أنهى الهلال النصف الأول من دوري سوداني الممتاز عند أعلى سقف من النقاط "30" متساويا كتفا بكتف مع غريمه المريخ، بعيدا عن جدلية الأهداف، التي لن تصمد كثيرا مع اللفة الطويلة للدورة الثانية، من واقع أن البطولة تحسم بالمواجهات المباشرة وليس بفارق الأهداف، وتعتبر النقاط التي حصل عليها الأزرق منطقية بعيدا من واقع من الظروف التي مر بها الفريق في خلال الأربعة عشر مباراة التي خاضها في النصف الأول. حصول الهلال على هذه النقاط، يدخل في قائمة الانجاز، بعد الإصابات التي ضربت الفريق منذ انطلاقة برنامج الإعداد بمعسكر الفجيرة، التي أنسحب في بدايتها أكثر من لاعب من التدريبات بعامل الأصابة، وكانت هذه الإصابة هي قاصمة الظهر، حيث فقد الفريق أثنين من ثلاثة من مدافعيه (عبداللطيف بوي، معاوية فداسي والمالي كانوتيه) بالاصابة لشهور طويلة، وأنضم اليهم المهاجمون محمد عبدالرحمن والبوركيني بوبكر كيبي، إلا أن الإصابة التي يعاني منها الغاني نيلسون لازيغلا كانت لغزا محيرا وتركت أكثر من علامات إستفهام بعد البداية القوية له مع الفريق، وقد وضعت هذه الاصابات الجهاز الفني أمام سياسة الأمر الواقع، مما جعل الفريق يظهر بصورة مهزوزة زادت من قلق مشجعيه عليه. 1 رغم المردود المتباين الذي قدمه الأزرق في معظم مباريات النصف الأول الا أن حصاده كان جيدا، بل هو الفريق الوحيد الذي لم يتذوق طعم الخسارة على الإطلاق بعد أن فاز في 8 مباريات وتعادل ست مرات كرقم قياسي جديد، في تاريخ الفريق في مسابقة دوري سوداني الممتاز، وكان هو العزاء الوحيد للأنصار الذين يرون (ليس في الإمكان أفضل مما كان) من واقع الظروف التي مر بها الفريق، وجعلته يفقد 12 نقطة في النصف الأول وهذا رقم جديد في تاريخ الهلال مع الممتاز. 2 يتزعم محمد احمد بشة لاعب وسط الفريق صدارة هدافي الفريق في الدوري برصيد 6 أهداف، في دليل واضح على ضعف هجوم الهلال الذي دخل عناصره الأربعة في دوامة الصيام، واكتفوا بخمسة أهداف فقط، من أصل 17 هدفا سجلها الفريق في النصف الأول، حيث سجل صلاح الجزولي هدفين وأكتفي كل من مدثر كاريكا ومحمد عبدالرحمن وبوبكر كيبي، مما يضع رباعي خط الهجوم تحت طائلة المساءلة لمعرفة أسباب إخفاقهم، بعد أن ناب عنهم الآخرون في قيادة الفريق إلى الفوز في معظم المباريات. 3 أشرف ثلاثة مدربين على قيادة الفريق في النصف الأول من الموسم، حيث كانت البداية بالبلجيكي باتريك اوسميس الذي تفاءل به جمهور الهلال كثيرا، قبل أن يغير رأيه فيه بسبب نتائج الفريق المتواضعة حيث حقق الفوز في مباراتين من أصل خمسة وتعادل في ثلاث مباريات، ليجد المجلس نفسه مجبرا على إقالته وكلف أبن النادي الكابتن الفاتح النقر الذي قاد الفريق للفوز في ثلاث مباريات ومن ثم سلم المهمة إلى التونسي نبيل الكوكي ليكمل النصف الأول مع الفريق في الست مباريات المتبقية، وقاد الأزرق للفوز في ثلاث مباريات وتعادل في ثلاث مباريات ومن المصادفات الغريبة أن الفرق الثلاثة التي تعادل أمامها الهلال تحت قيادة الكوكي تحمل أسم المريخ (مريخ كوستي، مريخ الفاشر والمريخ العاصمي)، وبرغم هذا التغيير المستمر في دفة التدريب فقد حافظ الأزرق على وضعيته كفريق بطل في البطولة الأولى بالسودان. 4 أثبت التونسي نبيل الكوكي المدير الفني للهلال، أنه مدرب صاحب شخصية قوية لا يقبل التدخل في عمله، فارضا سياسة الانضباط على الجميع وذلك بعد أن تمسك بقرار إبعاده للمهاجم البوركيني بوبكر كيبي قبل مباراة القمة الأخيرة وحرمه من التدريب مع الفريق في الحصة الرئيسية للمباراة ، برغم من التدخلات الإدارية، التي كانت ترى أن وجود كيبي أمرا مهما في المباراة فكان رد الكوكي ( الإنضباط يسود على الجميع). 5 يرى الفنيون أن بقاء الهلال في الصدارة برغم الظروف التي مر بها في النصف الأول من الموسم يرجع إلى الحارس الكاميروني لويك ماكسيم الذي قدم مباريات كبيرة، ويكفي أن خمس مباريات للفريق أنتهت بالتعادل السلبي ، كما أن شباكه اهتزت مرتين فقط، مما منح صك الجودة واشادات الفنيين والنقاد والجماهير، بل توج نفسه كأفضل حارس في النصف الأول من الموسم ومن أفضل المحترفين الأجانب بدوري سوداني الممتاز.