أصبح خروج الهلال من البطولة الأفريقية واقعاً معاشاً ورغم مرارة الخروج وتحدث الكثيرون عن الأسباب التى حالت دون تحليق نجوم الهلال في سماوات الكرة الأفريقية و الوصول لمراحل متقدمة في البطولة الكبرى، إلا أن هذا الحديث في هذا التوقيت بالذات يعد حديثاً عاطفياً إنشائياً أكثر من كونه حديثاً فنياً وعلمياً لخدمة الكيان الهلالي، بكل تأكيد الخروج مؤلم خاصة في ظل ارتفاع سقف الطموحات، حيث أصبح الجميع يفكر بصوت عالٍ من أجل الحصول على لقب البطولة الأفريقية هذا الحلم الكبير الذي ظل يراود أهل النادي الأزرق بداية من الإدارت المتعاقبة بالإضافة للجماهير المليونية التي ظلت تؤازر الفريق في أحلك الظروف، فالكثير من الأخوة الإعلاميين اتجهوا لنصب المشانق للاعبي الهلال ونعتهم بالعجز و الفاشلين لمجرد أن خرج الفريق من البطولة الأفريقية من دورها الأول و أسألكم كم من مرة خرج الفريق ؟ و لا تحدثوني من أي محطة، لأن الإخفاق إخفاق وأن كان من الدور نصف النهائي، وليس دفاعاً عن نجوم الأزرق، ولكن انحيازاً للعدل، فكيف بربكم يتطور المستوى الفني للفريق وفي الموسم الواحد يستقدم الجهاز الفني أكثر من مدرب ويسجل أكثر من ستة لاعبين في كل فترة؟، كيف للاعب أن يهضم في كل شهر خطة جديدة وفلسفة تدريبية جديدة؟، تخيلوا بأن الأزرق خلال عامين ونيف جلب أكثر من ستة مدربين بمختلف الجنسيات، ويكفي فقط ذكر كامبوس وباتريك والنابي و الكوكي وكافالي والعشري وعدد من الوطنيين، كيف يتطور الفريق و النفوس غير (متطايبة) وأهل الهلال يتناحرون فيما بينهم لقضايا انصرافية لا تستحق أن يفرد لها كل هذا الوقت، بأمانة على المستوى الشخصي وصلت لقناعة تامة وتنبأت بخروج أزرق السودان من فعاليات البطولة الأفريقية منذ الصراع المحلي الشهير الذي خاضته الإدارة الهلالية ضد الاتحاد العام وكانت النتائج سالبة، فلا أصلحت إعوجاج الاتحاد العام ولا استفاد الفريق من اهتمام الإدارة التى لم تخض التسجيلات وفق رؤية فنية ثاقبة، فلم يسجل النادي في الخانات التي تحتاج لتدعيم على غرار مركز الهجوم الذي افتقد للاعب القناص وراعي الضان في الخلا يعلم بهذه المعضلة، وكانت سبباً في ضياع لقب البطولة في الموسم الماضي، فأين التخطيط والمجلس يسجل لاعبين في مركز صناعة اللعب؟ فهل تم تسجيلهم تحسباً لفشل أحدهم مثلاً ؟، مجلس الإدارة اجتهد في العمل العمراني إلا أن ملف الكرة لم يكن بذات الكفاءة والاهتمام، وبكل تأكيد يحمد لمجلس الهلال الموقر اهتمامه، ولكن يجب أن لا تدفنوا الرؤوس في الرمال، فأخرجوا على أهل الهلال وقدموا اعتذاراً للأمة الهلالية وافتحوا صفحة ناصعة البياض. اعتقد بأن أي حديث في هذا الوقت لا يجدي نفعاً، وأن كان حديثاً منطقياً في مصلحة الفريق، لأن الجميع لم يفق من صدمة مفارقة البطولة الأفريقية من أدوارها الأولية، ويجب أن يتم تأجيل الحديث قليلاً ثم طرحه بطريقة خالية من الغرض، ويا حبذا لو نظم مجلس الإدارة ندوة يتحدث فيها الخبراء من وطنيين وأجانب ترسم مستقبل الفريق الذي ظل يتأرجح ما بين التقدم والتأخر في المستوى الفني والنتائج خير دليل وهناك أمر مهم يجب على الأهلة تقديره وهو عدم انتهاء موسم الفريق الذي يقاتل في المنافسات المحلية التي فقد لقبها في الموسم الماضي، علماً بأن الفريق يضم 25 لاعباً معظمهم من الشباب ولديه قدرة الإبداع والتطور وتقديم أفضل ما لديه، فرجاءً لا تحاربوا نجوم الهلال وتوقفوا عن الصراعات الشخصية حتى يسترد الفريق عافيته الفنية ويسعد شعب الهلال الذي لم يبخل في يوم ولن يفعل.