بعد ان انهى مجلس ادارة الهلال الجدل والمسلسل الطويل الذي رافق التجديد لمهند الطاهر والذي بدأ من شهر ديسمبر الماضي ظهرت على السطح قضية التجديد لعمر بخيت لاعب المحور الاول في الفريق حيث وصلت المفاوضات الى طريق مسدود وسيتأجل الامر الى شهر ديسمبر القادم . الشئ الملاحظ تلك التصريحات التي خرجت قبل رفض بخيت للعرض الهلالي , تلك التصريحات التي خرجت على لسان رئيس النادي والتي طلب فيها من عمر بخيت تقييم نفسه لانه امضى سنوات كثيرة قدم فيها للهلال الكثير حسب وجهة نظر الرئيس .
وللامانة عندما قرأت هذا التصريح اصبت بالصدمة , فاذا كانت ادارتنا تفكر بهذه الطريقة التي تدل على غرقها في الهواية , فهي بالفعل تعاني وتتخبط , فمهما يكن وضع اي لاعب لايمكن ان يطلب منه تقييم نفسه حتى يتم التجديد له .
فالعقودات مع اللاعبين خاصة لها اصولها وكنت اعتقد ان الادارة الهلالية وصلت الى مرحلة تجعلها قادرة على ادارة مثل هذه الملفات ولكن للاسف لان كل شئ عندنا ( ماشي بالبركة ) فالتخبط سيستمر لفترة طويلة ربما .
نعرف قيمة عمر بخيت ولكن هذا لايمنح الحق للادارة بمنحه الضوء الاخضر لتقييم نفسه , ويبدو ان ادارة البرير شعرت بالحرج بعد ذلك وقدمت العرض للاعب الذي بلغ 400 مليون كما يقال وهو الذي رفضه اللاعب وطالب بمبلغ 200 الف دولار .
حالة عمر بخيت وغيرها تكشف لنا كل يوم الوضع الاداري السئ وغياب اصحاب الخبرة في التعامل مع مثل هذه الملفات , لان تجديد عقودات اللاعبين في كل الاندية التي تتعامل باحترافية تخضع لمعايير معينة , منها سن اللاعب ومدى فائدته للفريق ومستواه الفني في اخر ثلاث سنوات وغيرها , ليتم الاتفاق بين الطرفين على المدة والقيمة المالية .
لاشك ان عمر بخيت لاعب قدم الكثير ومازال قادرا على منح الهلال ويجب ان تتخلى الادارة عن التخبط الذي اضاع الملايين على الهلال ويكون لديها لجنة من موظفي تسويق لهم خبرة في هذا المجال لتقوم بالتخطيط ومنح الاستشارات للادارة بخصوص عقود اللاعبين المحليين والاجانب .
فالهلال في الوقت الحالي غارق في قضايا الصفقات الفاشلة والتي كلفت خزينة النادي المليارات , حيث يتحمل مجلس الارباب السابق جزءا ايضا من مسؤولية هذه الاموال المهدرة لانه اعاد يوسف محمد من سيون السويسري باضعاف المبلغ الذي استقدمه به من انيمبا في 2006 .
ولايمكن ان نعفي اتحاد الكرة عندنا من هذه الاخطاء وهو الذي يجبر الاندية على دفع كامل مستحقات المحترفين الاجانب عند الاستغناء عنهم , وهذا الاجراء للاسف لايحدث الا في اتحادنا الذي يدار بعقليات القرون الوسطى .
فالشرط الجزائي يكفي لمنح كل طرف حقوقه ولايعقل ان يمنح الهلال يوسف محمد كامل حقوقه وهو لم يشارك مع الفريق في اربع مباريات , بل كان من حق الهلال ان يرفع قضية على الاتحاد النيجيري لان اللاعب اصيب في كاس افريقيا بانجولا 2010 وخسره الهلال بعد ان دفع فيه اموالا طائلة , ولكن اتحاد الكرة لم يساهم في هذه الخطوة بل ظل يفرض الشروط والرسوم على الهلال وغيره .
قضية تسجيلات الهلال شائكة , فكم من لاعب تم التعاقد معه على مستوى المحليين وخرج من الفريق دون ان يحصل على فرصة اللعب ولو لدقائق ليكون المستفيد هي الاندية الاخرى التي سجلت مشاطيب الازرق وحققت بهم الانجازات ..