• اليوم يضع العام 2015 آخر سطوره ويسلم الراية لما بعده، عام مضى والرياضة السودانية يعيث فيها المخربون فساداً أرهق كاهلها "المافي" وكأنها الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة ونحن نشاهد منخبنا الوطني يتخبط من سوء الإدارة والشح القاتل ولكأننا نتذكر أحد الخطوط الرئيسة لصحيفة اجتماعية جاء فيها "رفض أن يدفع جنيهين للعلاج ومات وفي حجرته كنز من التسول"، ولعله معبر بما يكفي عن الحال المائل والماثل..!! • هذا على صعيد المنتخب الوطني، الذي من المفترض أن يهمنا جميعاً، ولكن لا حياة لمن تنادي، أما على مستوى الأزرق العاتي فقد قدم الهلال موسماً جيداً بكل المقاييس، ويكفيه فخراً أنه البطل المتوج لبطولتي الدوري والكأس رغماً عن جمعية "ناس محمد سيد أحمد" العمومية التي خالفت كل شيء حتى القوانين المنظمة لتهدي المريخ لقبين لا يستحقهما، لذلك كانت فرحتهم بهما باهتة مثل فرحتهم باستعادة شيبوب عبر عملية الذراع الطويل..!! • قدم الهلال في الدوري الممتاز موسماً مميزاً بلا شك، ولم يتقبل الخسارة في مشواره، وكذلك في كأس السودان، لذلك فهو قد استحق أن يكون في المكان الذي يعرفه الجميع بطلاً بلا منازع لكل البطولات المطروحة محلياً..!! • أما على الصعيد الأفريقي فحدث كما تشاء، فالموج الأزرق واصل مده كالعادة منذ البدايات أمام كي إم كي إم الزنزباري وتجاوزه ومن يليه واحداً تلو الآخر، حتى وصل إلى دور المجموعات، ولم يكن ذلك "لحدي الحتة دي" خبراً بالنسبة للأهلة، فالثابت هو وجود الهلال في المجموعات دائماً...!! • سقف طموحات الأهلة لم يعد في الوصول إلى المجموعات فقط، ولكنه يتجاوز ذلك إلى الدور نصف النهائي ومن ثم التفكير في اللقب، ولعل الإدارة الهلالية في موسم 2015 خططت للوصول إلى هذا اللقب، ولكن لم يكن شيئاً يقف أمام هذا الطموح إلا عدم التوفيق الذي صاحب المراحل الأخيرة من البطولة والذي أبعد الهلال من النهائي..!! • الإدارة اجتهدت جداً خلال الموسم الماضي، وعملت كل ما في وسعها لتحقق حلم الهلال في البطولة، ولكن الظروف التي صاحبت المرحلة حينذاك كانت كلها تقف ضد الوصول، وأطاحت الأزرق أمام أضعف الخصوم لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ولكنه ليس تقصيراً من أحد، ولعلنا نطمح في موسم جديد بلا عوائق أو ظروف..!! • والأزرق الآن يخطط لموسم 2016 وفي خاطره تجربة الموسم الماضي، ولعلنا نعشم في أن لا يترك الأزرق شاردة ولا واردة من الموسم المنصرم لتكون زاداً للتجربة الجديدة، ولتجاوز سلبيات ما مضى ودعم الإيجابيات في المرحلة المقبلة لأن التخطيط يعتبر عنصراً أساسياً للوصول ويمكن له أن يذلل الطريق مهما كانت صعوباته ومهما كان حجم القواسي فيه لذلك نعول كثيراً على الموسم المقبل..!! • الهلال الآن يشهد أكبر حالة التفاف حول الكيان، بعد المواقف الصلبة والصامدة لإدارته ، وفي ظل الإنجازات الكبيرة المتسارعة على كافة الأصعدة بدءًا من الاستقرار الفني الذي يشهده الفريق ، مروراً بالتسجيلات النوعية، والمعسكر المبكر، وانتهاءً بهذه الجماهير التي آمنت بكل القضايا، وتركت الاختلافات خلفها لتلتف حول الكيان الذي يسع الجميع..!! • نتوقع موسماً أزرقاً متميزاَ لأن كل عوامل النجاح متوفرة، ونتوقعه أزرقاً لأن الهلال نادي متصالح مع نفسه، لم يظلم أحداً ولم يتجن على أحد، ولم يعتدي بالباطل على جهود الآخرين، نادي بكل هذه الصفات يستحق أن يكون كبير البلد، وأن يسطر اسمه في موسم 2016 غصباً للظروف والحال الحرن..!! • الهلال كبير بجماهيره وشعبه..!! • وداعاً 2015.. مرحباً 2016..!! • أقم صلاتك تستقم حياتك..!! • صلّ قبل أن يصلى عليك..!! • ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!