• قلنا بالأمس أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا تعرف المسلمات وكل شيء فيها يتوقف على ما يقدمه اللاعبون خلال التسعين دقيقة.
• نحمد الله كثيراً على نقطة الأمس ونشكر مازدا على تعامله الجيد للحد البعيد مع المباراة ونهنئ اللاعبين على الأداء الرجولي وعزيمة الرجال التي أهلتهم لهذه النتيجة المشرفة.
• من الآن فصاعداً لابد أن تتغير استراتيجية الكوتش مازدا.
• فقد اكتسب لاعبوه الثقة المطلوبة وحصدوا أربع نقاط غالية وعزيزة.
• ولم يعد هناك مبرر للواقعية الزائدة عن الحد.
• بالأمس لو لم نلعب بمهاجم وحيد لربما تمكنا من تسجيل هدف في مرمى غانا.
• لكن كاريكا كان مكبلاً لأنه لعب وحيداً في المقدمة الهجومية ولم يجد أي دعم يذكر من راجي الذي يبدو واضحاً أن مازدا أراده أن يتراجع أكثر مما يتقدم.
• جميل أن يسعى مازدا بالطريقة التي يراها لتحقيق التعادل مع أخطر منتخبات القارة الأفريقية في ملعبه ويحصل عليه.
• لكن الأجمل هو أن نتحرر من عقدة الخوف من الآخرين ونثق في أنفسنا أكثر في مقبل المباريات.
• من الآن فصاعداً لابد أن ننافس بقوة على حصد النقاط وليس المحافظة على الشباك.
• فأفضل طريقة للحفاظ على شباكك نظيفة هي أن تهاجم وتفرض على الآخرين التراجع.
• لابد من تحقيق الفوز في جميع مبارياتنا الداخلية والعمل على كسب الكونغو وسوازيلاند بملعبيهما.
• لكن ذلك لن يتحقق بالأماني ولا بجهود مازدا واللاعبين وحدهم.
• بل هو أمر يتطلب تعاملاً جاداً من الجميع.
• نسيت أن أشير إلى المظهر الرائع لفتية المنتخب بالأمس.
• فقد كان الزي رائعاً وبهياً وهو ما كنا دائماً ننشده، أي أن نظهر أمام الآخرين بصورة مرضية، سيما أننا من علم الآخرين الكثير من الأشياء قبل أن تجور علينا الأيام بفعل أبناء جلدتنا.
• كان كل شيء رائعاً بالأمس باستثناء تصرف طبيب المنتخب، أم معالجه لا أدري.
• لا أعلم على وجه الدقة السبب الذي دفع حكم اللقاء لأن يشهر له البطاقة الحمراء.
• وأغلب الظن أنه دخل للملعب دون إذن الحكم أو أنه تفوه بكلمة لم تعجبه.
• وأياً كان السبب فهو تصرف مرفوض ويجب أن نراجع أنفسنا جيداً في هذا الجانب، لأن أخطاء وسوء سلوكيات بعض لاعبينا وأجهزتنا الفنية والإدارية قد تزايد بصورة مزعجة في الآونة الأخيرة.
• الكل يتصرف بحماقة ويعتدي على الآخرين والتبرير دائماً هو " المحبة والغيرة على الشعار".
• لكنه مبرر فطير ولا يقنعني، لأن الغيرة على شعار الوطن أو الأندية التي نحبها تفرض علينا التعامل بروح رياضية قبل أن نفكر في تحقيق النتائج الإيجابية.
• أعود لما هو مطلوب من الجميع في الفترة القادمة لدفع منتخب الوطن للأمام وإعانة لاعبيه ومدربهم على تحقيق ما نصبو له، وأقول أن على إعلامنا أن يرتفع ولو قليلاً بمستوى حسه الوطني.
• نعيب قناة الجزيرة والعيب في قنواتنا.
• فقد لاحظنا كيف تدعم الصحف والقنوات الفضائية ناديي القمة عندما يشاركان خارجياً.
• بالأمس القريب تابعتم كلكم الأيام المفتوحة على القنوات والأستديوهات التحليلية الطويلة واستقبال اللاعبين بالمطارات والاحتفاء بالمدرب حينما تقدم الهلال وحقق نجاحاته الباهرة في كونفدرالية هذا العام.
• لكن بالأمس لم يقدموا شيئاً يذكر رغم أهمية اللقاء.
• حتى بعد المباراة وتحقيق النتيجة المفرحة تجولت في قنواتنا فوجدت كل منها مشغولة بفارغتها المعتادة.
• زول تواصل الغناء.. النيل الأزرق تحتفي ببعض الإعلانات التجارية.. قوون ( الرياضية المتخصصة ) تبث تسجيلاً لمباراة المريخ وحي العرب.. الشروق مشغولة بأخبار الوحدة والانفصال وكأن في الأمر جديد.. هارموني تستضيف مطرباً شاباً.
