* يردد المعلقون بشكل عام وفي قناة الجزيرة على وجه الخصوص بعض الجمل بصورة مكررة ومملة وأحياناً في غير مكانها ( هذه المباراة تلعب على جزئيات صغيرة .. الحسم يأتي بالضربات الثابتة .. من ينتصر في معركة الوسط ينتصر) * ولكن لو تحدث معلق المباراة اليوم عن كسب المباراة عن طريق معركة الوسط فإنه لن يكون قد ابتعد عن الحقيقة فهذه المنطقة هي أم المعارك أن جاز التعبير اليوم، حيث أنها تضم ألمع لاعبي الفريقين وأكثرهم قدرة على تغيير سير ونتيجة المباراة والسيطرة على هذه المنطقة تعني إلى حد كبير تفوق الفريق المسيطر، لأن كرة القدم علمتنا بأن الجنون يمكن أن يكون سيد الموقف حتى ولو تمت السيطرة على الوسط والدفاع والهجوم ! * يملك الهلال ثلاثي ارتكاز في غاية التميز من حيث الطول والقدرة على الأداء الدفاعي والخبرة العالية بالإضافة لإجادة الضربات الرأسية بجانب المهارة في التخلص عند الثنائي نيلسون ونزار وإجادة بناء الهجمات والتقدم بالكرة والذكاء عند التمرير خصوصاً عند نيلسون بينما يتميز نزار بالاختراق ويبقى الشغيل صاحب قدرات خاصة في استخلاص الكرة ومطاردة القادمين من وسط الملعب بجانب لمحاته أحياناً في خلق هجمات خطيرة .. ومع هذا الثلاثي فإن لاعب الوسط الرابع في الهلال يمكن أن يرجح الكفة تماماً ويمكن أن يجعلها متساوية ويمكن أن يعكس الآية لتكون الكفة لصالح الأهلي شندي .. فلو لعب بشه واستطاع أن يكسب مساحات بحركته الذكية ويخطف هدف فإن الهلال سيكون سيد الموقف ولكن إذا واصل في المستوى المتواضع الذي ظهر به منذ معسكر الفجيرة فسيكون الهلال في خطر في مواجهة وسط مدجج بأسلحة كثيرة .. وإذا شارك وليد علاء الدين وهو الأقرب للمشاركة ووضع بصمته الساحرة في هذا اللقاء الصعب فإن الأمر سينتقل من مجرد السيطرة على الوسط إلى ميلاد نجم كبير في الكرة السودانية، لأن الشكوك مازالت موجودة حول قدرة ابن علاء الدين على اللعب تحت الضغط في المباريات الصعبة والكبيرة خصوصاً خارج الأرض .. أما فيصل موسى وسيدي بيه أصحاب الأداء المتشابه فلا أحد يستطيع أن يتكهن بأداء اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة والذين يظهرون لفترات في المباراة ثم يختفون فربما .. وربما .. ولكن فيصل موسى صاحب دوافع أكثر وهو أصلاً أكثر جدية في الأداء من سيدي بيه والذي يتفوق على فيصل بالتهديف المفاجئ . * الهلال وكما ذكرنا سيعتمد على الثلاثي نزار ونيلسون والشغيل لضبط الإيقاع في هذه المنطقة في مواجهة رباعي يملك الخبرة أيضاً ويتفوق في التنوع في الأداء على الهلال فالأهلي شندي يعتمد على هيثم مصطفى في صناعة اللعب وهو لا يحتاج إلى تعريف .. ويعتمد على (عماري) نجم المنتخب الوطني في المباريات الأخيرة في الاختراق وسرعة التحول من الدفاع للهجوم والقدرة على اللعب في الجانبين الأيسر والأيمن .. وهناك مجاهد أحد أفضل لاعبي الارتكاز .. لاعب صاحب طاقة وله أسلوبه الخاص في الأداء بجانب الإثيوبي أديس صاحب التسديدات القوية والعقل الكروي الكبير .. هذه الرباعي يمثل مركز الثقل في الأهلي شندي وله من الخبرة ما يمكنه من مواجهة وسط الهلال بجانب الثقة العالية لهولاء النجوم حيث يلعبون بعيداً عن رهبة نجوم الهلال فهم أيضاً نجوم كبار .. * معركة الوسط ستكون أساس التفوق بما في ذلك الاستعانة بدكة البدلاء حيث يملك الأهلي شندي ورقة الموهوب محمد حسن المنتقل الموسم الماضي من هلال الفاشر بجانب خبرة حمودة وربما شارك محمد عوض في الوسط أيضاً وفي الهلال فهناك بشه الورقة الرابحة دوماً في الشوط الثاني وفيصل موسى وسيدي بيه كما ذكرنا. * بقية الخطوط أيضاً بها تشابه وأن كانت نسبة تفوق الهلال نظرياً أكبر خصوصاً في الهجوم فلياقة كلتشي لم تكتمل في مواجهة لاعب أصغر منه سناً وهو (كيبي) رغم أن لياقته أيضاً لم تصل للمستوى المطلوب وبالتأكيد فإن كاريكا يتفوق على محمد كوكو رغم التشابه في النشاط والحركة المستمرة .. وفي الطرف الأيسر فإن هناك تشابه بين نجم المنتخب السوداني فارس ونجم المنتخب الإثيوبي بوتاكو .. حيث يجيدان الحركة والتمرير ويتميز السوداني بالقدرة على المراوغة بينما يتميز الإثيوبي بالتمرير الجيد خصوصاً الطويل والتهديف من مسافات بعيدة وإجادة الضربات الثابتة .. وفي قلب الدفاع فإن سفاري يشبه مساوي في الخبرة والطول ولكن مساوي يتفوق عليه باللياقة البدنية والذهنية بينما يتشابه سعيد السعودي وأتير توماس في إجادة الضربات الرأسية والحماس وحتى الوقوع في الأخطاء ! وفي الجانب الأيمن اعتقد أن مهارة سيسيه أكبر من جلال الذي يعتمد على القوة واللياقة العالية. * ولن نقول إن الأهلي يتفوق بعاملي الأرض والجمهور فشندي أيضاً مدينة الهلال وجمهور الهلال موجود في كل بقاع السودان . * لست من أنصار من يتحدثون عن دوافع خاصة لهيثم مصطفى فاللاعب لم يتحدث عن الهلال بشئ منذ أن رفض المجلس إعادة قيده كما أنه يركز تماماً على الكرة ومن الواضح أنه يريد أن يبتعد عن أي مشاكل واعتقد أنه سيؤدي المباراة بعيداً عن أي ضغوط نفسية أما كلتشي فقد تجاوز حساسية اللعب ضد الهلال منذ أن ترك المريخ ويتحدث المقربون منه عن افتخاره بفترته مع الهلال أكثر من المريخ .. وحمودة لاعب خلوق وكذلك صدام الدروشاب . واعتقد أن نجوم الهلال السابقين في أهلي شندي كلهم يحبون الهلال ويحترمونه كما يحترمون الشعار الذي يدافعون عنه. * والمؤكد أن المباراة نظرياً وقبل أن تبدأ مباراة قمة بين فريقين يملكان أدوات الإبداع ويلعبان أمام جمهور متعطش .. وكما يقول المعلقون (نهائي مبكر) * ولا أحد يمكن أن يلومنا في دعواتنا.. * اللهم انصر الهلال اللهم آمين ..