ما لم تتوقعه الرباعية الشمطاء حالة الانهيار العسكري لمليشيا التمرد في كردفان    السفير الحارث يطالب مجلس الأمن باتخاذ موقف حازم إزاء تجنيد وتمويل ونشر المرتزقة في السودان    إيد على إيد تجدع من النيل    ((اضربوا الجيش بيد من حديد))    تَحَرِّي رؤية هِلَال سِيكَافا    تقرير يتنبأ بمستقبل صلاح "القريب"    اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: عمر صديق وعلي الحاج والرباعية    تعليق للجيش السوداني على حادثة الأبيض    "تمبور": بيان الرباعية لا يؤثّر في خطة حسم الدعم السريع    نادي الجسر كسلا يعقد الاجتماع التفاكري الأول    في زيارة لمدينة أم روابة: قدامى لاعبي هلال الأبيض يكرمون رئيس نادي الزمالة    شاهد بالفيديو.. الفنان عثمان بشة يشعل حفل غنائي بالقاهرة في ليلة تحرير "بارا": (ناس كيكل والجياشة دخلوا بارا قسيم ريدي ما جانا) والجمهور يتفاعل في الرقص    شاهد بالفيديو.. وسط ضحكات وسخرية الجمهور.. جندي بالدعم السريع يهرب من المعركة وينفذ بجلده: (عيال كيكل ما بتداوسوا وأنا ماشي أرعى إبل وأمي قالت لي كان ما رجعت ما عافية ليك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بعد حصوله على قميص نادي الهلال السوداني.. مقدم برامج بقنوات "بي ان سبورت" يوجه رسالة للبرنس: (أعرفك من سنين عمرك ما هديتنى تيشيرت واليوم حصلت عليه بعرق جبيني)    شاهد بالفيديو.. البرهان يصل "بارا" وسط استقبالات حاشدة وغير مسبوقة وساخرون: (الدعامة والقحاتة الليلة ما بنوموا من الزعل)    شاهد بالصورة.. بعد الهجوم الإسفيري الشرس الذي تعرض له.. المذيعة تسابيح خاطر تتغزل في زوجها "الميرغني" وتسانده: (واثِق ُ الخطوةِ يمشي ملكاً)    "كاف"يفاجئ نادي المريخ السوداني    السفير محي الدين سالم يؤدي القسم أمام رئيس مجلس السيادة وزيراً للخارجية والتعاون الدولي    أرميكا علي حافة الهاوية    الرئيس الرواندي يصل الدوحة    انتقادات عربية وأممية.. مجلس الأمن يدين الضربات في قطر    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    والد مبابي: كيليان أبكاني مرتين ونجح في تحقيق ما عجزتُ عنه    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    الهلال السودانى يتأهل ويواجه الجيش الرواندى في نصف نهائي سيكافا وأهلي مدني يخسر    في الجزيرة نزرع أسفنا    جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الغارات الإسرائيلية على الدوحة    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني تستعرض جمالها بإرتداء الثوب أمام الجميع وترد على المعلقين: (شكرا لكل من مروا من هنا كالنسمة في عز الصيف اما ناس الغيرة و الروح الشريرة اتخارجوا من هنا)    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    والي الخرطوم يدين الاستهداف المتكرر للمليشيا على المرافق الخدمية مما يفاقم من معآناة المواطن    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    هذا الهجوم خرق كل قواعد الإلتزامات السياسية لقطر مع دولة الكيان الصهيوني    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    ضبط (91) كيلو ذهب وعملات أجنبية في عملية نوعية بولاية نهر النيل    تمويل مرتقب من صندوق الإيفاد لصغار المنتجين    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيد على إيد تجدع من النيل
نشر في النيلين يوم 13 - 09 - 2025

الانجليز عندما توهطوا في أرض السودان... بعد (كسرة) كرري وضعوا خطة اقتصادية بلغة اليوم استراتيجية.... تقوم على فصل السودان عن مصر واستنباط تكاليف إدارة السودان من موارده الذاتية... بمعنى ألا تدفع الخزينة البريطانية سنتاً واحداً .. فكانت ميناء بورتسودان وسكك حديد السودان ثم مشروع الجزيرة...
