* إذا كان الفنيون يعتبرون أن الهلال قد أصاب بمواجهة النجم والملعب في تجربتيه الوديتين خلال معسكر تونس الحالي فإن ودية اليوم هي الصواب بعينه. * على كل هلالي أن يحمد الله كثيراً على هذه التجربة الودية التي يخوضها الفريق اليوم مع المنتخب الأولمبي التونسي في سبيل إعداده لنصف الموسم المحلي ودوري المجموعتين، من أبطال أفريقيا. * نجاح المعسكرات الإعدادية يقاس دائماً بقيمة المباريات الودية التي يخوضها الفريق وقيمة الفرق التي يواجهها من ناحية القوة والخبرة. * مباراة الهلال الأولى كانت مع الفريق الرديف للنجم الساحلي التونسي وكانت تجربة قوية لأن رديف النجم لا يقل مستوًى عن الفريق الأول، بل أن هناك عشرة لاعبين منهم يشاركون مع الفريق على المستوى الأفريقي وليس المحلي. * وبعيداً عن محاولة تقليل أصحاب النظرة الضيقة عن التجربة ولكن الجهاز الفني استفاد منها وهو يمنح 19 لاعباً فرصة المشاركة في المباراة. * ونفس العدد شارك أمس الأول في ودية الملعب التي كانت أقوى من ودية النجم من واقع اعتماد الجهاز الفني للملعب على اللاعبين الأساسيين مع منح الفرصة للاعبين الشباب. * والكوكي لم يهتم كثيراً بنتيجة المباراة، بل كل تركيزه كان على الفائدة الفنية والبدنية التي سيخرج بها من المباراة ويكفي أنه اعتمد في الشوط الأول على اللاعبين الشباب. * لم يخب الشباب ظنه وكان في الموعد ونجحوا في إنهاء شوطهم بهدف وهو الهدف الذي انتهت عليه المباراة وفي النهاية استفاد الفريق بدنياً وفنياً ومعنوياً. * تجربة اليوم تختلف تماماً عن مباراتي النجم والملعب لأن المنتخب التونسي الذي شاهدناه أمام منتخبنا الأولمبي في الأبيض، سيقدم تجربة حقيقية للهلال. * سيقف الكوكي اليوم على المستوى الذي وصل له فريقه من ناحية الإعداد البدني والفني ومدى انسجام اللاعبين من واقع قوة المباراة. * معاناة الهلال اليوم واردة بنسبة 100% لأن المنتخب الأولمبي التونسي يضم في صفوفه أفضل اللاعبين بالدوري التونسي إلى جانب المحترفين في الدوريات الأوروبية. * مثل هذه المباريات القوية مطلوبة وبشدة في فترة الإعداد حتى يعرف الجهاز الفني أين وصل فريقه من الجاهزية كما تكشف له العيوب التكتيكية لمعالجتها قبل الدخول في اللعب التونسي. * سيقدم الأولمبي التونسي خدمة لا تقدر بثمن لمدرب الهلال اليوم، لأن هذا المنتخب مرشح إلى أولمبياد ريو 2016 من واقع مستواه العالي ونجومية لاعبيه. * والكوكي كان موفقا وذكياً وهو ينتزع موافقة زميله ماهر الكنزاري بأداء مباراة اليوم التي يريدها أي مدرب من أجل إعداد فريقه وتجهيزه بالصورة التي تجعله مطمئناً قبل الدخول في المعارك الأفريقية. * وظل إعداد النصف الثاني من الموسم يمثل علامة فارقة في نتائج الهلال وأن كل النتائج اللافتة التي حققها الفريق في السنوات الماضية وراءها الإعداد الجيد للنصف الثاني من الموسم. * حتى إذا لم يلعب الهلال أي مباراة ودية رابعة بعد اليوم فإن تجربة الأولمبي التونسي ستكفيه وتجعل الجهاز الفني يقف على الأخطاء لمعالجتها. * أعرف تماماً أن الكوكي ينظر إلى مباراة مازيمبي الكونغولي لذلك يركز على تجهيز لاعبيه بالصورة التي تجعله يختار أفضل تشكيلة لمباراة لوممباشي. * ومعالم تشكيلة الكوكي ستظهر اليوم، خاصة بعد أن اعتمد على الشباب ولاعبي الصف الثاني في ودية الملعب وقبل التشكيلة سنعرف أيضاً الطريقة التي سيلعب بها الكوكي. * المدرسة التونسية قريبة من الأوروبية وتعتمد على طريقة (4/3/3) ولكن ربما يكون للكوكي رأي آخر. * بعيداً عن طريقة اللعب فأنا متفائل جداً بودية المنتخب الأولمبي التونسي التي ستمنح الكوكي ما يبحث عنه. * ونجاح معسكر سوسة ملامحه بانت من خلال المردود الجيد للاعبين في التدريبات والمباريات الودية. * وبعد مباراة اليوم سنقول بالصوت العالي إن معسكر الهلال ناجح ونص وخمسة. * وفي الختام يبقى الهلال الكل في الكل وما دونه مجرد ضل!.