ثمانية أعمال مسرحية شاهدتها في ايام الخرطوم المسرحية من الثلاثاء 17/1 الى الثلاثاء 24/1/2012 وكنت تحدثت الاسبوع الماضي عن العمل الاول «الخراشين والدكتور» واتحدث هنا عن الأعمال الاخري حسب الحيز المتاح. النيل وقف قلت في مقال سابق عن مسرحية «ابيض واسود» 16/4/2011 تكتفي المسرحيات السودانية باشارات سياسية خاطفة ومبعثرة هنا وهناك على طريقة الكلمات المتقاطعة مثل الفساد ، التخبط ، الغابة ، الظلم ..الخ ودعوت الى مسرح يفصل القضايا واشرت الي بعضها ومنها «اهمال الزراعة» .. وبعد ثمانية اشهر جاء عرض مسرحية «النيل وقف» في اطار ما دعوت اليه واتبعت نفس السياق مسرحية اخرى باسم «رابورا» اتجهت الي قضية محلية اخرى في الشرق .. عانى مشروع الجزيرة في زمن البترول من الإهمال واثر ذلك على حياة المزارعين والمواطنين .. تناولت الصحف والاعلام اجمالا هذه القضية مرارا وتكراراً لكن المؤلف المخرج محمد الشيخ الماحي اطلق صيحة تنبيه وتحذير عن طريق فن المسرح الأكثر تأثيرا لما للمسرح من قدرة على الولوج داخل الأنفس وهز الوجدان اكثر من الوسائل الأخرى .. قارن المؤلف بين الماضي الجيد والحاضر المتدهور والناتج الهجرة الى الخرطوم والاشتغال بالمهن الهامشية وبدلاً عن بيع ماء النيل قطناً وقمحاً ووعداً وتمنى بيعها بالكوز «برد جوفك» في الخرطوم مع سخرية بالنكات من «اهل العوض» .. عبرت الخاتمة عن موقفين الاول رفض الهجرة والتمسك بالأرض والزراعة وجسدته بقوة وفي اداء تمثيلي رائع الأم وهي تضرب الأرض بيدها وتنطلق الكلمات من حنجرتها كدانات المدفع غير موافقة على السفر مع ابنها الناجي وخطيبته الي الخرطوم والموقف الثاني الدعوة الي الوحدة والوقوف صفاً واحداً ضد المعيقات والسلبيات او «الوحش» في التعبير الفني. عربة الموتى اذا كانت «النيل وقف» انموذجاً للمسرحية السودانية التقليدية فان «عربة الموتي» مسرحية غير مألوفة في مسرحنا تتسم بالغرابة في الفكرة والاسم والتشكيل والديكور والاكسسوارات وبدت المسرحية في طقسها كأنها مأخوذة عن مؤلف اوربي خاصة مشهد البحارة القراصنة ومشهد المحكوم عليه بالاعدام بالكرسي الكهربائي ومشهد القتل بغرز الاسنان في الرقبة ومنظر الدماء في الفم التي تذكر بافلام داريكولا مصاص الدماء عن رواية الكاتب الانجليزي برام ستوكر ومشهد الفتاة في حوار مع دمية ونهش امعائها والدماء تسيل منها ومشهد المومياء تنهض من تابوت اسفل الخشبة في بداية العرض وتتحرك هنا وهناك وتختفي وتعود الى مرقدها .. ومشهد احد الشخصيات تخرج كائنا يزحف من صدفة كبيرة. الموت لغز وغموض وخوف وفلسفة وتجريب غير مسبوق بالنسبة لكل فرد على حدة ، وبدت المسرحية كذلك لقد ترك المؤلف المخرج سيد عبد الله صوصل كل القضايا والاشكال المسرحية التقليدية المتعلقة بالحياة وبالوطن وفضل «التغريد خارج السرب» بافق فكري انساني لا تحده حدود في هكذا مسرحية يحسب لصالح حقوق حرية الكاتب والفنان المسرحي باعتبارنا رغم همومنا المحلية من نسيج ثقافي عالمي غير محرم الأخذ منه بل ان البروز فيه بخيال ذاتي خالص مائة بالمائة أفضل بكثير من الأخذ عن صمويل بيكيت او يوجين يونسكو او المخرج بيتر بروك حتى لو جاء عملنا ليس في درجة اعمال مثل هؤلاء. الطاغي والبطل في هذه المسرحية ما ذكرته من غريب والفرجة