ثقافة اليوم الاخير هي التي ظلت تحكم مسارنا الحياتي في كافة نواحيه فنحن لا ندرك قيمة الزمن ونعتمد علي العشوائية والحظوظ فقط فنحن درجنا علي شراء حاجيات العيد يوم الوقفة وعلاج اللاعب المصاب حتي يشارك وهو مخدر لتستفحل اصابته وبعد ذلك نبحث عن الحلول الصعبة وهكذا تظل احوالنا الرياضية محلك سر فهل يا تري لا يعلم مسئولو الاتحاد السوداني لكرة القدم موعد مباراة المنتخب مع المنتخب الزامبي قبل فترة كافية وهل ارسل الفيفا قبل اسبوع خطاب تاكيد قيام هذه المباراة ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم يخطر الاتحادات الوطنية قبل فترة كافية جدا ولكننا نركن الخطابات في الادراج ولا نهتم بها الا قبل اسبوع من انطلاقة المباراة لنبدا في تجميع اللاعبين علي عجل والبحث عن المصابين ولا نضع في الحسبان الاعتذارات لنضطر مرة اخري لاختيار جديد ويتم تنظيم معسكر مقفول للاعبين وتمارين استطالات وتفكيك للعضلات وتمارين ترويحية ومحاضرات وزيارات متكررة من اداريي الاندية لمعسكر المنتخب وتمنيات انشائية لتحقيق الانتصارات بلا تخطيط فبالله عليكم هل سمعتم في كافة انحاء الدنيا منتخبا يتم تجميعه قبل اسبوع من مباراة دولية وبعد ذلك نطالب نجوم المنتخب بالانتصارات ويظل اعلامنا بعيدا عن الحدث فظل يتحدث عن اختيار البرنس الذي اصبح اهم من مباراة زامبيا بدلا ان يقوم الاعلام بحشد الجمهور وتنمية الحس الوطني نجده يلت ويعجن في اختبارات مازدا وهذا كلام غريب وفي المقابل نجد المنتخب الزامبي قد اعد نفسه تماما منذ اخطار الفيفا له بمباريات دولية ومعسكرات خارجية خاصة وان الزامبي هو بطل افريقيا في البطولة الاخيرة وهو خصم شرس ولا يمكن ان نواجهه في فترة اسبوع كما ان المنتخب الزامبي حقيقة قد احترم منتخبنا واستعد له جيدا. ان انتصارات منتخبنا في البطولة الافريقية بغينيا والجابون جاءت بجهد اللاعبين وتصميمهم ولكنها ايضا سبقتها مشاركات عديدة دولية للمنتخب في دورة ال جي وخاض مباراة امام السنغال وهذه التجارب افادت المنتخب كثيرا كنا نعشم ان ينتهز مسئولو الاتحاد السوداني لكرة القدم الفرصة لدي زيارة المنتخب المصري الاخيرة الذي خاض تجربة دولية امام الكاميرون ولكن في تلك الفترة المنتخب الوطني لم يتحدث عنه احد ولم يتم تجميعه وهذه هي من اسباب تدهور كرتنا بعدم التخطيط العلمي السليم فالدول من حولنا تستعد لاية منافسة وتخطط لها قبل عامين من حدوثها ومرة اخري نلف وندور حول الامكانيات المادية وعدم المقدرة علي استجلاب منتخبات من العيار الثقيل للتباري مع منتخبنا ولكن هذه مبررات لا اساس لها من الصحة فيمكن اذا كان الاعداد جيدا قبل ثلاثة او اربعة اشهر يمكن ان نجد مخرجا وفرصة للاحتكاك الدولي واقامة المعسكرات بقطر مثلا اما اذا قمت بتجميع منتخب قبل اسبوع من المباراة فاي المنتخبات الاخري يكون متفرغا لك للتباري واسالوا معسكرات الهلال والمريخ بالقاهرة طيلة السنوات الماضية هل وجد الهلال والمريخ فرصة للتباري مع الاهلي والزمالك وذلك لان هذين الناديين لهما برنامج واضح طيلة العام ولا يخضعون امورهم للعشوائية وتعال العب معاي بكرة، وهذه ثقافة الدافوري فباي طريقة تديرون الكرة هل للاتحاد السوداني لكرة القدم برنامج اعدادي واضح للمنتخب الوطني في كافة مشاركاته الاقليمية والدولية؟ والاجابة بالطبع لا.
مرة اخري نعود للاختيار فهؤلاء النجوم المختارون هم في نظر المدير الفني مازدا هم افضل النجوم في الساحة وهذه هي قناعاته وهو المسئول الاول والاخير عنها وتبقي لنا شيء واحد وهو الالتفاف الجماهيري حول المنتخب والتشجيع الداوي رغم ان ثقافة التشجيع مفقودة عندنا فلا زلنا نلزم الصمت حين يفقد لاعبونا الكرة ونحرق العمم والشالات لحظة احراز الهدف فقط فتعالوا شاهدوا امسية السبت القادم الجالية الزامبية الصغيرة التي سوف يكون لها صوت قوي اقوي من صوت جماهيرنا الغفيرة وهكذا نحن علي كل لست متشائما واتمني ان يشمر نجوم المنتخب عن ساعد الجد ويخذلوا توقعات الجميع كما فعلوها بغينيا والجابون سبق ان قلنا بانه ليس هناك فريق او منتخب لا يهزم فهل ينقض صقور الجديان ويصهرون الرصاصات النحاسية ويفاجئون العالم عن هزيمتهم لبطل افريقيا نامل ذلك وما النصر الا من عند الله.