر المختلفة . - ولا تلتفت لهم إدارة الاتحاد إلا بعد أن يثور السيدين ويقرران عدم النقل والمقاطعة الكاملة لكاميرات التلفزيون أي كان الناقل لنعود من جديد وننتظر فرج قريب من الدولة اتحاد وأندية ومشاهدون ويبدو أن الدولة هذه المرة مشغولة بنفسها أكثر من رياضة لا تسمن ولا تغني من جوع . - تسابقت على نقل الدوري الممتاز أي ار تي بمسماها القديم بي اي ان اسبورت بمسماها الجديد وأتت بعدها (قوون) وتبعتها النيلين الرياضية ممثلة في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بعد قرار رئاسي صادر من رئاسة الجمهورية ومن مكتب النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه بالتحديد وقد سبقني كثيرون في التحدث عن هذه النقطة واستفادة شريك خارجي من هذه الإكرامية التي قصد منها النائب إهداء المشاهدة لعموم أهل السودان في الداخل والخارج وهي قطعاً اكرامية مهددة في أي وقت بالزوال لأنها لم تتم بصورة احترافية ليعود البث للانقطاع . - تعالو نتفق أولاً على أن الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم ليس له عائد نقل مُجز بخلاف مباريات الهلال والمريخ والتي لاتحقق أيضاً العائد المادي المرجو ماعدا مباراة . - إذا أي قناة تلفزيونية محترفة لن تكلف خزانتها قيمة مالية كبيرة تفوق ماقد يحققه لها الدوري الممتاز من مكاسب مادية وبالتأكيد هذا مايجعل الدوري الممتاز غير مرغوب تلفزيونياً . - توقف البث حالياً وعدنا إلى عهود مضت للاستماع إلى مباريات بطولة الدوري الممتاز عبر الراديو ونحن ندخل على العام خمسة عشر والفين وتقنيات البث الرقمي والاتش دي ومازال مسئولو الاتحاد وقناة النيلين ينتظرون فرج قريب من رئاسة الجمهورية . - لا أدري لماذا ترعى شركة سوداني بطولة نقلها التلفزيوني يتعثر كل عام فعمروف أن الرعاية تتطلب نقل تلفزيوني مستقر حتى تنعم الشركة الراعية بأكبر قدر ممكن من الدعاية والإعلان . - الغريب في الأمر أن قناة النيلين الرياضية مازالت تبث شريطاً تطالب فيه مشاهديها بتحريك الأطباق 26 درجة شرقاً حتى يتمتعوا بمشاهدة قناة النيلين الرياضية (ولكن السؤال ماذا يشاهدون؟) - إنني أقدم مقترحاً جميلاً ينفذ في العام القادم يتمثل في فتح باب الرعاية للدوري الممتاز لكل الشركات على أن تكون الرعاية لشركة واحدة في مجال معين مثلاً مجال الاتصالات تكون شركة سوداني راعي رسمي على أن تتاح لمنتجات أخرى أن تكون راعي فرعي للدوري غير شركات الاتصالات . - يفتح باب التقدم بطلب نقل مباريات الدوري الممتاز لكل القنوات على أن لا ينحصر النقل لقناة واحدة وأن تكون عملية النقل تباع لأي قناة على حدا على أن تتنافس القنوات بعد ذلك لجذب المشاهد لها عبر نقاء الصورة والصوت وجودة الصورة وتمكن المذيعين وقيمة الاستوديو التحليلي لكل قناة . - وجميل أيضاً أن تتفق القنوات الناقلة والرعاة للدوري على عمليات الدعاية والإعلان والبث التلفزيوني ويكون لهم أدوار مشتركة في هذا المنحي . - استغرب لقنواتنا الرياضية أنها تنقل المباريات فقط ولاتهتم بتفاصيل المباريات مثل دخول الفريقين لأرضية الملعب وكواليس المباريات والمؤتمر الصحفي للمدربين عقب المباراة، كما لاتبرز أو تهتم بجائزة نجم المباراة واستنطاق تصريح منه كما تفعل القنوات العالمية . - أعود لأقول أن جودة النقل التلفزيوني من جودة ملاعب كرة القدم وأتمنى أن نهتم برعاية الملاعب وصيانتها وإقامة قاعات للمؤتمرات الصحفية تساعد الإعلاميين على أداء أدوارهم على الوجه الأكمل . - رسالتي للقادم الجديد السموأل خلف الله المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون (مواطنو بلادي يزيحيون رهق وتعب يومهم في السودان بمشاهدة مباريات مايعشقونه من أندية حتى وأن اختلف معي البعض على أن كرتنا غير جديرة بالمشاهدة أصلاً. فأعد إليهم متعة المشاهدة وأنت أهل لها ). آخر قصاصات - لم يكن موفق على الإطلاق أمين مال الاتحاد العام في تصريحاته التي أطلقها بفرحته بأن السودان سيكون بديلاً للمغرب في استضافة بطولة الأمم الأفريقية 2015 بعد أن رفضت المغرب استضافتها خوفاً من مرض الايبولا الفتاك. - رفضت المغرب خوفاً على مواطنيها استضافة البطولة ورحب بها السودان الذي لايهتم لأبنائه وقد أصبح مكباً للنفايات الالكترونية وأرضية مفتوحة زراعيها لكل أجنبي كي يدخل أرضها بدون فحص أو يحزنون في عالم أصبح ملئ بالأمراض الفتاكة. - إننا نناصر جمعية حماية المستهلك ومنظمات المجتمع المدني الرافضة لقيام البطولة وندعو إلى إيقاف هذا العبث فوراً واصدار قرار سيادي يمنع قيام البطولة في السودان. - في بلد امتلأ شيخ استاداته بمياه أمطار عابرة يوم مباراته الماضية مع نيجيريا يتبجح أمين خزانته بقدرتهم على استضافة بطولة الكان القادمة ومدينته الرياضية تقف أعمدتها تشكو لطوب الأرض منذ سنوات . - حلوا مشاكلكم المتراكمة ثم انظروا إلى الكان ستجدوا أن وباء ايبولا قد انتهى حينها يمكننا مساندتكم في الاستضافة . - كان لابد لي في أخر قصاصاتي أن أشكر من واصلني من الذين اطلعوا على قصاصات قبل العيد التي كانت بعنوان (الحقوق والواجبات في تسجيلات اللاعبين ) كمية ماوصلني من اتصالات ورسائل عبر الواتساب جعلني أشعر بزهو أن القارئ حصيف ويرغب في تغيير جذري إلى الأمام نحو كرة قدم احترافية يروا فيها أنديتهم متوَّجة بالبطولات.. شكراً لكل قراء (قوون) فقد أثقلتم علينا وحملتونا مسئولية أن نكتب بأمانة وصدق طالما تتابعوننا بهذا المستوى ونشكر إدارة (قوون) على منحنا المساحة والجمهور وحب الناس . جمعة مباركة ...في أمان الله كان حيين بنتلاقى