* كتبنا قبل أيام عن ضرورة الصبر على اللاعبين والمدرب وعدم الاستعجال في الحكم عليهم .. ومن حسن الصدف أن مباراة الأمس كان العنوان الأبرز فيها (الصبر) ومن حسن الحظ ان نتائج الصبر كانت إيجابية ومقنعة .. * منذ انطلاقة المباراة كان العنوان الواضح هو (الصبر) من الفريقين .. كانت الهجمات تُبنى بصبر غريب .. الكرة من الحارس للمدافعين للوسط للهجوم ثم تعود مرة أخرى للوسط للدفاع للحارس ! صبر زهج الجمهور لكن تصدقوا برضو طلع جمهور (العين) صبور !! شجع رغم عدم وجود هجمات حقيقية مكتفيا بالفرجة على الكرة الممرحلة والتمرير القصير .. عشر دقائق أولى كان الهلال يمتلك فيها زمام الأمور قبل أن يتحول الامر للفريق الاوزبكي الذي علمنا الصبر في الاحتفاظ بالكرة لاطول فترة ممكنة وعدم فقدانها بتمريرة طائشة او مراوغه غير مجدية .. قدم الفريق الاوزبكي درسا في الانتشار والتحرك بدون كرة كما أبدع حارسه في التمرير وكأنه لاعب وسط متميز ولكن للصبر حدود !! خطأ من الدفاع وتمريرة قصيرة للحارس والجزولي المشاكس يقطع ويتجه نحو المرمى الخالي ولكنه (يشفق) ويلعب الكرة لتمر جوار القائم ! أول حالة شفقة في المباراة هتف بعدها الجمهور (الشفقة تطير يا جزولي) ! * بعد ذلك اتجه الفريقان لحالة من السرعة في الأداء بعد ان انتهت فترة جس النبض او صبر المباراة بتهديفة الجزولي ليبدأ الفريق الاوزبكي في كشف قدرة الهلال على الصبر الدفاعي .. وللحقيقة فان الهلال كمجموعة كان يدافع بفكرة جيدة حيث كان الفريق كله يميل نحو اتجاه الكرة باسلوب ممنهج وجميل رغم الهنات البسيطة من بشه وسيدي بيه ثنائي الوسط الهجومي الذي كان أقل أداءً وصبراً ! بينما كان ثنائي الطرفين الأفضل في كل شيء خصوصا سيسي الذي قدم مباراة كاملة من افضل ما يكون ليذكرنا بسيسي الذي نحب .. دفاع متميز وبعقلانية .. مهارة وثقة بالنفس .. تمريرات دقيقة .. زيادة بحساب مع الهجمات وتراجع للدفاع بسرعة .. وفي الجانب الأيسر كان الاثيوبي ايضا في افضل مستوى له خصوصا في جانب الإستلام والتمرير وظهرت خبرته في الهدوء العالي بجانب إجادته للتمرير الطويل .. الأداء الدفاعي للهلال كمجموعة كان جيدا ولا نود أن نقول ان الثنائي مساوي واتير كانا الأسوأ في الناحية الدفاعية باعتبارهما قادة دفاع ولكننا نقول ان الهجوم الاوزبكي كان سريعا ومتنوعا وارهق هذا الثنائي على وجه التحديد مع تقديرنا الكامل لمجهودهما ولكن مساوي تباطأ بعض الشيء أمام المهاجم الاوزبكي سريع التفكير الذي دار بسرعة ووضع الكرة في الشباك هدفا جميلا ، ولكن عشم الجمهور في الهلال لم ينقطع وصبره لم يكمل ! خصوصا وان (الموضة) هذه الايام هي هزيمة الفريق الذي يتقدم بالهدف الاول .. تذكر الجمهور هدف الكويت الذي تحول لهزيمة رباعية وهدف قطر الذي تحول لهزيمة ثلاثية وهدفي باريس سان جيرمان الذي تعرض بعدهما لهزيمة قاسية .. انتظر الجمهور وشجع حتى انتهى الشوط الاول .. * لم يكمل صبر مدرب الهلال على (سيدي بيه) رغم ضعف اللياقة وأخطاء التمرير ولكن لياقة بشة (كملت) فنزل وليد علاء الدين الذي لم يعطِ الجمهور فرصة (صبر) للحكم عليه فمن أول لمسة انتزع إعجاب الجماهير ... فتح وليد جبهة يمنى مع كاريكا وسيسي جعلت الفريق الاوزبكي يفقد صبره ويتجه كله نحو هذه الناحية ليحمي مرماه فانفتحت جبهة أخرى في اليسار من الجزولي وبوتاكو قبل ان يكمل (صبر) المدرب على سيدي بيه ليشرك فيصل موسى ويصبح للهلال جبهتين جعلتا الفريق الاوزبكي مشتت تماما ! * تبديل جعل الهلال يتماسك في كل خطوطه ليصبر الشغيل على المجهود الكبير الذي يبذله ويجتهد نزار في إكمال المباراة وينال الجميع جزاء الصبر على الجزولي الذي أضاع عدداً من الأهداف ولكنه عوض بهدف وتمريرة رائعة لكاريكا أحرز منها هدف ، ولو لم نصبر على الجزولي لخرج في حالة نفسية سئيو بدلاً من خروجه كأحد نجوم المباراة .. وجزاء الصبر على الحارس مكسيم الذي لم يحسن التعامل مع عدد من الكرات في بداية المباراة ولكنه جاء وتألق في الدقائق الأخيرة ليعطي انطباعا بأنه حارس كبير ! * صبراً جعل كاريكا في نهاية المباراة ينجح في تمرير كرة سهلة ومريحة لفيصل موسى ليحرز منها هدفا بعد ان حاول كاريكا كثيرا وفشل .. نجاح بعد فشل ما كان له ان يكون لولا الصبر .. بما في ذلك صبر (كيبي) على الكنبة عسى ان يتعلم ان الخطأ يستلزم صبر الجلوس بعيدا عن المشاركة ! * انه الصبر مفتاح الفرج ..