* ظاهرة تغيير المدربين اصبحت مثل الموضة ليس في السودان وحده بل في كثير من الدول العربية والخليجية فهي لا تخضع لاي حسابات منطقية فقد يكون السبب الأساسي هو مزاجية الإدارات التي تتحكم في هذه الاندية ومن حولهم من اعلاميين وسماسرة وغيرهم من اصحاب الاغراض الخاصة دون النظر للنتائج التي تترتب على ذلك * فكما يقال في علم التدريب ان المدرب يجب تقييمه بعد أن يقضي ثلاثة مواسم على الاقل مع فريقه فحينها يمكنه أن يتعرف على امكانيات لاعبيه اضافة الى أنه يستطيع أن يحدد الخلل ويأتي باللاعب الذي يستطيع أن يسد تلك الثغرة فأنديتنا لا تصبر على الاجهزة الفنية وتتعجل النتائج وتستجيب لغضب الجماهير او آراء بعض الاعلاميين والتي بلا شك هي انطباعية لاتستند على أية رؤية او علم وهذا مايكون له عواقبه على الاندية ويساهم في تذبذب وتراجع مستوياتها الفنية واذا عدنا الى الماضي القريب نجد ان الهلال قد مد حبل الصبر للبرازيلي هيرون ريكاردو وبعدها ظهر الفريق بمستواه الباهر في العام 2007 وحقق العديد من المفاجآت غير المتوقعة في ذلك العام . إنتقال هذا السرطان إلى الهلال * كان من اكثر الاندية استقرارآ فنيآ عكس غريمه المريخ الذي ظل على الدوام يأتي بمدرب جديد مع كل بداية موسم فيبدو أن الهلا ل قد تأثر بما يحدث في العرضة شمال ومايدور في اروقتها فانتقلت اليه هذه الظاهرة ففي الموسم الماضي اشرف عليه قرابة الستة مدربين ليخرج بعدها من بطولة ابطال افريقيا باخطاء غريبة ولو استقر على مدرب واحد لكانت النتائج افضل مما كانت عليه ولكن الخوف من الجماهير والاستماع لبعض الاصوات النشاز ساهم في تمددها وانتشارها بالصورة التي نراها هذا الموسم الذي لايختلف كثيرآ عن السابق فقد اتى مجلس الهلال بالمدرب البلجيكي باتريك الذي اختاره بين عشرات المدربين وذلك لرؤية اللجنة الفنية حسب ماجاء على لسان الكاردينال بأنه مدرب البطولات والساحر الذي يستطيع أن يجعل من هلال 2015 هلالآ يختلف شكلآ ومضمونآ وبدأ الكاردينال وكوراله التبشير بهذا الهلال الذي جعل الكل يتشوق الي رؤيته ليقر عينه بذلك المعشوق السرمدي والسؤال ماهي الاسس التي استندت عليها اللجنة الفنية لاختيار باتريك لقيادة الدفة الفنية للفرقة الزرقاء وهل من بينها معرفته * بطبيعة للاعب السوداني والخبرة في البطولات الافريقية والاندية المشاركة فيها وهل سبق له ان حقق أي من الالقاب في افريقيا ام علي ماذا استندت؟ . هل سيجد الكوكي نفس مصير باتريك ؟ * الكوكي بلاشك اسم له مكانته الفنية في الدوري التونسي والبطولات الافريقية ولايوجد خلاف على امكانياته الكبيرة بدليل اشرافه على اندية كبيرة مثل الصفاقصي والافريقي التونسيين ولكن الكوكي ايضآ ليس بساحر يمكنه أن يغير حال الهلال مابين يوم وليلة فيحتاج الي الصبر حتي وان أخفق في البدايات فهذا أمر طبيعي يحدث لكل من يمر بتجربة جديدة فاللاعب السوداني يختلف عن التونسي وعن الافارقة فالتعرف على نفسيته يجعلك أن تستخرج منه كل مايملك من امكانيات فنية فمن هذه الناحية قد يتفوق حتى على المحترفين الأجانب لذلك يجب أن نصبر على المدرب التونسي ليتعرف اولا على الفريق ويحدد النواقص التي يجب أن تكمل في التسجيلات الصيفية المقبلة وتفعيل المتاح من اللاعبين لتحقيق الاهداف التي من بينها الوصول الى دور المجموعات والاستمرار في البطولة الافريقية . النقر نجح في المهمة * نجح المدرب القدير الفاتح النقر في المهمة الطارئة التي اوكلت له من قبل مجلس الادارة بعد إقالة البلجيكي باتريك او سيموس واستطاع أن يعيد الروح للفريق بدليل تحقيقه لنتائج مميزة حتى الآن بفضل الانسجام الكبير بين المدرب ومعاونيه وقد فاز في ذهاب الابطال على بطل ملاوي برباعية وهي افضل نتيجة حققها الفريق في الآونه الأخيرة * الشئ الذي يجعله يذهب لمباراة الاياب بعد أن حسم امر الصعود من هنا وكان على الادارة أن تصبر عليه حتى نهاية الموسم فالمدرب الجديد سيكون له سياسياته التي يريد ان يعمل بها ومن ضمنها خطة اللعب واختياراته لبعض اللاعبين التي قد تؤثر على مستوي الفريق فبكل تأكيد أن النقر لم يلعب بخطة باتريك والكوكي ايضآ لن يلعب بخطة النقر وهذا مايجعل بعض اللاعبين غير ثابتين على مستوياتهم المعروفة سواء بجلوسهم على الكنبة او تبديل خاناتهم . الأندية الكبيرة مستقرة فنيآ ولاتبحث عن وجوه جديدة * أهم ملامح البطل الشخصية القوية وهي لاتأتي الا بالثبات فلذلك نجد أن أندية مثل مانشستر يونايتد كان معتمدآ علي فيرجسون قرابة ال26 عامآ الى أن قرر السير الاعتزال عن التدريب والآن ارسنال يعتمد علي فيرجسون من 97 وحتى الآن فبكل تأكيد الاستقرار الفني يخلق فريق البطولات فيصبح له اسلوب يميزه عن غيره * من الاندية الاخرى فالاهلي المصري لم يحقق البطولات التي هي الآن في خزانته الا بعد أن وفر لمانويل جوزيه كل المعينات والامكانيات المادية و البشرية التي حقق بها كل هذه الانجازات غير المسبوقة وتوجته بطلآ للقرن الافريقي .