قفزة كبيرة حققها الأهلي مدني- سيد الأتيام- في الدوري الممتاز للموسم الحالي خلال القسم الثاني، قفزت به إلى وسط الترتيب وتحديداً إلى المركز السابع برصيد 25 نقطة، بعد أن كان يقبع في مؤخرة الترتيب خلال القسم الأول، وخشي الجميع أن يفقد مقعده في الدوري الممتاز بنهاية الموسم الحالي ويعود أدراجه إلى الدرجة الثانية كما حدث له أكثر من مرة، وهو الذي يعتبر من مؤسسي هذه الدرجة، كما أن هبوطه كان يعني ببساطة غياب كامل لولاية الجزيرة عن هذه المنافسة، بعد توالي هبوط جزيرة الفيل والاتحاد والنيل الحصاحيصا عنها خلال السنوات الماضية، ومن قبلهم الهلال والاتحاد الحصاحيصا، والعصمة الكاملين، وهو ما يمكن اعتباره كارثة لأن الولاية تمتلك من الامكانيات ما يؤهلها ليكون لديها الفرق التي تنافس بقوة في البطولة الأكبر على مستوى السودان. نجح الأهلي وبإمكانيات مالية متواضعة، في الحصول على هذه المكانة بفضل الجهد الكبير لأبنائه المخلصين في مجلس الإدارة وفي الجهاز الفني، وبتضحيات كبيرة من لاعبيه الذي قدروا المسؤولية وبذلوا الجهد الكبير خاصة في آخر 5 مباريات، والتي أظهروا خلالها قدرات عالية تؤكد بأنهم ما زالوا يمتلكون الأفضل. ظل مجلس إدارة النادي الأهلي بقيادة الأستاذ بدر الدين عوض الله يشكو مر الشكوى من ضيق ذات اليد ، وقلة الامكانيات المتوفرة، وهو ما جعل الجميع يضعون أياديهم في قلوبهم خوفاً على سيد الأتيام من الهبوط، لأن المال أصبح هو المسيّر الوحيد لكرة القدم في كل العالم وليس السودان فقط، وعندما يضطر مجلس إدارة نادي إلى التسول، والإلحاح في طلب المال من أجل تسيير الضروريات في معسكرات الفريق، وتلبية متطلبات اللاعبين والجهاز الفني، فمؤكد أنه هذا سيكون هو الخطوة الأولى نحو الانزلاق الى درجة أقل، ولكن رغم كل شئ فالأهلي يسير بصورة جيدة، وبخطوات ثابتة، مع جهد المقل الذي يجده مجلس الإدارة من دعم، مؤكد أنه لو وجد أكثر منه لكان وضع الفريق أفضل. من بين الدعومات التي حصل عليها الأهلي مؤخراً ما جادت به رابطة أبناء مدني في قطر بقيادة الأخ هيثم عبد العال ساتي، والذين زاروا النادي وقدموا معدات رياضية قيمة للفريق تمثلت في طقمين للمباريات بالإضافة إلى عدد كبير من الأحذية وملابس لحراس المرمى ، وهو الأمر الذي أوجد السرور عند أعضاء مجلس الإدارة والجهاز الفني للفريق، وشهدت الجلسة التي جمعت بين إدارة النادي وأعضاء الرابطة نقاشاً واسعاً حول متطلبات المرحلة المقبلة، ويتوقع أن يكون هناك دعم مقدر من الرابطة خلال الفترة المقبلة للأهلي، كامتداد للدعم الكبير الذي ظلت تقدمه الرابطة في الكثير من المناسبات مثل "حقيبة الصائم" و"فرحة العيد" والتي تشرف عليها جمعية منتديات ود مدني. ما قدمته رابطة أبناء مدني في الدوحة يجب أن يكون انطلاقاً لفكرة قيام روابط أبناء المدينة ومحبي سيد الأتيام في دول الشتات ببذل المال من أجل هذا النادي العريق، والذي كانت له صولات وجولات طيلة تاريخه، وهو الذي قدم الكثير من النجوم للكرة السودانية، ونثق بأنه بقليل من الدعم سيعود كما كان في مثلث أفضل الفرق السودانية