بعد خروج الانجليز لم تشهد الدولة الوطنية خطة اقتصادية... اللهم إلا خطة عبود العشرية التي أجهزت عليها ثورة أكتوبر... وهي في بدايتها، وقد كانت بداية موفقة ... وهذة حقيقة سهلة الإثبات.. بهذة المناسبة عندما كتبت هذا الكلام قبل أسبوعين وعلقت عليه بالقول الله لاكسب النخب السياسية التي قامت بثورة أكتوبر... انبرى لي أحدهم في صفحتي على الفيس بوك ووصفني بموالاة العسكر واستخدم لغة هابطة.. طيب يا سيد الذين قاموا بأكتوبر هم الشيوعيون والإخوان المسلمون فالشيوعيون قاموا بانقلاب مايو 1969 والإخوان قاموا بانقلاب يونيو 1989... فإذن الشغلانة لم تكن مبدئية أو رفضاً لحكم العسكر... واتهمني آخر بأنني أتجنب مهاجمة الكيزان، نعم أنا لا أهاجم الكيزان ولا أهاجم القحاتة لا أهاجم الحكام الحاليين ولا أهاجم أي فصيل سياسي.... ولكنني أنتقد وأكشف الخلل ما استطعت إلى ذلك سبيلا... فهناك فرق كبير بين الهجوم والنقد ... عليكم الله البلد دي ناقصة شتائم وتردي أخلاقي وتنابز بالالقاب؟..
فالصاح أن تلعب على الكرة وليس على جسم اللاعب... أذكر مرة أن الأستاذ ضياء الدين بلال استضافني في سهرة تلفزيونية رمضانية والانقاذ في قمة سطوتها ... فقلت له إنني لست معارضاً للانقاذ ... ولا للحكومة التي كانت قبلها... ولا الحكومة التي تأتي بعدها... فكل الذين حكموا السودان والذين سيحكمونه لم يأتوا بإرادة الشعب... عساكر على طائفيين كلهم حكام كسر رقبة ... فالنهج الاصلاحي دوماً أفضل من النهج الثوري ... فهذة البلاد كفاها ثورات... كفاها جعجعة فارغة... وكفاها كواريك..
عودة لموضوعنا فالاشراقات الاقتصادية التي حدثت في السودان المستقل على قلتها كانت بمبادرات فردية ولم تكن منطلقة من خطة موضوعة (استراتيجية)... أو خريطة مرجعية أي ما يسمى بالماستربلان Master Plan... فدوما المشاريع ذات الطابع الفردي سهلة الهدم ... والأخطر أنها تتعرض لمعارضة أصحاب المصلحة من الواقع السائد ... لدرجة أنني اقترحت ذات مرة أن أي دراسة جدوى لأي مشروع في السودان يجب أن تبدأ بالإشارة للذين يعارضونه... وكيفية تجنبهم بالإغراء أو بالاقناع أو بالتحييد... على حسب مقتضي الحال...
وإلا قل لي بربك مشروع عظيم جبار مثل مشروع الجزيرة يعطي فقط عشرة في المائة من طاقته ... المبادرات والخطط والدراسات التي كتبت في إصلاحه تسد عين الشمس... ولكنها كلها لم تنجح... لماذا؟ لأن جماعة المصلحة المستفيدة من وضعة المهتري الحالي قوية وقادرة.. وهذة الجماعة موجودة في الحكومة المركزية... وفي الولاية... وفي بركات حيث إدارة المشروع... لا بل حتى في اتحادات المزارعين.. هذة الجماعات تستفيد من عطاءات المدخلات.. أسمدة مبيدات ... آليات.. خيش.. وكل الذي منه.. ومن التحضير ومن التسويق... وهاك يا كومشينات... والمعارضة هنا تتمظهر في شكل سياسي أو مهني أو حتى عقلاني زائف... وكلها تقوم على (الخم) لأنها تقوم على تغييب الوعي ...
آخر ضحايا تلك المحاولات الإصلاحية في مشروع الجزيرة كانت الزراعة التعاقدية... هذة الزراعة التعاقدية كنمط من علاقات الإنتاج أجيزت بتشريع قومي... حدد فيها واجبات كل طرف فالتعاقد أساسا بين المزارع والمستثمر أي الشركة... واجبات الشركة القيام بكل الأعمال الالية وتوفير المدخلات وإدخال التقانات والدعم الفني... المزارع يقوم بالأعمال الفلاحية... الدولة تأخذ ضريبة الماء والضرائب العامة... الإدارة ترعى أصول المشروع وتنفيذ الاتفاق ... وعلى هذا الأساس يحدد نصيب كل طرف... ولكن للأسف لم تكن هناك حملة توعية بأهمية الزراعة التعاقدية... وما يمكن أن تحدثه من تطور لكي يتبناها المواطن ويدافع عنها ... ولم تظهر الحكومة المركزية أي دعم سياسي لها ولم تقل إنها تبنتها كاستراتيجية زراعية... فأصلا الحكومة غير مهتمة بالزراعة... وجبنت الشركات فلم توفر كل المطلوب... وقد كان بعض موظفي الشركات في غاية السوء ... والمزارع كعادته قابلها باللامبالاة.... أما إدارة المشروع خاصة في مستوياتها الدنيا فقد كانت العائق الأكبر لأنها شعرت بأن دورها قد تقلص وأن طرفي الاتفاق إذا نفذا المطلوب فإن الإدارة سوف تصبح شبه عاطلة... ولكن رغم ذلك أحدثت الزراعة التعاقدية طفرة في الإنتاج في المساحات المحدودة التي زرعت بموجبها ... وزادت من التنوع الزراعي... حيث زرعت محاصيل وخضروات لم تشهدها الجزيرة في تاريخها .. لقد شهدت انتاج الثوم والشمار والحلبة والخص والسمسم والدخن والكركدي... كما شهدت إنتاج البامية والشمام والبطيخ للتصدير ... أحد المزارعين قال بعد دا ما فضل لينا إلا نزرع مسامير... وآخر رصاصة رحمة أطلقت على الزراعة التعاقدية كانت سياسية إذ رأى القائمون على الأمر أن القطاع الخاص يجب ألا يعطى فرصة في المشروع... وأن الدولة هي التي يجب أن تقوم بالتمويل وأن اتحاد المزارعين بصورته القديمة هو المعبر الوحيد عن إرادة المزارعين.. اشتراكية جد... وهؤلاء هم الذين عناهم الدكتور إبراهيم البدوي وزير المالية السابق عندما قال إن العقائديين في الحرية والتغيير هم الذين أفشلوا خطته الاقتصادية للخروج بالبلاد من أزمتها المستفحلة..
