كتبت كثيرا مشيدا بإمكانيات وقدرات المدرب الصربي ميلوتان سردوفيتش ميشو وذكرت أنه نجح بدرجةممتاز في خلق توليفة جيدة من لاعبي الهلال الموجودين وبإمكانيات معظهم العادية وإستطاع أن يوظف عدد كبير منهم في وظائف حققوا فيها نجاحات ملحوظة مثل سيف مساوي الذي نقله من (جهجهة) الدفاع الأيمن والوسط المدافع إلي متوسط الدفاع ليتفوق فيها بالدرجة التي جعلت مدرب منتخبنا الوطني محمد عبدالله مازدا يعتمد عليه كمدافع أساسي وذات الشيء ينطبق علي أتير توماس في الوسط المدافع والوسط المهاجم والمدافع الايمن فقد إعتمد ميشو علي أتير في الوسط المدافع بدرجة كبيرة حتي أصبح لاعبه المفضل في الوظيفة وإعتمد عليه كذلك في متوسط الدفاع والدفاع الأيمن ولعب بشة في الوسط المدافع والوسط المهاجم وأشركه في مباراة أنيمبا خارج الأرض في الدفاع الأيمن وهكذا نجد أن ميشو كان شجاعا بالدرجة التي لايتهيب معها الغايابات بصفوف الفريق مهما كان عدد اللاعبين الغائبين ومهما كان حجم تأثيرهم علي الفريق وإستطاع رغم الظروف الصعبة التي واجهته علي مستوي اللاعبين والحرب الخفية والمعلنة من المجلس الحالي أن يصل بالفريق إلي مربع الكبار في دوري الأبطال في البطولة الأفريقية . ليحقق هذا الإنجاز مرتين متتاليتين مرة في الكنفدرالية وأخري في الابطال غادر ميشو الهلال لأن بيئة العمل أصبح طارده وعاني ماعاني من أشكال الحصار المفروضة عليه إعلاميا وإداريا وحتي علي مستوي بعض الفئات الجماهيرية لدرجة أن مجموعات الألتراس أتت بسابقة وهي تعلن بمباركة المجلس الإعتصام داخل النادي وعدم فضه مالم يحقق مطلبها الأساسي بإقالة الصربي ميشو.. حاجة كده زي ربيع الثورات العربية إعتصام حتي إسقاط النظام .. وبالفعل تحقق للمجلس ماأراد وغادر ميشو في توقيت هو الأغرب من نوعه في عالم كرة القدم عقب خسارته لمباراة الذهاب في دورالأربعة الكبار أمام الترجي التونسي (ماسمعنا بمدرب شالوهو بعد مباراة إياب في دور الاربعة في أي بطولة ) وهو مايعني أن النية كانت مبيتة للإطاحة بالرجل .. المضحك أنني في كل مرة أكتب فيها عن شطارة ميشو كمدرب أواجه إنتقادات من بعض الرافضين لإستمراره ومن المواقف الطريفة التي واجهتني إلتقيت بأحد القراء الكرام فإستوقفني محييا ثم أبدي عدم رضاه عن موقفي من المدرب الصربي وإشادتي به فقال لي (ياأستاذ ميشو ده كعب عدييييل وماعندو حاجة وورم فشفاشنا خلي يمشي) .. المهم أنه ذهب بالفعل وإستلم فور مغادرته تدريب المنتخب الرواندي (يعني ماقعد عاطل ولايوم) ومن سخريات القدر أن يشارك في بطولة سيكافا للمنتخبات ليظل تحت مجهر إعلامنا المتابع لأخباره في وضعه الجديد وكانت الأخبار تحكي عن تفوقه علي المنتخبات واحدا تلو الآخر ليلعب القدر لعبته ويواجه ميشو منتخبنا الوطني ويصرح قبل اللقاء أنه سيهزمه وبالفعل كان بقدر التصريح ونجح في إقصاء المنتخب ووصل للمباراة النهائية التي خسرها بضربات من نقطة الجزاء أمام المنتخب الأوغندي رغم أفضليته الواضحة طوال زمن المباراة وتقدمه بهدف ليعادل الأوغندي ليتقدم بعد دقيقة أو أقل ويعود الأوغندي بهدف عكسي من الرواندي في مرماه .. كنت أتمني أن أقف علي وجهة نظر المجموعة التي إعتصمت بدار نادي الهلال مطالبة بإبعاده ورأي مجلس إدارة نادي الهلال الذي قرر إقالته من اللحظة التي إستلم في مقاليد الإدارة في النادي لأنه المدرب الذي جاء به الرئيس السابق صلاح إدريس ..تخيلوا؟ وهكذا أضعنا من بين أيدينا مدرب مميز وناجح ومدرب بطولات قادر علي وضع بصمته في أي مكان يذهب إليه .. لاأود البكاء علي اللبن المسكوب ولكن الهلال فقد مدربا ممتازا كان قادرا علي تحقيق حلم الملايين ببطولة خارجية .. ولكن سؤ الإدارة سيؤجل هذا الحلم لسنوات قادمة لأن المدرب القادم يحتاج لموسمين علي الأقل ليتحدث عن قدرته علي تحقيق الحلم الخارجي . hassan faroog [[email protected]]