• لا ننكر أن الهلال يستحق أن يُحتفى به بعد ما حققه من نتائج ممتازة.
• إلا أن ما نتحدث عنه الآن هو منتخب الوطن وهو أهم وأكبر من الهلال ومن المريخ ومن كل الأندية.
• لكن المؤسف أن بعض أجهزتنا الإعلامية التي تدعي دعمها للرياضة إنما يسعى أصحابها لدعم أنفسهم من خلال استغلال جماهيرية الناديين الكبيرين في تحقيق المكاسب.
• أما عندما يأتي الدور على منتخب الوطن الذي لا يحقق لهم عائدات مادية، يكون الدعم دائماً خجولاً ومتواضعاً لأبعد الحدود.
• إن أردنا كسب احترام الآخرين، فلابد أن نقدم أنفسنا بأبهى صورة.
• والمنتخب الوطني هو عنوان أي بلد.
• الكل يهتمون بمنتخباتهم ويحرصون عليها ويقفون معها بكل قوة، إلا نحن.
• الدولة نفسها لابد أن تحول دعمها الخطابي إلى عمل ملموس.
• فقد شبعنا من تصريحات الوزراء واستعدادهم لدعم منتخب الوطن بكل ما يملكون.
• ولابد أن يفهم السادة الوزراء وبقية المسئولين أنهم غير ( مشحودين) على دعم منتخب البلاد، فهذا من صميم عملهم ومهامهم.
• لذلك نحن لا نحتاج منهم إلى تصريحات وتصدر لمانشيتات الصحف، بل نتوقع عملاً ملموساً نراه داخل الملعب.
• ولا أعرف كيف يكون دعم المنتخب ومدينتا الرياضية تقف كشاهد حي على اللامبالاة والاستهتار بالرياضة كلها وليس المنتخب وحده.
• حين نفرح بفوز أو تعادل ايجابي تكثر التصريحات وينتشي المسئولون ويجد كتاب الأعمدة الفرصة سانحة للتغني والإشادة بهذا وذاك.
• وما هي إلا أيام قليلة وربما سويعات تذهب بعدها الفرحة ونعود لاستهتارنا ولا مبالاتنا وفوضانا وعشوائيتنا.
• ثم نتذكر فجأة أن مباراة المنتخب القادمة لم يبق لها سوى أيام معدودات فنبدأ الحديث من جديد عن المعسكرات والدعم وتجهيز اللاعبين.
• إن أردنا أن نتأهل هذه المرة، فلابد أن نعي دروس الماضي وندرك أن غيرنا يتقدمون لأنهم يخططون ويلتزمون بخططهم ويحاسبون أنفسهم على ما لم ينجز من تلك الخطط.
• لم تعد الأمور تخضع للصدفة كما نفعل نحن.
• بالأمس القريب سمعت أن مدرب المنتخب مازدا قام بتأجيل أحد التدريبات لأن أمطاراً هطلت بالمدينة التي يقيم فيها المنتخب.
• وفي نفس الوقت سمعت أن الغانيين غمروا أحد الملاعب بالمياه وتدرب عليها منتخبهم لأنهم شعروا بأن الأجواء تنذر بهطول الأمطار يوم اللقاء.
• ولكم أن تقارنوا بين حالنا وحالهم .. بين طريقتنا وطريقتهم.
• هم رغم تعودهم على اللعب في الأمطار يتدربون أكثر علي ذلك.. ونحن الذين نتعذر دائماً بأن الأمطار أثرت على أداء لاعبينا، نتهرب من التدرب في الأجواء الماطرة.
• ربما نجد لمازدا العذر، لأن تدريباً وحيداً في الأمطار ربما أدى لإصابة بعض لاعبين المهمين.. لكنني أتساءل ماذا لو هطلت الأمطار بعد بدء المباراة بدقائق؟!
• الدرس الذي يجب أن نستفيده من ذلك هو أننا ما دمنا نشارك في بطولات أفريقية فلابد أن نعود لاعبينا على اللعب في الظروف المناخية الأفريقية بكل ما فيها من أمطار وملاعب مبتلة، فنادق سيئة أحياناً ومضايقات وحكام يقسون على بعض الفرق. • كثيراً ما دعونا لغمر بعض ملاعبنا بالمياه وتدريب اللاعبين على اللعب في هكذا أجواء، لكننا نبدو كمن يطالب بلبن الطير عندما نتناول أمراً كهذا.
• والأمر لا يتوقف على هذه الحالة وحدها، فهناك الكثير جداً من الأشياء التي تحتاج لمراجعة شاملة حتى نتمكن من اللحاق بركب من سبقونا في غفلة من الزمن.