طيب يا جماعة الخير الآن والدولة هي فيما هي عليه هل يرجى منها تمويل ؟ رأس المال الوطني والذي هرب من أول طلقة وهو أصلا جبان ومتردد هل يعول عليه؟... إذن لم يبق أمامنا إلا الخارج وفي الخارج المستثمرين على قفا من يشيل ولكن الطريقة المتبعة في الاستثمار الزراعي هو اقتطاع المساحات الكبيرة... عشرات أو مئات الآلاف من الافدنة ولمدة قرنية لأن البنيات الأساسية للزراعة عالية التكلفة... اسماه البعض احتلال مصلح.. وهذا النوع من الاستثمار فشل في السودان .. الراجحي ونادك وأمطار وغيرها كلها نجت بجلدها من السودان... نتيجة الفساد وعدم الاستقرار والمحرشون من الأهالي بحجة أن الأرض لهم وغصبت منهم...
إن من نعم الله علينا في السودان أن الزراعة فيه تقوم على الحيازات الصغيرة كما هو الحال في مشروع الجزيرة وكثير من مناطق الزراعة المطرية... وفي تقديري أن هذه الخاصية يجب الإبقاء عليها لأنها الأفضل في توزيع الثروة وفي مكافحة الفقر... وهي التي تجعل المواطن العادي الذي هو المزارع يرحب بالمستثمر ويحميه لأن أرضه ستبقى في ملكه... كما أن التقانات الحديثة أصبحت لا تحتاج إلى مساحات شاسعة.. فالانتاج الرأسي هو المطلوب... فالزراعة التعاقدية تحل معضلة الفشل الاستثماري في البلاد...
ليس أمام السودان الآن إلا اللجؤ للدول المتطورة زراعيا والتي لها القابلية في التمدد الزراعي خارج أراضيها ولعل على رأسها الصين وإسرائيل وكندا... أما الدول التي تطورت زراعيا ومارست الزراعة التعاقدية داخل أراضيها... ولم يشهد لها استثمار زراعي خارج أراضيها وقد تكون لها القابلية في ذلك... فهي البرازيل والهند ومصر....الأولى في إنتاج قصب السكر والثانية في إنتاج القطن اما مصر ففيهما الاثنين...
فإلى أين يمكن أن يتجه السودان؟... وهل الأبواب مشرعة أمامه لكي يختار؟...سردية أن السودان ... حلوة سردية دي.. له موارد زراعية مهولة أمر يدركه ويعترف به كل العالم تقريبا... و أن السودان يمكن أن يسهم في حل مشكلة الغذاء العالمية أمر شائع... هل هناك من يريد أن يبعد أهل السودان من مواردهم هذه ويتولى أمرها بنفسه بحجة أن السوادنة عاجزون ؟ لقد قالها كيسنجر من قبل عن النفط إذ قال إن النفط نفطنا.. نحن الذين اكتشفناه واستخرجناه ونحن الذين نستخدمه ... كل هذا يدعو أهل السودان أن ينتبهوا ويسرعوا ويخرجوا من القوقعة التي حبسوا فيها أنفسهم... ويمدوا يدهم لمن يضعها على يده... ومن ثم يتم الاتجاه نحو الأرض لإعادة الأعمار أو البناء من جديد.. ولكن هنا يثور السؤال من الذي يقبل بأن يضع يده في يد السودان الذي حاله يغني عن سؤاله ؟ خليكم معنا إن شاء الله ونعتذر بشدة عن الإطالة.
د. عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.