على غير المألوف والفضول لمعرفة ماذا في جراب عربة الموتى والاحساس بالخوف وربما الرعب والشخوص التي تتحدث كل واحدة مع نفسها وآلامها وتتعذب الى اقصى حد ومقلب المحكوم عليه بالاعدام الذي تمكن من قتل سجانه قبل تنفيذ الحكم فيه ولا يوجد تسلسل او ترابط او قاسم مشترك بين الاحداث المختلفة سوى الموت والعذاب والرعب وغير المألوف والعجب ونجح صوصل في هذا التفرد واصبح نسيج وحده. مسرحية التكريم المخرج لؤي حامد بحث في تراث روسيا الانساني ابان حكم القياصرة «قبل اكثر من قرن» ليقدم لنا مسرحية انطون تشيكوف «موت موظف» في نسخة سودانية بعنوان «التكريم» .. واحسن الاختيار فهي عمل كوميدي خفيف الظل ورشيق ويعالج الفساد الاداري والمالي وهو آفة عالمية وتاريخية يعاني منها السودان ولا يزال وسيظل يعاني منها الانسان ما بقيت الحياة. يكشف الديكور منذ البداية عن توجه المسرحية بوجود لافتة مكتوب عليها «وزارة الثقافة والتربية والاقتصاد والبترول المؤسسة العامة للتنمية» ونفهم من ذلك ان الخطاب معني به الخدمة المدنية اجمالاً حيثما وجد الفساد .. واذا لم توجد هذه اللافتة سيفهم المشاهد ذلك ايضاً لكن وجودها من قبيل التأكيد. كبير الموظفين بطل المسرحية يستحوذ علي معظم الوظائف ورئاسة اللجان والمخصصات والامتيازات عن طريق التصديق والتعيين بنفسه لنفسه ويترك الفتات او اللاشئ لمرؤوسيه وتعرض المسرحية صوراً عديدة من النفاق المصلحي السائد في الدواوين يبلغ ذروته في حفل تكريم المدير الجديد .. ومفاجأة المسرحية التي لم نتوقعها ابداً ان يكون ذلك المدير مجرد طفل صغير يدخل بعجلة اطفال ويمص حلاوة حربة وبدأ الموقف مدهشا وطريفا لكن اعتقد ان المؤلف لم يستخدم ذلك لمجرد الضحك فقط والاحتمالات الموضوعية عندي: اراد ان يثبت ان التقرب للمدير ليس لعلمه وكفاءته بل لوظيفته ولكونه «المدير» حتى لو كان طفلاً صغيراً. اراد ان يدمغ جميع او معظم الكبار بالفساد والنفاق الوظيفي والاستجابة لذلك ولا ينصلح الحال الا في «الجيل القادم» كاحتمال او يكون المسؤول الكبير نقياً وبريئاً كالاطفال. المؤلف غير حاد في احكامه ولم يصور الموظف الفاسد كشرير وتنين بل لخص حالته في ما قاله نبيل السيد كبير الموظفين.. «انا ما ظالم انا حالم بس داير اعيش».. لكن المؤلف نفسه قضى على بطله بالموت في قمة نفاقه للمدير الجديد وطلبه ان يصفح عنه وبلغت السخرية اوسع مدى في موقف «الضحك في بيت البكا» عندما رقد الموظف في عنقريب الجنازة مبتهجاً وصرح بانه سيموت سعيداً ويكون من السعداء طالما ان الذي سيصلي عليه المدير الجديد .. وشتان بين هذا الموت «خفيف الدم» والموت المفزع المخيف عند سيد عبد الله صوصل في مسرحية «عربة الموتي» ضحكنا في الموت في مسرحية واصابنا الرعب منه في مسرحية اخرى وهذا يدل على ان الاشياء هي الاشياء لكن نظرتنا نحن ونظرة الفن هي التي تجعلها مختلفة وتصنع لها اكثر من طعم ولون. مسرحية رابورا رابورا كلمة بجاوية معناها المرأة التي تقوم مقام الرجل وبمعني آخر «المرأة الحديدية» وعندنا في تراث اواسط السودان نقول عنها «امحمد ولد» .. والمرأة السودانية عموما تؤدي اعمالا وتتحمل اعباء اكثر من الرجل. هزني اداء ام الناجي في مسرحية «النيل وقف» وهي تتشبث بالارض الزراعية وترفض هجرها الى المدن لكن