التقط نادي الشاطيء الامدرماني العريق الذي تأسس عام 1930 عبر شعبة المنتدى الثقافي القفاز وأقام مساء أمس الأول بالملازمين شمال حديقة البحيرة بأم درمان احتفالاً كبيراً بليلة ستينية البرنامج الاذاعي حقيبة الفن هذا البرنامج الراسخ في وجدان الشعب السوداني وارتبط بهذا البرنامج ارتباطاً وثيقاً بفن الحقيبة وقد سبق أن قدمه البروفيسور علي شمور رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والاعلامي الخبير وكذلك قدمه السفير صلاح احمد محمد صالح والراحل المبارك ابراهيم واخيراً الاستاذ الباحث ونطاس الحقيبة البارع عوض بابكر الذي سبر اغوار الحقيبة وقدم العديد من الدراسات وحاور الرعيل الاول من شعراء الحقيبة الذين عاصرهم وعرف اسرار أغنية الحقيبة ورمزيتها وقد كانت اغنية الحقيبة معلماً بارزاً في مسيرة الاغنية السودانية وكان شعراء الحقيبة يتبارون في اشعارهم ويتنافسون تنافساً فنياً شريفاً ويتحدثون في اشعارهم بصدق، ونذكر منهم الراحل ود الرضي الذي ألف العديد من الاغاني الخالدة والراحل العبادي والراحل محمد بشير عتيق الذي قال: قضينا ليلة ساهرة تضمنت محاسن من كل روضة عينة من كل عينة زهرة الروضة لابسة حلة بيها المكان تجلى والجو نسيمو رائع والغيم نشر مظلة وكذلك الشاعر الفذ صالح عبد السيد أبو صلاح الذي ألف: العيون النوركن بجهرا غير جمالكن مين السهرا يا بدور القلعة وجوهرها والراحل محمد علي الأمي وعبيد عبد الرحمن الذي تذكر عهد الصبا وقال: حليل زمن الصبا الماضي وحليل زمن الحياة الزاهر حليل زمن الحبيب راضي وحليل زمن الهوى الطاهر والشاعر العملاق الراحل عمر البنا وحقيبة الفن لا زالت حبلى بالكثير والمثير وشعراء الحقيبة امتازوا بالفن الراقي والأخلاق الفاضلة لأنهم تربوا في الخلاوي واستمدوا شعرهم من أدب الخلاوي فبرعوا في اللغة العربية السليمة والسجع والبلاغة وكافة فنون لغة الضاد وما ذكرناهم من شعراء الحقيبة في هذا المقال كان على سبيل المثال لا الحصر، لا ننسى الراحل المقيم عبد الرحمن الريح الذي فجَّر الابداع في أغنية الحقيبة ونقلها إلى الحداثة، ولا ننسى أدواره الاجتماعية في محاربة عادة الشلوخ حيث قال: يا جميل يا جميل يا سادة حبك جنني زيادة ولا ننسى فناني الحقيبة أمثال الراحل بادي محمد الطيب الذي وصفه الفريق الراحل إبراهيم أحمد عبد الكريم بكنز الحقيبة الضخم، والحقيقة الفريق الراحل إبراهيم أحمد عبد الكريم له اسهاماته في دراسة فن الحقيبة وغاص أيضاً في أعماقها، والمطرب الراحل مبارك حسن بركات الذي تغنى بأغنية من الاسكلا وحلا قام من البلد ولى دمعي لي الثياب بلا التحية لكل رواد الحقيبة من شعراء وفنانين والرحمة والمغفرة للشعراء الذين حملوا هذا الفنان على أعناقهم والتحية لنادي الشاطيء الأمدرماني. أخر الأشتات: تعجبني رائعة الحقيبة التي تقول : من حور الجنان أم أنت إنسان الكمال أم أنت الملاك جيت توري الناس الجنان