كالعادة دائما لم يرض الاعلام الرياضى عن الظهور المميز لتماسيح النيل بالنهائيات التى تجرى حاليا بغينا والجابون والسبب الذى يصيب صحافتنا الرياضية بعدم الرضا هذا فى الغالب دوما هو محمد عبد الله مازدا مدرب المنتخب فالشاهد ان الصحافة لم تراع اى دور وطنى لها او حتى لم تنتهج بعض الحياد (الا مارحم ربى )فى تناولها وتغطيتها لمباراتى المنتخب امام ساحل العاج وانغولا ولم تشفع التكتيكات الذكية التى انتهجها مازدا ولاعبوه فى كسب ود الصحافة المحلية رغم التعاطف الكبير الذى وجده المنتخب من وكالات الانباء والقنوات العربية والاجنبية والاشادات المتتالية التى اثنى خلالها الاعلام الخارجى على قبطان سفينة تماسيح النيل المدرب الوطنى الشاطر مازدا والذى بمنتهى البساطة فاق الكبار والقدرو وظهرت بصماته وقدراته فى توليفته للاعبيه المحليين امام محترفى اكبر الدوريات الاوربية
ولعل الاشادات التى منحتها صحافتنا على استحياء وتردد لفتية منتخبنا كانت بمثابة عطية مزين لم تفلح فى تخفيف حدة النقد اللازع وغير المبرر الذى منى به مدرب المنتخب. ولقد اشارت الاستنتاجات والدلائل بان خسارة منتخبنا امام الافيال العاجية جاءت بردا وسلاما على كثير من معارضى استمرارية المدرب الوطنى فى قيادة المنتخب ورغم التعاطف الكبير من قبل جماهير الرياضة بمختلف ميولها لكن الاعلام قتل الشعور بالوطنية فى صدور الذين ابدوا اعجابهم بمظهر صقور الجديان كما ان اجواء ماقبل المباراة كانت تشير الى ان الاعلام بالوانه المعروفة كان ينتظر خسارة قاسية يفشى خلالها غليله من مازدا والذى لاترغب فيه بعض الاقلام لاسباب لاعلاقة لها بالمهنية او الوطنية اوحتى مفهوم كرة القدم
فقد كشر الاعلام الاحمر انيابه صراحة عقب قرار الاتحاد العام بايقاف الباشا لثلاث مباريات لعدم عدم مرافقته لبعثة المنتخب وتخلفه عن المشاركة بحجة اختلافات مع مدربه وتفننت الاقلام الحمراء فى التنكيل بالمدرب والتشكيك فى قدرته على التحليق الجيد بالصقور وتوعدوه بالثلاثات والاربعات لكن الظهور المشرف للفتية امام الافيال العاجية اسقط الاقلام من ايدى الكثيرين لكنهم برروا بان المحترفين استهتروا باولاد مازدا وانهم حققوا المهم وكسبوا النقاط بل ان البعض قد اكتفى بمشاهدة المباراة المعنية على التلفاز بعد ان اغلق صراخات الشوالي والذى اقدح فى مدح المازدا السودانية وهو ما لا يروق لهم سماعه ولم يكتفوا بذلك بل اتهموه بمحاباة نجوم الهلال وحرمان نجوم تسجيلات فريقهم من المشاركة
بالمقابل فلم يقصر اعداء مازدا من الاعلاميين الزرق فاشاعوا بانه قيد لاعبيه وحرمهم من نقاط المباراة بخوفه وحرصه الشديد على حماية مرماه ووصفوه بعدم الشجاعة وطالبوا بابعاد بعض اللاعبين من التشكيل بحسب ميولهم وتناست هذه الفئة بان منتخب الفراعنة قد احتفظ ببطولة افريقيا لثلاثة اعوام متتالية بفريق قوامه الاساسى لاعبو الاهلى بطل الاندية الافريقية دون ان يتجرا صحفى مصرى او حتى مشجع ليشير الى ان لاعبى الفريق الذى يشجعه وينتمى اليه قد حققوا الفوز للمنتخب وتكاتف جميع ابناء شمال الوادى على قلب رجل واحد خلف منتخبهم
وهكذا فقد ظل المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى محاصرا بين سندان الاعلام الاحمر ومطرقة الاعلام الازرق طوال الفترة الاخيرة يتلقى المزيد من التحرشات والنيران وهو يقوم بدوره ومهمته على اكمل وجه ويتلقى الاشادات الدولية فان انتصر او تعادل فان الشكر للاعبين وان انهزم فهو المسؤول اما فى حالات التعادل فيكون مازدا مخفقا فى تغييراته واختياراته للتشكيل الذى يبدا به المباراة اى ان الحكم تجاهه قد صدر مسبقا بدون بينة
ختاما لسنا هنا بمقام المدافعين عن المدرب القدير محمد عبد الله مازدا لكن جدية الرجل وبصماته الظاهرة فى شكل واداء المنتخب تجبرنا على احترامه حتى ولو لم يرض ذلك الاخرين وعلينا ان نتوقف عند درس الفراعنة والاهلى فى احتكار بطولة الامم الافريقية باحترامهم لشعار الوطن والذى يعلو ولا يعلى عليه