اكثر شخصية احببتها بنوع خاص في مهرجان ايام الخرطوم المسرحية هي شخصية تابورا في المسرحية التي تحمل اسمها ونجحت في ان تجعلني احس بها بعمق ودفء وشاعرية ورقة في الاداء رغم ما يحيط بها من بؤس وما تعبر عنه من احداث جسام .. بالمقابل نجح المؤلف المخرج عطا شمس الدين في وضع لمسات شاعرية ساحرة في بعض المشاهد واللقطات خلقت من العمل في جوانب منه لوحات تشكيلية جميلة ومعبرة ومن ذلك على سبيل المثال رجوع عنقريب الجنازة ونزع حباله والتحزم بها للخلافة في الشيلة واتخاذ العنقريب الخالي من الحبال وضعاً منتصف اسفل الخشبة مستطيل الى اعلي لينحصر اداء تابورا الحركي في الاطار .. او منظر قافلة الرشايدة الرحل اعلى الخشبة في صف متقدم دون توقف او انقطاع بما يحويه من نماذج بشرية تعبر عن الحالة ولا تخلو من طرافة ومفارقات او «التقطيع» في مشهد مبارزة السيف لتشتمل على تتابع لقطات مع لقطات التعليق على المبارزة من تابورا والمرأة الرشايدية اشبه في المقارنة بمونتاج السينما .. تابورا اتحزمت واتلزمت كما نقول ولبست لبس الرجال وشالت الشيلة بعد وفاة المرحوم جل وقتها للعمل واعانة الغير واغاثة الرحل وحل مشكلات الرجال والنساء مثل الهدندوي الذي رفض شغل «الكلات» ويرغب في الذهاب للتنقيب عن الذهب والفتاة الرطانية التي يتصارع شابان لزواجها وكان لتدخل تابورا في المبارزة بالسيف لوقف القتال اثره العميق في المشاهد وعندما وضعت يدها في جبهتها ممسكة بمقدمة الشال الذي تلف به رأسها وشيئاً فشيئاً في هدوء ومشاعر اسى تختلج في رأسها نجحت في ايصالها الينا في الصالة نزعت الشال عن رأسها كعادة تلزم بايقاف الاقتتال لم اتمالك نفسي وكانت المرة الوحيدة التي بكيت فيها وانا اشاهد مسرحية مما يدل على قوة تأثير الموقف والممثلة .. ومن مظاهر المتعة الفنية في هذه المسرحية رقصة الرشايدة البالغة الثراء والتراث المنتمي للجزيرة العربية «دانه دانه يا يلي دانه ويا بنات سواكن» وشاهدناها للاسف كأننا اجانب بينما التلفزيون القومي يردمنا يوميا برقصات الغرب والشمال مع تهميش وتغييب رقصات وفنون وغناء وتراث للرشايدة الجميل. مسرحية «ديل مالن» لابد اولاً من الاشارة الى مكانة مؤلف ومخرج المسرحية حسبو محمد عبد الله في خارطة المسرح السوداني فهو صاحب عطاء وافر لاكثر من اربعين عاماً كممثل ومخرج ومؤلف مسرحي ومتخصص خريج معهد الموسيقى والمسرح ومثل السودان في مهرجانات عربية وارتبط اسمه بالعديد من الاعمال الكبيرة والناجحة في المسرح والتلفزيون والاذاعة ليس المجال هنا لذكرها تفصيلاً.. لكن لابد من القول ان مسرحية «ديل كمان» ليست في المستوى المرجو والمأمول رغم تميز الفكرة ان تدور الاحداث تحت الارض داخل كهف ونبل الموضوع الذي يمس ما وصلت اليه اخلاق الناس خارج الكهف وهي المسرحية الوحيدة التي دخل الممثلون فيها الي الخشبة رأسيا من اعلى الى اسفل وليس افقيا من الكواليس المعتادة. لازم المسرحية بطء الايقاع والتكرار واخذ حيزاً زمنياً كبيراً دخول العالم ومساعده الى الكهف والتعبير عن الخوف من المكان ومحاولة استكشاف غموض المكان والتكهن بهوية من فيه ولن يوفق العالم في اضحاك الجمهور ببنطلونه المالص وظهور السروال الداخلي وهي فقرة طويلة غير مبررة وكان بامكانه ربط البنطلون منذ الاول كما جاءت