قيمة نجاح فريق الأهلي شندي ليست محصورة فقط في الوصول إلى دور ال16 من الكونفدرالية الإفريقية بعد أن أفلح في صناعة المعجزة في معقله بمدينة شندي , بل إن وصول الفريق إلى هذه المرحلة من البطولة كان بمثابة حبة ( الشيري ) التي وضعت أعلى قطعة ( جاتوه) جميلة , وللمعلومية لم أكن أبدا في يوم من حياتي من محبي هذا الجاتوه , ولكني إستخدمت هذا المثل الذي يستخدمه الجماعة خواجات ( الداخل ) وخواجات ( الخارج ) فقد رغبت فقط في شرح مسألة أن نجاح النادي الأهلي شندي لا يمكن حصره فقط في هذا الإنجاز الدولي الإفريقي ولكن لقياس النجاح بالنسبة للفريق الظاهرة ينبغي أن ننظر لتراكم النجاحات التي إبتدأت منذ أن صعد الفريق للدوري الممتاز , ثم ذلك الحضور الذي ألغى لوهلة نظرية الصاعد هابط ما مكن الأهلي من الحصول على مركز متقدم أهله لتمثيل السودان في البطولة وهذا ( تأهل ) ثان في مشوار الفريق , ثم كان أن تقدم الفريق في هذه البطولة حينما تأهل إلى دور ال32 في البطولة فظن أكثر المتفائلين أن هذا (التأهل ) الثالث هو الأخير في مشوار ( تأهل ) الفريق ولو إكتفى ( الفينومينو ) الشنداوي بالتوقف عند هذه المحطة سيما وأن الخسارة بثلاثية من الفريق التنزاني يصعب تعديلها وتعويضها والفريق شاب مغمور لا يمتلك الخبرة المطلوبة لتعويض خسارة تنزانيا رغما عن تواجد بعض العناصر التي خبرت اللعب الدولي في صفوف الأهلي شندي , ولكن الخبرة في مثل هذه الحالات تقاس بما تمتلكه المجموعة ككل من تجانس , و تمرس دولي, ولكن وبتوفيق من الله أضاف الأهلي التأهل الرابع إلى قائمة نجاحاته وهو يحقق شيئا أشبه بالمعجزة حينما تمكن من تعديل النتيجة في الشوط الثاني والأخير من مباراة الإياب, وبمعدل هدف في كل ربع ساعة سجل (الفينومينو) ثلاثة أهداف وقلب كل التوقعات وحصل على إعجاب الجميع , إذاً الأهلي يسير الآن في الطريق الصحيح ويمكن أن يواصل في حصد التأهلات إن هو عزل نفسه عن الخوض مع الخائضين في فوضى البطولة المحلية وابتعد بجلده من الإنسياق وراء شدها وجذبها وإثارتها وصحافتها التي أبدا لا ترى في الأهلي سوى ( أداة ) مساعدة لضرب الخصم كما حدث حينما إلتقى الهلال بالشنداوي فوقفت صحافة وإعلام المريخ تصفق للفريق وتحثه للعمل على تعطيل الهلال , وحدث نفس الشيء حينما هتفت صحافة الهلال وإعلامه خلف النمور , وذهب البعض إلى وصم مخالبها بالنعومة التي لا ينقصها سوى (المنكير ) عندما يتعلق الأمر بالمريخ حتى تسعى النمور لإثبات العكس فتنهي كل آمال المريخ في المنافسة على اللقب , وكاد الأمر أن يتحول إلى كارثة عندما تشتت أهداف الأهلي ما بين سعي لإثبات شخصيته وإجتهاد لتأكيد براءته وتأكيدها , وحدث نفس الشيء مع جمهور شندي الذي فقد وقاره وإنفرط عقد العقل لديه فدخلت الجلاليب و(العمم ) إلى أرض الملعب في منظر قبيح لا يشبه شعب هذه المدينة الجميل. على الأهلي أن يعزل نفسه عن فوضى الخرطوم وإن لا ينساق خلف ثأرات أنديتها ورهانات صحفييها, عليه أن يعود للعمل في صمت كما كان يفعل حتى لا يفقد خصوصيته ويفقد عندها (موهبة ) الفوز و (التأهل ) ..! قف : تتأهلواا على خير ...!!