أسدل الستار على حركة تنقلات وتسجيلات اللاعبين الرئيسة (الميركاتو الشتوي) مساء أمس الأول بمباني أكاديمية تقانة كرة القدم بالخرطوم 2.. وتعتبر حركة وتنقلات وتسجيلات اللاعبين موسم تجاري لكل من اللاعبين والوكلاء والسماسرة لكسب الأموال .. الكثير من رؤساء الأندية والمدربين يعتبرونها معركة خاصة بهم باعتبار أنهم أكثر تمرساً في رصد اللاعبين وإقناعهم على ارتداء شعار الأندية المنتمون إليها بحنكتهم الإدارية.. ويعيش من خلالها اللاعب مطلق السراح حالة من القلق والتوتر على مستقبله الكروي.. ويصيب القلق والتوتر اللاعبين أصحاب القدرات المتواضعة إلى جانب فاقدي الثقة في إمكاناتهم الكروية وإمكاناتهم الفنية رغم امتيازهم بمهاراتهم إلا أن الثقة مفقودة ليلجأون للكثير من السماسرة لعرض إمكاناته الفنية على الأندية وكثير من اللاعبين يستغلون العلاقة والصداقة التي تجمعهم بالمدربين خاصة وأن المدرب هو من يحدد عدد اللاعبين الذين سيحتاج لهم في فريقه بالإضافة للخانات التي يحتاجها ، وذلك لإقناعهم بتسجيلهم بكشوفات الفريق .. هناك لاعبين يستغلون الضعف المهني للقليل من الصحفيين الذين تجمعهم بهم علاقة صداقة باعتبار أن الصحفيين تجمعهم علاقات وطيدة بإداريي الأندية لعرض خدماتهم خاصة أن هناك إداريين يستشيرون بعض من يطلق عليهم صحفيون في عملية الإحلال والإبدال بالإضافة إلى استشاراتهم في تسجيل اللاعبين الذين يتم رصدهم.. وبمثلما للاعبين طريقاً يسلكونه من أجل قيدهم وبمبالغ يرصدونها ويرونها جيدة ..فللإداريين أيضاً طريقاً آخر يسلكونه تجاه مفاوضتهم وتسجيلهم للاعبين وبالمبالغ التي يخصصونها لهم.. وذلك من خلال التماطل في توجيه المدربين لإجراء الاختبارات الفنية لدى اللاعب الذي طلبوا خدماته للانضمام للفريق.. بالإضافة إلى حبسه داخل غرفة تسجيلات اللاعبين لفترة طويلة دون التوصل معه إلى اتفاق وإرجائه للساعات الأخيرة التي تسبق قفل باب التسجيلات مما يجبر اللاعب بالوصول إلى اتفاق سريع وبمبلغ متواضع رصدته له الإدارة حتى يلحق بركب التسجيلات وفي غالب الأحيان يوقع اللاعب على ورقة الانضمام للنادي بالمجان..وفي حال تسجيل لاعب أثار ضجة بالدوري ، وكان حديث الناس ، تقوم إدارات الأندية بمفاوضات اللاعب بطريقة يشوبها الكرم .. تتم على طاولة وجبة طعام دسمة سواءً كانت (فطور أو عشاء) وذلك من أجل إحراجه بكرمهم وإقناعه بأن النادي لا يعاني من أزمة مالية بتقديمهم تلك الوجبة الدسمة.. المسؤول عن تفاوض اللاعبين بالنادي يطلق عليه رجل المهام الصعبة أو الرجل المحنك والذي يقوم بدوره باستئجار عربة .... إلى جانب العديد من أجهزة التلفونات الحديثة ذات التقنية العالية ليتم استخراجها من جيبه أثناء لحظة المفاوضات أمام اللاعب الذي ينخدع بأن الإداري لا يعاني من أزمة مالية وتتم المفاوضات على عسل الكلام و«الطبطبة» دون التوصل لقيمة العقد الذي سيوقع عليه اللاعب للفريق المنضم إليه، وهذا الطريق تسلكه الأندية التي تعاني من شح المال والدعم ..كلها وغيرها من ظواهر وأساليب تستخدم في فترة وحركة تنقلات وتسجيلات اللاعبين ، هذا السيستم أصبح مألوفاً للكثير من اللاعبين والإداريين إلى جانب المدربين والسماسرة.. طريقة المفاوضات في الأندية السودانية لا تتم بمهنية وحنكة إدارية عالية باعتبار أن المهنية تعتمد على المصداقية سواءً كانت من قبل المفوض أو المفاوض.. بل تتم بعفوية زائدة عن حدها برغم أن الخدعة بائنة لكل الأطراف لتأتي نهاية العقد بشكاوي وبكاء ونواح.