التجنيس حق كفلته المحكمة الدستورية للأندية بعد قضية سولي شريف الشهيرة التي انتصر فيها صلاح إدريس على اتحاد شداد رئيس الاتحاد العام غير راضٍ عما يحدث في أمر منح الجنسية للمحترفين الأجانب تقرير: عبد الرحمن أبوريدة أضحت مشكلة التجنيس تؤرق مضجع الاتحاد العام وقد اتضح ذلك من خلال الحديث الصريح الذي أدلى به رئيس الاتحاد العام في احتفال ختام الموسم الذي نظمته شركة سوداني، وقد أكد أنهم سيعملوا على معالجتها في المواسم القادمة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا أدخل الاتحاد نفسه في هذه المأزق، وأوله مسألة تجنيس الحراس الأجانب، فقد كان شداد واضحاً في هذا الأمر ولم يجامل أي من الأندية التي تستغل قاعدتها الجماهيرية الكبيرة وتستخدمها ورقة ضغط على اتحاد الكرة الذي بات يتجاوز كل اللوائح لسواد عيون الهلال والمريخ وقد سمح للمريخ بتجنيس المصري عصام الحضري وقبله الفسلطيني رمزي صالح والآن اليوغندي جمال سالم الذي نال جائزة أفضل حارس في دوري سوداني لهذا العام، وكذلك جرفت الهلال هذه الموجة وأيضاً سعى في ذات الدرب باستقدام الحارس الكاميروني ماكسيم فودجو والأمر لا يقتصر على ناديي القمة فقط بل الأندية ستحذو حذوهم وتتجه لتجنيس الحراس الأجانب وحينها لم يستطع الاتحاد أن يقف في وجهها، بل سيرضخ لرغبتها ويبقى أمام الأمر الواقع وينفذ كل ماتطلبه . التجنيس من أجل المنتخب قبل الأندية المسألة والإشكالية الأساسية ليست في التجنيس فالنظرة يجب أن تكون لمصلحة المنتخب الوطني وبما أن كل الدول تستعين بالمحترفين لمصلحة منتخباتها فلا غضاضة في ذلك وحتى الأجانب الذين يتم استجلابهم أن يكون لهم مواصفات معينة وأولها صغر السن والموهبة الفطرية العالية، فالجنسية لها قيمتها ولها مكانتها، فلذك يجب أن يحملها الشخص الذي يستحقها بدلاً أن يتم منحها للاعبين لا يقدمون مايشفع لهم بالاستمرار مع تلك الأندية، فكثير من المنتخبات يحمل لاعبيها جنسيات بلدان أخرى، فالمنتخب الألماني بطل العالم في 2014 به عدد من الجنسيات غير الألمانية مثل مسعود أوزيل الذي يعود أصله لتركيا والغاني بواتينغ والتونسي سامي خضيرة، وكذلك المنتخب الفرنسي والأسباني الذي ضم بين صفوفه المهاجم البرازيلي دييغو كوستا نجم اتلتيكو السابق وشلسي الحالي، فالنظرة يجب أن تكون لمصلحة المنتخب وبهذا يمكن أن يكون الأجانب إضافة للكرة السودانية، بدلاً من هذا التراجع المريع لمنتخبنا الوطني بدليل أنه تراجع ثمانية مراكز في تصنيف الاتحاد الدولي للإحصاء لشهر نوفمبر وخرج من تصفيات الكان ولم يحقق سوى فوز وحيد على المنتخب النيجيري . وضع ضوابط للتجنيس معروف أن منح الجنسية من اختصاص رئاسة الجمهورية ويجب أن يكون دور الاتحاد هنا في تنبيه الرئاسة للاعب الذي سيمنح الجنسية هل سبق له أن لعب لأي من منتخبات بلاده؟ وإذا تم التأكد من أن اللاعب لم يمثل بلاده وله من الإمكانات مايعود بالمصلحة للكرة السودانية وقتها يستحق أن ينال هذا الشرف الرفيع . ماذا سيفعل الاتحاد في أمر التجنيس ؟ بما أن التجنيس حق كفلته المحكمة الدستورية للأندية بعد قضية سولي شريف الشهيرة التي انتصر فيها صلاح إدريس على اتحاد شداد وقتها والجنسية تمنحها رئاسة الجمهورية إضافة إلى أن اللاعب الأجنبي لم تحدد خانته سواءً أكان حارساً أوغيره، فالسؤال ما هو الشئ الذي يفعله؟ هل سيمنع منح الجنسية للأجانب أم سيدخل في معارك مرة أخرى مع الأندية التي بكل تأكيد لا تقبل أي تدخل في هذا الأمر، وفي المواسم القادمة ستتجه كل الأندية للتجنيس بصورة ربما تكون أقرب للفوضى فعلى الاتحاد العام أن يقنن أمر الجنسية بالتشاور مع رئاسة الجمهورية وأن تكون مصلحة المنتخب من أولى الأولويات، وكم عدد اللاعبين الذين تم منحهم الجنسية حتى الآن؟ وماهي الفائدة التي عادت على الأندية؟ . وهل الجنسية عندما تنتهي فترة تعاقدهم تسحب منهم أم تظل حقاً مشروعاً لهم ؟ . وهل تدهور الكرة السودانية وتراجعها بسبب التجنيس أم بسبب الإهمال الذي يتعمده الاتحاد للمنتخبات وضيق فترة إعدادها؟، وحتى المجاملة في اختيارها وتدريبها وكل مايتعلق بها وبي أمر تطورها ومقارعتها للمنتخبات الأفريقية القوية .