السهل الممتنع..عمر أحمد الطيب * انطلقت فترة الانتدابات الشتوية وشهدت كالعادة حالات من الشد والجذب بين طرفي القمة وكل نادي يحاول ضم أبرز النجوم بالساحة ودائماً ما تشهد فترة تسجيلات اللاعبين كل عام تقليعات جديدة وظواهر مستحدثة وهذا العام كانت التقليعة والظاهرة الأبرز سعي كل نادي كسب وضم لاعب الآخر في صورة تنم عن بحث أكيد لنصر إداري ومحاولة كسب ود الجمهور والرأي العام وهي حق مشروع للنادي واللاعب معاً. * الاختلاف في الرأي ووجهات النظر كان السمة الأبرز بين إعلام وجمهور الناديين وكل يدلو بدلوه ويعبر عن آرائه,حيث انقسم جمهور وإعلام الفريقان ما بين مؤيد لمبدأ التنافس خارج الملعب وما بين رافض للفكرة واصفاً إياها بإفراغ الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص من محتواها الداعي للمحبة والصداقة والأخاء وعدم التجني على نجوم الفريق الآخر ومحاولة أضعاف قوته وهي بالتأكيد أفكار وآراء عاطفية. * الرأي الآخر أشار إلى كرة القدم أصبحت صناعة ومهنة واحتراف بمعنى أن لغة المال أصبحت سيدة الموقف و(الكاش يقلل النقاش) يجب أن يسود, وانقسام آراء جمهور وإعلام كرة القدم على وجه العموم وجماهير الناديين على وجه الخصوص لم يتثن لقطبي القمة من التوقف عن سياستهم المستمرة بالتسابق لكسب توقيع نجوم الفرقتين مطلقي الصراح وقابلي التفاوض. * ضعف تطبيق المفهوم الاحترافي وعدم وجود أرض صلبة له داخل الأندية جعل الاستنتاجات واختلاف الآراء بين جماهير وإعلام القمة سيد الموقف فيما يختص بضم المريخ لنجوم الهلال ومحاولات الهلال للتعاقد مع نجوم المريخ. * جماهير وإعلام المريخ والهلال معاً نجد لهم العذر في انقسامهم ما بين مؤيد لفكرة تفاوض المريخ مع لاعب الهلال وسعي الهلال لقيد نجوم المريخ. * النظرة العاطفية لازالت مستشرية وسط جماهير وإعلام الطرفين من واقع قوة ارتباط الجماهير بناديها بجانب الاحتراف الكامل غير المتاح داخل أندية القمة ومتى ما عرفت هذه الأندية الاحتراف المقنن بالتأكيد سوف تنعكس ثقافته على جماهير وإعلام الناديين. * النظام الاحترافي داخل أندية القمة واستقدام خبرات أجنبية من لاعبين ومدربين قائم على مبدأ ( المباصرة ) بمعنى فلان اتكفل بتسجيل اللاعب الفلاني وقطب النادي (دفع مقدم عقد المحترف الفلاني) (بطيبتنا السودانية التي نحسد عليها) وهي بالتأكيد أشياء مضحكة لا تحدث في عوالم الأندية المحترفة لكرة القدم على الاطلاق. * انعدام لغة الاحتراف المقنن داخل الأندية أطلق العنان للتصريحات المختلفة وسط جماهير القمة وإعلامها وجميع المهتمين بالشأن الرياضي وهلل الكثيرون عقب قيد المريخ اللاعب النيجيري وارغو بملايين الدولارات، وكذلك الكاميروني اوتوبونغ لفريق الهلال وكان قيد الثنائي عام الدهشة وسط القاعدة الكروية. * ومصدر هذه الدهشة يعود لعدم التطبيق الفعلي والصحيح للغة وسياسة الاحتراف داخل أندية القمة حيث لازالت هذه الأندية تعتمد على أموال الأفراد ومساهمات كبار المشجعين والمنتمين للنادي وهي ممارسات أضرت بأندية القمة كثيراً ودونكم لجوء معظم المحترفين الأجانب السابقين للفيفا بحثاً عن حقوقهم المهدرة بسبب الأخطاء التي صاحبت استقدامهم قبل التوقيع وعدم توفير المال اللازم لتمويل صفقات انتدابهم (وهي المباصرة ) التي ذكرتها آنفاً وهي أبرز سلبيات مجالس إدارات أندية القمة والتي جعلت كرتنا تقف ما بين العاطفة والاحتراف.