{ توالت الهزائم علي الاندية السودانية والمنتخبات واخرها الهزيمة التي تعرض لها صقور الجديان امام المنتخب الغاني لتؤكد هذه الهزائم بما لا يدع مجالا للشك بان الطريقة الحالية التي ندير بها كرتنا السودانية في مجال الاندية والمنتخبات لن تحقق البطولات ولن توصلنا الي منافسة الدول الافريقية والاغرب والشيء المدهش ان المنتخب الوطني خسر من نظيره الغاني بنفس الطريقة التي خسر بها الهلال امام الترجي فالاهداف جاءت في الشوط الاول وضغط الهلال في الشوط الثاني ولهث لاعبوه لادراك التعادل امام الترجي بطريقة عشوائية وحماس زائد وتهديفات طائشة وكان الترجي هادئا فقد نفذ لاعبوه فكرهم الاحترافي بصرامة ولم يبذلوا اي مجهود فقد حققوا هدفهم المنشود في الشوط الاول واعتمدوا بعد ذلك علي المرتدات التي شكلت خطورة كبيرة علي مرمي الهلال فالمعز محجوب صد العديد من الكرات الخطيرة في الشوط الثاني وشاهد الجميع بان مهاجم الترجي الكاميروني قد اضاع عدة اهداف مضمونة وتكرر نفس السيناريو في مباراة المنتخب الوطني الاول ضد نظيره الغاني فبنفس المنطق ونفس التكتيكات حقق الغاني هدفه واحرز مرتين في شباك منتخبنا وفي الشوط الثاني ظهرت ايضا ملامح السيطرة لنجوم منتخبنا وقادوا عدة هجمات علي مرمي الغاني الذي نجح في نصب مصيدة التسلل لهجوم منتخبنا وبنفس الفكر الاحترافي ايضا قام نجوم المنتخب الغاني بالاعتماد علي المرتدات التي ايضا كادت ان تصيب مرمي منتخبنا فلاعبينا لا زالوا يجرون بالكرة ويتوغلون ويحضرون اكثر من اللازم بل البعض منهم استمرا المراوغة التي اصبحت في كرة القدم الحديثة في عالم النسيان فالكرة اصبحت سريعة باص وخانة ولامجال لاي تعقيدات في هذا الشان نعم انهزمنا لان اسلوبنا لا يتماشي مع الكرة الحديثة فكرتنا لا زالت بطيئة ولا زال التفكير لدي لاعبينا عدم تقيده بالخطة الموضوعة ان كانت هنالك خطة ولكن اعتقد بان مازدا مدرب كبير ويعرف كيفية وضع الخطط والتكتيكات ولكن السؤال المطروح هل اللاعب السوداني ضعيف الاستيعاب وهل تركيبة اللاعب السوداني الذي لم يتدرج في المراحل السنية المختلفة صنعت من ذاك اللاعب الذي يلعب لصالح نفسه اولا واستجداء الجماهير ثانيا قد يقول قائل بان غانا تتفوق علينا بالمحترفين بالاندية الاوروبية هذا صحيح ولكن هل هزمنا المحترفين الذين كانوا يحافظون علي اقدامهم اكثر من اللازم فهم يتفادون الاحتكاك مع لاعبينا خوفا من الاصابات انهزم نجوم منتخبنا الوطني بسبب كرتنا البطيئة وعدم تقيد اللاعبين بالخطة الموضوعة فلا زالت طريقة تطبيق لاعبنا للخطة غير واضحة وقد يقول البعض بان الشحن الزائد لنجوم منتخبنا الوطني كان ايضا من الاسباب القوية التي ادت لهذه الهزيمة. ان الكرة السودانية يجب ان يكون لها اسلوبها بدلا من ترديد الاقوال الفطيرة بان اللاعب السوداني موهوب بطبعه وهذا حديث غريب فلماذا لم يتم تطوير هذه الموهبة ولماذا نظل دائما نلوك هذا الحديث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع نعم يا سادتي اللاعب السوداني موهوب بالفطرة ولكن هل الفطرة وحدها تكفي ان المواهب والحماس الدافعة وحدها لا تكفي ولا يمكن ان تظل انديتنا ومنتخباتنا تخرج صفر اليدين من المنافسات القارية وظل هذا المشهد يتكرر بصورة متواصلة ولم تصل الي اين يكمن الداء حتي الان فكيف تصل الي الداء ونحن لم نصل حتي الان لمرحلة التشخيص والصحفي فالطبيب يداوي مريضه ويعرف اسباب مرضه بعد الخضوع لفحوصات طبية متكاملة وعلي هذا الاساس يمكن ان نقيس ان تطور اي منشاة يحتاج لفهم اداري وخطط عمل ورؤية واضحة ومسارات محددة. { فاذا اردنا ان نصل لما وصلت اليه بعض الدول الافريقية التي نالت استقلالها بعدنا يمكن ان نعرف كيف وصلت لهذه المرحلة فهي قد اهتمت بالبنيات الاساسية الرياضية واهتمت بالبراعم والناشئين والشباب وتعاقدت مع مدربين كبار لتولي هذه المهمة ففي معظم دول غرب افريقيا نجد ان بكل ناد مدرسة وهذه المدرسة مهمتها تفريخ اللاعبين لكي يكونوا دعما للنادي وظلت هذه الدول تطبق هذه المفاهيم واصبحت تصدر اللاعبين ومن هنا نبع الفكرالاحترافي وتحفز اللاعبين الوطنيين لنيل فرصة الاحتراف في اوروبا فقدموا عصارة جهدهم لانديتهم المحلية وكان النجاح المتوقع وكانت البطولات. { ان التطور المنشود لكرتنا السودانيةبين ايادينا ولكننا بثقافتنا التي لا نقبل المبادرات ولا نؤمن بالجديد سنظل ندور في حلقة مفرغة خاصة اننا لانهتم بخبرائنا الوطنيين الذين لديهم الكثير من الافكار لتطور الكرة ولا داعي لذكر الاسماء ولكن نقولها صريحة ان طريقة البطولات لن يمر عبر هذا الاداء الارتجالي من جانب انديتنا والتنافس المحلي وتبادل الزعامة والوصافة بين حسن وحسين فالطريق العلمي هو الذي يوصلنا الي بر الامان فالنداء مرفوع لقادة الاتحاد السوداني لكرة القدم لوضع الخطط الكفيلة بتطور الكرة ولا نعتقد ان مهمة الاتحاد السوداني هي برمجة الممتاز ولجنة المنافسات ولجنة اللاعبين غير الهواة ولجنة اللاعبين الهواة فهذه اعمال ادارية ليس من بينها التخطيط لانه الاهم فهل من مجيب. اخر الاشتات: { تعجبني رائعة الشاعر الراحل عوض جبريل غناء كمال ترباس : طبيعة الدنيا زي الموج تشيل وتودي ماتهتموا للايام ظروف بتعدي مصيرو الزول حياتو ياما فيها يشوف وفي دنيانا بنلاقي الفرح والخوف