عبارات مساعد العالم النسائية مثل «واي واي واي» لاضحاك الناس مخجلة وغير مبلوعة واتت بنتائج عكسية وغير المبرر ايضاً بعض الألفاظ مثل ان يقول العالم لمساعده «انا ما قت ليك البس النظارة يا كلب» .. يا كلب كتيرة وغير مناسبة في الموقف والعلاقة .. افتعال بعض الحركات والعبارات من اجل الاضحاك لم يجعل من المسرحية ضاحكة. ساكن الكهف اعتزل المدينة لأنه كره الناس وكره النفاق الاجتماعي وكسير التلج .. الخ وجاء الى الخلاء والكهف الفتاة مبررة بان ذلك افضل من «العربات المظللة والوحوش العاوزه تاكل» وانضم اليهما العامل ومساعده في اطار عملهما وكل واحد من هذه الشخوص له عقدة من المجتمع والمسرحية في عمقها فكرية تتنوع فيها الحوارات وتتصارع الآراء وتبلغ منتهاها في محاولات اثناء ساكن الكهف عن الاستمرار في عزلته .. المسرحية من فصل واحد طويل ومنظر او مشهد واحد لا يتغير ليس فيها غناء او موسيقى او استعراض او كوميديا كافية ومتقنة او حبكة درامية عن حدوتة مشوقة لذلك جاء «الحوار الفكري» لوحده «جافا» فنياً وغير مشبع للجمهور. مسرحية اوديبوس بحث فتح الرحمن عبد العزيز في اليونان القديم عام 425 قبل الميلاد ليقدم لنا سونوكليس في «حجوة» اوديبوس عن ترجمة عبد القادر القط .. في الاسطورة الاغريقية قتل اوديب اباه من غير ان يعرفه وتزوج امه عن طريق الخطأ .. كتب كثير من الكتاب القدماء روايات مختلفة لقصة اوديب واخذها المعد عن سونوكليس .. اخبر الكاهن ملك طيبة ان زوجته الملكة جوكاستا ستلد طفلا يقتل اباه وعندما ولدت امر الملك ليوس بقتل الطفل لكن انقذه راع بتسليمه لبوليبس ملك كورنت فتبناه واسماه اوديب .. عرف اوديب من الكاهن انه سيقتل اباه ويتزوج امه ولما كان يعتقد ان بوليبس هو والده حاول تفادي وقوع النبوءة بالهرب من كورنت وفي طريقه الي طيبة تشاجر مع رجل وقتله .. ضرب الطاعون طيبة وتنبأ الكاهن ان الطاعون سيظل يحصد الارواح الى ان يطرد قاتل الملك ليوس .. حقق اوديب في حادثة مصرع الملك فتبين له ان ليوس ماهو الا الرجل الذي قتله وهو في طريقه الي طيبة وعرف ان الملك ليوس والده والملكة جوكاستا امه فما كان منه الا ان فقأ عينيه وانتحرت الملكة شنقاً لكن شاهدنا اوديب يقتلها بالمسدس. القصة والاسماء اغريقية ، لغة الحوار عربية فصحى .. الازياء سودانية وافرنجية حديثة .. المشاهد يحب الاحاجي والاساطير القديمة المحلية والاجنبية لما فيها من تشويق وصراع قوي بين قوتين او اكثر بل ان «الغلوتية» الشعبية في التراث السوداني التي تقول «شئ يمشي باربعة ثم اثنين ثم ثلاثة؟» وهو الانسان ، مأخوذة عن اسطورة اوديب وهو اللغز الذي قاله ابو الهول وعجز الناس عن حله واجابه اوديب .. لكن فتح الرحمن عبد العزيز لم يختار اوديبوس لمجرد «تونيس» جمهور الصالة بالاحاجي وقال في حوار لنشرة «المنظرة» التي يصدرها المسرح القومي ان هدفه جعل العرض ينطق بواقعنا العربي وربيعه وان يجعل من اوديبوس حاكما مستبدا متسلطا اورد جملاً مثل «لا طاعة لحاكم ظالم» و «الغرور يلد الاستبداد» و «مهما كنت ملكا ذا سلطان مطلق» لكن هذه الاسقاطات القليلة لم تجد حماسا كبيرا من الجمهور الذي بدأ مهتما اكثر ومتشوقا اكثر لمتابعة عنصر «الحجوة» الغالب وسعى اوديبوس الحثيث لحل لغز النبوءة ومعرفة حقيقة نفسه التي