يعود الهلال للمنافسة المحلية بعد انقطاع بسبب الارتباط بالمشاركة الأفريقية، وستكون المباراة أمام الأهلي شندي بمثابة إعادة إحياء الصراع على اللقب المحلي من جديد رغم ابتعاد الصدارة عن الأزرق، تبدو المباراة أيضاً فرصة لإعداد الفريق قبل لقاء الذهاب أمام الترجي خاصة وأن الهلال لم يؤد أي مباراة أخرى منذ 18 سبتمبر الحالي والتي كانت أمام الرجاء أي فترة أسبوع كامل وهي تعتبر فترة طويلة. مباراة الأهلي فرصة لرد الاعتبار بعد الخسارة التي تعرض لها الهلال في شندي وساهمت في الابتعاد أكثر عن اللقب، وننتظر من الهلال إعادة صورته القوية في البطولة المحلية من خلال هذا اللقاء الذي تأتي أهميته من واقع اقتراب المنافسة من خط النهاية.
ولابد أن يعمل المدرب وطاقمه الطبي على متابعة لاعبي الفريق بشكل أفضل خصوصاً في الفترة الحالية حتى لايتعرضوا للضغط مجددًا ونقع في مطب الإصابات التي أرهقت الهلال كثيرًا في الموسم الحالي وأدت لابتعاد ركائز أساسية عن المشوار الفريق الأفريقي..
مباراتا الترجي تحتاجان إلى تعامل خاص وبرنامج واضح من قبل المدرب ميشو، لأن الحالة التي يتواجد فيها المنافس والتطور الكبير الذي حدث بالموسم الحالي في عهد المدرب نبيل معلول يدعوه للعمل بجد والاستفادة من كل الثغرات التي يمكن أن تساهم في مرور الهلال إلى النهائي الحلم.
ولابد أن يكون التركيز كبيرًا على مواجهة الذهاب لأن الفريق التونسي يبدو حريصاً على الخروج منها بنتيجة ايجابية بعد أن تعرض لضربة قوية من قبل الاتحاد الأفريقي والذي حرمه من جمهوره في موقعة الإياب التي ستقام في رادس.
والملاحظ أن الفريق التونسي يركز بشكل كبير على المباراة الأولى لعلمه أنه سيواجه صعوبة في مباراة العودة والتي سيخوضها من دون جمهوره في تونس، ولهذا سيكون الحذر مطلوب والتركيز على لقاء الخرطوم، لأن أي فارق في الأهداف لمصلحة الهلال سيصعب من مهمته كثيرًا.
نتمنى من المدرب ميشو أن يركز على معالجة الأخطاء الكبيرة الموجودة خاصة في خط الدفاع بدلاً من الاستعراض والحديث عن قوة خطه الخلفي، لأننا نتفق جميعاً أن الهلال يملك مجموعة جيدة من اللاعبين ولكن المردود الجماعي وغياب التنظيم يبقى هو الهاجس الأكبر.
الواقع الفني في أرضية الملعب سيكون هو الفيصل رغم قناعتنا بأهمية الدعم الجماهيري في ملعب الهلال، ولكن لابد أن يكون الهلال في القوة الفنية التي تسمح له باسقاط فريق في حجم وقيمة الترجي الذي أظهر قوة كبيرة في ربع النهائي وأبعد الأهلي المصري للعام الثاني على التوالي، وهذا الأمر لن يأتي بالسهولة التي يتوقعها البعض وفي حاجة إلى عمل كبير وجاد وفي اعتقادي أن العمل لابد أن يبدأ من مباراة الأهلي شندي بالدوري والتي تعتبر الخطوة الأولى في طريق عودة القيمة الفنية الكبيرة للهلال.
وساهم رفع الجوائز المالية للنسخة الحالية من دوري الأبطال أيضاً في جعل الصراع يبدو كبيرًا بين الرباعي الهلال والترجي والوداد وانيمبا في سباق اللقب الأفريقي 2011 الذي يبدو محموماً.
نعم وصل الهلال لنصف النهائي في 2007 و2009 وخرج من السباق وقتها أمام النجم الساحلي ومازيمبي ونتمنى أن تكون المحاولة الثالثة ثابتة بعد المجهود الكبير الذي ظل يبذله الفريق طوال هذه السنوات للوصول إلى التاج الأفريقي، ولانريد مجددًا أن يترك المدرب أو الإدارة أو اللاعبين شيئاً للصدفة وعليهم التخطيط لإسقاط بطل تونس وتحقيق المفاجأة الكبيرة التي ينتظرها عشاق الهلال في كل مكان.