يخوض الهلال اليوم مباراة مفصلية في ذهاب نصف نهائي دوري الابطال الافريقي عندما ينازل الترجي التونسي في لقاء غاية في الصعوبة يخوضه الهلال المكافح للفوز باللقب الافريقي ويجدد من خلاله محاولاته الدائمة للوصول الى منصة التتويج بعد ان عاندته البطولة في عامي 2007 و 2009 . ويلعب الهلال لقطع نصف المشوار او اكثر في مباراة الذهاب ووضع قدم ونصف القدم ونتمنى حقيقة ان يحسم لاعبو الهلال التأهل من موقعة امدرمان رغم ادراكنا بصعوبة المهمة التي تنتظرهم امام خصم عنيد يملك مقومات وحظوظا اوفر للظفر باللقب القاري بعد ان خسر نهائي العام الماضي امام مازيمبي .
الهلال اكمل تحضيراته في هدوء وابتعد عن الجماهير في الايام الاخيرة التي شهدت قيام التحضيرات في ملعب وزارة الخارجية بناءا على طلب الجهاز الفني الذي اراد رفع معدل التركيز لدى لاعبيه في ظل الضغط المتواصل الذي ظل يطارد الفريق بالفترة الاخيرة .
واذا تحدثنا عن الواقع اليوم نجد ان الفريق التونسي هو المرشح على الورق ولكننا ايضا نثق في قدرة لاعبي الهلال اذا ماظهروا بمستواهم المعروف في قلب الطاولة على بطل تونس وتحقيق النتيجة التي عجز عنها الفريق مرتين من قبل رغم انه كان الافضل فنيا على بقية منافسيه .
وستكون اي نتيجة فوز للهلال دون ان يستقبل مرماه هدفا ايجابية وافضل بكثير من الفوز بفارق هدفين مقابل دخول هدف في المرمى سيصعب كثيرا من المهمة على غرار ماحدث مع النجم الساحلي الذي فاز عليه الهلال في نصف نهائي 2007 بهدفين مقابل هدف وخسر معه في سوسة 1-3 ليغادر .
وهذا يعني ان المدرب ميشو مطالب اليوم بعمل تنظيم دفاعي على مستوى عالى وان يكون تركيز لاعبي الخط الخلفي جيدا لمنع اية محاولات من قبل مهاجمي الترجي في الوصول الى مرمى المعز .
اما الدور الاكبر فسيكون على وسط الهلال لان الصراع سيكون قويا في هذا الخط لان بطل تونس يملك افضل اللاعبين في الوسط ودائما مايرتكز عمل المدرب نبيل معلول في بناء الاستراتيجية من وسط الملعب سواء هجوما او دفاعا .
لانريد ان يكرر لاعبو الهلال ذات الاخطاء في المباريات الكبيرة ويندفعوا الى مرمى الفريق المنافس في الدقائق الاولى معتقدين ضرورة العمل على استغلال حالة الحماس وهدير الجماهير , لان فريقا في حجم الترجي للامانة لايخيفه اي جمهور وعلينا ان نركز في كيفية التفوق الفني عليه بارضية الملعب .
فما حدث امام مازيمبي في نصف نهائي 2009 كان تهورا من قبل الهلال ولاعبيه عندما اندفع الفريق للهجوم من البداية وترك مساحات كبيرة لمهاجمي مازيمبي الذين استغلوها احسن استغلال واسقطوا فريقنا بالخمسة .
نعم الحماس مطلوب ولكن ( الحكمة ) و الرؤية وتنفيذ طريقة اللعب المطلوبة بدقة هي الاهم في مثل هذه المباريات الكبيرة مع استغلال الحلول الفردية التي تبدو مهمة للغاية في ظل وجود لاعب بحجم الزيمبابوي ادوارد سادومبا الى جانب مدثر كاريكا صاحب اللمسة الاهم في هدف الفوز على الافريقي بمباراة الذهاب .
يملك الهلال الحلول الهجومية ولكن المشكلة الاساسية كانت في عدم وجود التنظيم الهجومي الذي يخدم الفريق رغم وجود رباعي مميز في المقدمة , وقل الهجوم ايضا بسبب ضعف اطراف الملعب التي كانت الهاجس الاكبر في المشوار الافريقي الحالي .
لن نذكر جماهير الهلال بدورها لانها اعتادت على اداء الواجب كاملا , ونتمنى ان يكون الفريق الازرق في يومه الليلة ليحقق النتيجة الاهم ويمنحنا الجواب قبل السفر الى اداء لقاء الاياب في رادس .