* الحكم هو أحد منظومة كرة القدم الأساسية ويعتبر من أهم محاورها لذلك يكون تحت الأنظار دوماً. * الخطأ لغة واردة عند الجميع والأفضل من يتعلم من أخطائه ليتفاداها مستقبلاً وقضاة المستطيل الأخضر بشر يصيبون ويخطئون أحياناً ومن الطبيعي حدوث أخطاء تحكيمية، لأن القرار يتخذه الحكم خلال جزء من الثانية، فالأخطاء تحدث في جميع الملاعب لكن الفارق في درجة التعامل مع الأخطأ وغالباً نتعامل معها وفقاً لرؤى محاطة بالتصعب لذلك تكون أحكامنا على الحكام قاسية وبعيدة عن الموضوعية تحكمها عواطفنا ونتائج المباريات، فالفريق الخاسر يلجأ أحياناً لانتقاد الحكم وجعله شماعة لتعليق الإخفاق عليه أمام الجماهير وأحياناً يكون بهدف الضغط على الحكم والحكام الآخرين للتأثير عليهم مستقبلاً وهذه الانتقادات المتعصبة وضعف الثقافة التحكيمية لن تؤدي للارتقاء بمستوى التحكيم في السودان. * للحكام أخطاؤهم الصغيرة منها والكبيرة وليست هنا ضد انتقاد الحكم، فالنقد مطلوب متى ما كان موضوعياً وبعيد عن التشكيك في نزاهته ومنصباً في أدائه * وحتى نتفادى الإخفاق في أداء الحكم لابد من مطلوبات يجب اتباعها من قبل الحكم ولجنة التحكيم والاتحادات والجماهير والإداريين واللاعبين. * حتى يؤدي الحكم دوره على الوجه الأكمل داخل المستطيل الأخضر لابد أن يكون الحكم ملماً بكافة القوانين وبالصورة الصحيحة التي أقرها الاتحاد الدولي وبالكيفية ذاتها، لأن معظم الأخطاء التحكيمية في السودان تأتي في اختلاف فهم المادة فيكون الحكم حافظاً للمادة المعينة لكن درجة فهمه لها يكون مغايراً للفهم الصحيح لها. * حتى يرتقي الحكم بمستواه يجب أن يعكف على تطوير الذات وأن يكون مطلعاً على التغييرات التي تطرأ على القوانين ومواكبتها وخصوصاً هذه الأيام تم تعديل على مادة التسلل. * استخدام التقنية الحديثة في عملية إدارة المباريات يقلل كثيراً من الأخطاء ويساعد في اتخاذ القرار الصحيح لدقتها وامكانية التواصل مع المساعدين لذلك يجب على الحكام استخدام هذه التقنيات. * يجب أن يخضع الحكم لدورات تدريبية مستمرة داخلياً على كافة المستويات التحكيمية وأن تتاح لهم فرصة المشاركة في دورات خارجية للاستفادة من الدول التي تقدمت في مجال التحكيم ومخالطة رصفائهم الحكام الأجانب لتبادل الخبرات. * يخضع معظم الحكام لعملية اختبار معدل اللياقة البدنية لكن هناك بعض الولايات تفتقد للأجهزة الحديثة التي تعطي النتائج الدقيقة وغالباً يتم الكشف لمرة واحدة خلال العام، وفي رأيي غير كافية يجب أن تكون هذه الاختبارات دورية خلال العام وتتبعها ارشادات طبية للمحافظة على اللياقة البدنية. * لابد للحكام أن يشعروا بالرضاء التام عن أنفسهم وأن يتمتعوا بالثقة الكاملة وأن يتحلوا بضبط النفس والسيطرة على الانفعالات التي تطرأ خلال المباراة من اللاعبين أو الإداريين. * على الاتحادات ولجان التحكيم العمل على تطوير أداء الحكام من خلال التخطيط السليم للعملية التدريبية والتأهيلية وتوفير الامكانات والمعدات التي تساعد على ذلك. * خلق علاقات ثنائية مع الاتحادات القارية والإقليمية والاستفادة من الإمكانيات الموجودة في بعض الدول المتقدمة في تطوير أداء الحكام وابتعاث الحكام لتلك الدول والاستعانة بحكام تلك المناطق لعقد السنمارات والورش وإدارة بعض المباريات سيسهم في رفع الأداء بصورة كبيرة. * اختيار الحكام لأداء المباريات يجب أن يكون وفق معايير سليمة تتماشى مع حجم اللقاء وأهميته ودرجة تأثيره وأن ترصد أداء الحكام وتقييمها وتقويمها بصورة سريعة وشفافة. * على الاتحادات أن تضع مقابل مادي مجزٍ للحكام نظير إدارة المباريات حتى تضمن حيادية الحكم ونزاهته وتشجع اللاعبين المعتزلين وغيرهم الولوج لعالم التحكيم. * العمل على عقد لقاء قومي سنوي يجمع قيادات الاتحادات الوطنية ولجان التحكيم على كافة المستويات وإدارات الأندية على مستوى الدوري الممتاز وممثلي الأندية بالمستويات الأخرى والإعلام وممثلي الروابط التشجيعية والأجهزة الأمنية والعدلية لمناقشة الأداء التحكيمي خلال العام والخروج برؤى وأفكار تساهم في رفع مستوى التحكيم وتقلل من حدة النقد على الحكام وتحافظ على استقرار الرياضة بصورة عامة. * إدارة الأندية تقع عليها مسؤولية تثقيف لاعبيها تحكيمياً ويجب أن تعقد ندوة خلال الموسم الرياضي وتستدعي لها خبراء التحكيم من الداخل والخارج لمحاضرة اللاعبين وتنويرهم على القوانين والتغييرات التي تطرأ عليها حتى يكونوا مواكبين. * كابتن الفريق عليه القيام بدوره كاملاً داخل الملعب للسيطرة على انفعالات وسلوك اللاعبين مع الحكام حتى لا يتعرضوا لنيل الإنذارات دون مبرر ويفقد الفريق مجهوداتهم خلال المنافسات. * ضبط النفس عند اللاعبين داخل الملعب يمنع الجماهير من إبداء سوء السلوك تجاه الحكام في المدرجات. * الإطلاع على القوانين للتثقيف والمواكبة يضمن للجماهير إبداء رأي موضوعي على أداء الحكم والوقوف على أخطائه بصورة صحيحة والتجريح والإساءة لا تغيِّر من قرارات التحكيم، بل تزيد التوتر داخل وخارج الملعب. * الإعلام يلعب دوراً مؤثراً في تقييم أداء الحكام، لذلك يجب عدم تضخيم الأخطاء والترويج لها للمحافظة على الثقة بين الحكم والجماهير والإدارات واللاعبين. * يجب أن ترصد جوائز قيمة نهاية الموسم الرياضي للحكام تحفيزًا لأدائهم حتى يشعروا بالرضي النفسي وأنهم شريحة مهمة في الوسط الرياضي. * نتمنى أداءً مميزاً للحكام في هذا الموسم الرياضي.