* تبقت اربع وعشرون ساعة فقط على مباراة الإياب بين مريخ السودان وعزام التنزاني في جولة الحسم للتأهل للمرحلة القادمة لكلا الفريقين ، وأقتربت ساعة الحقيقة كثيراً في أن يكون الأحمر أو لايكون. * سال مداد كثيف وقيل الكثير في مختلف الوسائل الإعلامية وجميع المساحات المتاحة في وسائط التواصل الإجتماعي الكثيرة ، في أهمية دور الجمهور في المقابلة المهمة غداً ،وتم حشد غير مسبوق لحث الأنصار على التدافع لحضور المباراة من داخل القلعة الحمراء . * كل تلك الأشياء مقبولة ومتفق حولها ولا أحد ينكر دور الجمهور في التشجيع والمؤازرة وحث اللاعبين على القتال حتى الرمق الأخير، ولكن رمي الكرة في ملعب الجماهير بهذه الصورة الهستيرية يدعو للقلق إن حدث الأسوأ وهو خروج المريخ من البطولة نتيجة عدم تمكنه من تذليل فارق الهدفين التي خسرها بجولة الذهاب وهو أمر يبقى وارد الحدوث بدرجة كبيرة ،وهناك إحتمال ايضاً وهذا مانرجوه أن يعود الفريق من بعيد ويقلص الفارق ويعبر في نهاية المطاف للدور القادم. * هذان الإحتمالان لاثالث لهما في مباريات الذهاب والإياب في هذه المرحلة من البطولة إما خروج وإما عبور، وهذه هي حقيقة كرة القدم ويجب التسليم بها، فييقى اي شئ ممكن الحدوث في جولة مباراة الحسم غدا، لذا يجب أن يعي الجمهور الحاضر في المباراة من داخل الملعب ان يدرك دوره تماما وهو التشجيع فقط ولاشئ سواه وأن يترك الفلسفة والتنظير وأن يترك كل الأمور الفنية للمدرب وهو المسؤول وقتها، وأن يتجنب الأساليب الممنوعة من قبل الكاف باستخدام الألعاب النارية والشماريخ ، المؤازرة تكون باستخدام الدفوف وكل الأدوات التقليدية للتشجيع ،ويجب على الجمهور الكف عن العادة السيئة المتبعة لكل جماهير الرياضة بالسودان وهي التشجيع و«الكواريك» منذ الدخول لملعب اللقاء منذ الظهيرة وبعدها وعندما تحين مواعيد المباراة في الثامنة مساء يكون الوهن والتعب قد أخذ مبلغه من الأنصار والمحبين فتضعف الروح المعنوية للجميع وخصوصا ان نسق المباراة قد يعلو ويهبط وهنا تأتي حوبة الجمهور وحينها لايجد اللاعبون سوى صافرات الاستهجان والصفير والزعيق ،وخصوصا عندما لايأتي الهدف أويتأخر، وهو ماينعكس سلباً على مجمل أداء الفريق. * إذًا توزيع الجهد التشجيعي مهم ومطلوب للأنصار وهو أشبه بتوزيع اللياقة البدنية للاعبين على مدار الشوطين وهو أمر مهم يجب أن تفطن له روابط المشجعين وأمراء المدرجات، فهو كلمة السر للحسم، فلا داعي للقلق كلما مضت دقائق المباراة فالهدف كما هو معلوم يأتي في كسر من الثانية ويمكن أن يتأخر إلى الشوط الثاني أوفي خواتيم اللقاء كما حدث كثيراً في مباريات سابقة. * إذا دور مهم ينتظر الأنصار، ولكن الدور الأهم كما ذكرت سابقاً وأكررها اليوم هو دور اللاعبين ، فهي مباراة اللاعبين في المقام الأول،فبالعزيمة والإصرار يمكن قهر المستحيل والتركيز الكامل في اللقاء وعدم الالتفات لاي شئ يمكن أن يعكر صفوهم ، وخصوصا إستفزازات الفريق الخصم المنتظرة وهي شئ وارد حدوثه وطبيعي في هكذا مواجهات. * ويجب أن يتذكر اللاعبون أن الملايين في إنتظارهم لتحقيق الفوز وعبور التنزاني الطموح ،وسيتناسى الجميع كل عثرات الفريق المحلية والخارجية في المباراة ، وسيتذكر فقط الإنتصار والعبور وعندها تكون قد سجلت ضمن الملاحم البطولية التاريخية «ملحمة فاطيما من إفريقيا الوسطي، وكانون ياوندي والأهلي المصري وباماكو المالي وعشرات النماذج المشرفة لمريخ السودان في قهر الخصوم وجندلتهم الواحد تلو الآخر. * يجب أن يتناسى إداريو الفريق كل الخلافات السابقة ويبقوا على قلب رجل واحد ، فلا صوت يعلو فوق صوت الإنتصار والتأهل فالمهمة واحدة فقط والطريق لاتجاه وحيد ، فإن عبر الفريق وهو المأمول والمنتظر فالفرحة تجب ماقبلها ، وبعدها يمكن أن يتحاسب الجميع فالحساب ولد. * إذا المعركة معركة لاعبين في المقام الأول والأخير فالكرة في ملعبكم والحديث حديثكم، فاما أن تسعدوا الملايين أو تحرموهم البسمة في زمن عز فيه الفرح وتمدد فيه الحزن. آخر الأشياء * حرمان الآلاف من الجماهير داخل وخارج الوطن من مشاهدة المباراة عبر التلفاز قرار غير موفق لمجلس المريخ ،وربما يتسبب في كارثة لاتحمد عقباها رغم ثقتنا التامة في الجمهور المريخي العريض ، في عبور المباراة لبر الأمان أيا كانت نتيجة المباراة .