* الطقس او المناخ من العوامل المؤثرة جدا في اعداد الاندية ولا ادري ما هي فلسفة ادارتي القمة في اقامة معسكرات في مناطق باردة كل عام ويتلاحظ من خلال هذه المعسكرات ان اللاعبين يرتدون (السويترات) للوقاية من البرد والسؤال المطروح هل هذه المعسكرات هي اعداد للاندية لمجابهة المنافسات الافريقية ام للممتاز المحلي..؟ فاذا كانت القمة تنوي الاستعداد للدوري الممتاز المحلي فلا داعي حتى لمعسكر داخلي ، لانه ماركة مسجلة باسم الناديين منذ نشأته في العام 1996 ، وهذا الكأس يأتي للقمة طائعا مختارا سواء عسكرت أم لم تعسكر ، والدوري الممتاز لا يحتاج ل(هيصة) محترفين سواء أكانوا قدامى او جدد ، فاللاعبون المحليون او الوطنيون يمكنهم تحقيق هذا الانجاز ، اما اذا كان الاعداد او المعسكر الخارجي لمجابهة الاستحققات الافريقية فلا فائدة من ورائه ويمكن ان تكون معسكرات معنوية للاعبين ولكنها لا تفيد الفريق فنيا ، فالهلال والمريخ والاهلي شندي يعسكران خارج السودان في شتاء بارد ومهما ادت هذه الاندية من مباريات اعدادية فان المحصلة في النهاية تكون صفرا كبيرا اما اذا ارادت هذه الاندية الاستعدادات للاستحقاقات الافريقية .. الاندية الابطال والكونفدرالية .. فمن باب اولى ان تتجه هذه الاندية صوب الدول المشابهة في المناخ للاندية التي تتبارى معها وهذا الامر واضح تماما ولا يحتاج الى اجتهاد كثير. * ان قيام المعسكرات الخارجية عندنا يتم بلا دراسة وبلا تخطيط وقبل السفر تدور الارهاصات حول قيام المعسكر دون تحديد الجهة التي ينوي فيها الفريق تنظيم معسكره وحتى المباريات الكبيرة مع الاندية الاوروبية امر غير مفيد فنيا لانه شتان ما بين الكرة الاوروبية والافريقية ولا نريد ان ندخل في جدل حول المقارنة بينهما من كافة النواحي. والسؤال المطروح ثم ماذا بعد العودة من المعسكر الخارجي نجد ان اللاعبين قد (اشتاقوا) ل(الحوامة) والمجاملات الاجتماعية وبالطبع المشاركة الاجتماعية في المآتم والافراح لمجتمعهم الصغير حتى يتم تجميعهم مرة اخرى واشتاقوا بالطبع للوجبات السودانية التي حرموا منها طيلة فترة المعسكر الخارجي. * والغريب في الامر ان السيناريو يتكرر سنويا بعد كل معركة تسجيلات سنوية في سبتمبر من كل عام فالديباجة محفوظة .. تسجيلات وبعدها معسكرات. * وبالطبع المدربون الاجانب ينظرون في هذه المسألة ولكي يدلوا بدلوهم لازم يكونوا عندهم رأي فيختارون المعسكرات فقط ولكنهم لا يتحدثون على الاطلاق عن عمليتي الاحلال والابدال التي لم يشاركوا فيها و(ديل مدربين اجانب) فالمدرب الاجنبي شخصي منظم يرتب اولوياته ولا ينصاع لقرارات الاداريين ولا يجامل ولا يمكن ان يتولى تدريب فريق في منتصف الموسم ، ولا يمكن ان يدرب ويتولى قيادة لاعبين لم يختارهم ولم تتم مشورته في تسجيلهم ولا يعلم شيئا عن الفريق ولا لاعبيه ولا خاناتهم .. طبعا حتى مدربينا الاجانب (مشاترين) ولا يشبهون المدربين الاجانب الحقيقيين وعندما يتم اقصاء الفريق من البطولات سرعان ما يهرب المدرب ويفر بجلده ويلقي بالمسؤولية على اللاعبين (المساكين) وكيف لم ينفذوا استراتيجيته ويدلي بتصريحات كبيرة وعلمية لإبعاد الخطأ عن نفسه ولا يمكن ان يعترف انسان بخطئه ، حتى مدربينا الخواجات مكابرين ويشبهون تماما لاعبينا المحترفين الذين نستجلبهم ، فالمدرسة الادارية التي استجلبتهم واحدة فلا فرق بين التعاقد مع مدرب اجنبي ومحترف اجنبي ، فالاخطاء مشتركة .. وقد اعجبني الحديث القوي والمسؤول الذي فجره امير كاريكا في حواري معه في الايام الماضية ، حيث قال ان المدربين الاجانب مظاليم لان الادارات تطالبهم بسقف عال من الطموحات ولكنهم ايضا ظلموا انفسهم بتوليهم تدريب الاندية قبل معرفة كل شئ عنها ، كما تحدث كاريكا عن استجلاب اللاعبين المحترفين وقال اتحدى أي ناد قام بمراقبة أي لاعب محترف قبل تسجيله بستة اشهر وكان رأيا واضحا وحقيقيا. * على كل ان اقامة المعسكرات واستجلاب المدربين الاجانب واستجلاب المحترفين واختيار الاجواء الباردة في المعسكرات كلها تأتي عبر منظومة ادارية واحدة ولا اتوقع أي نجاح لهذه المعسكرات في الاستحقاقات الافريقية القادمة .. منظومتنا الادارية ما لم تتغير مفاهيمنا وتفكيرنا واذا سرنا على هذا النمط فلن نتقدم الى الامام في البطولات الافريقية والقارية فمعسكراتنا الخارجية تشبه محترفينا وتشبه مدربينا الاجانب وتشبه دورينا الذي يتعرض للتأجيل اكثر من مرة .. متى ينصلح حالنا .. لا ادري.