تقترب ثم تفلت بل ان موقف الجمهور من اوديبوس اقرب الي التعاطف معه في مقته والهتاف ضده وقد ارتاح الجمهور عندما توصل اوديبوس الي معرفة الحقيقة بعد سلسلة تحقيقات مع الكاهن اولاً ثم مع الراعيين الاول والثاني ولم يكن يخطر بالبال اية علاقة للمسرحية بربيع أو خريف عربي او افرنجي ولم تخرج المسرحية وطقسها في الخشبة والصالة من محيطها الاغريقي القديم والانجذاب للحجوة. فاز سوفوكليس في زمانه بجوائز عديدة في مسابقات مسرحية فهل يفوز فتح الرحمن عبد العزيز المستند الى سوفوكليس بجائزة مهرجان ايام الخرطوم المسرحية؟ مع ملاحظة ان فتح الرحمن عبد العزيز نفسه خبير مسرح واستاذ كبير وقديم ويستعان به في لجان تحكيم مسابقات المسرح واكاديمي بعض من في لجنة تحكيم مهرجان ايام الخرطوم المسرحية تلاميذه .. يعني الاستاذ جلس للامتحان والتلميذ يصحح ورقة الاستاذ. نوم يا مرحوم بطلها المطلق ودون منازع الفنان الكوميدي البارع الطيب الشعراوي والكوميديا المتقنة التي الفها مخرج العرض امين محمد صديق واستمتع الجمهور بمزاج نادر بهذا الثنائي الكوميدي في الاداء اولاً والتأليف ثانياً لان اي ممثل آخر غير الطيب الشعراوي قد يقتل الكوميديا الجيدة الموجودة في النص .. الكوميديا في حد ذاتها هدفا يتصدر رغبات جمهور المسرح وبعد ذلك نقول سياسياً ما تكتم عنه فتح الرحمن عبد العزيز واخفاه في اعداد مسرحية اجنبية مستمدة من اساطير الأولين افصح عنه في مسرحية سودانية وبالواضح وفي سهولة ويسر امين محمد صديق في الحوار حول الوضع السياسي بين الفنان ورئيس الوزراء الذي قابل التظاهر بمقولة رائعة حيث قال «خليهم يتظاهروا ، مش احسن يصحونا المتظاهرين بدل يصحوا قبلنا؟» وانتقاد المسرحية لبعض الاوضاع «عديل كده» دون احساس خوف بحاجة الى تخفي واسقاط مما يدل على ان الوعي المسرحي عند شباب المسرح الجديد والوعي السياسي الجديد تجاه المسرح تجاوز عقلية الكبار منذ مسرحية «فويك» ومثيلاتها منذ اكثر من ثلاثين عاماً خلت.. بل ان مسرحية «التكريم» تنتقد فساد الاداريين وتضع لافتة مكتوب عليها «وزارة الثقافة والتربية والاقتصاد ..الخ» ويشاهد المسرحية وكيل الثقافة مستمتعاً بها ومتفاعلاً مع الكوميديا فيها ومهنئاً لطاقمها. مازال في الجعبة الكثير من الملاحظات حول هذه المسرحية وغيرها وحول مهرجان ايام الخرطوم المسرحية لكن الحيز المتاح لا يسع كل ذلك. ================ الا سادومبا لو ملاحظين اي لاعب يبرز في الهلال من زمن معتز كبير تنط عجمان ووراها وصيفاب ويقول ليك اعارة .. شفتو عجمان اتكلمت في لاعب مريخي؟ الجماعة يقولوا ليك نصف مليون دولار ويغيب عن قمة الدورة الاولى ما بطال. كلو ما بحلكم قول ليهم لو كسرتوا بكري المدينة وطفشتوا سادومبا انا قاعد للهلال فالنتين عيد الحب وليكم «نفتلين» سام ومتور آلام. الخازوق الخازوق السنة دي ما فالنتين او لاعب تاني .. الخازوق المدرب العالمي اديهو اي لاعبين يغطي العيوب هنا ويكشف العيوب هناك غارزيتو غرزة حقنة الكمدة بالرمدة.. ولو فيها رزالة! اجيكم اعارة كورة القمة بس تدفعوا كم؟ ============= رمية ركنية الدنيا منى واحلام خسر مازدا بهدف فقال: احلم باحتراف لاعبي السودان في الدوري الانجليزي .. لو فاز بهدف لقال: احلم بان اكون مدربا في الدوري الانجليزي.