بالطبع سوف نعلق على شكل وأداء منتخبنا الوطني امام منتخب الشقيقة إثيوبيا مساء السبت الماضي .. سوف لن نثقل كثيرا في نقدنا على لاعبي المنتخب كما طلب الكابتن فيصل العجب .. ولإعتبارات فقر الإعداد الذي تلقاه منتخبنا قبيل اللقاء الأخير .. كلنا يعلم أن منتخبنا لم يجد الإعداد المثالي لخوض هذه المباراة المهمة .. فكأن المشهد يقول أننا نرغب في الفوز والتأهل وإحراز بطولة كأس العالم حتى دون أن نبذل مقابل ذلك الأموال والتخطيط السليم نحن والحمد لله وعلى الرغم من كل شيء نمضي شيئا فشيئا إلى الأمام .. وأظن أن عددا كبيرا منكم قد سمع بالغضب الكبير الذي عم الشارع السعودي بعد أن حصل السودان على مركز جيد في تصنيف الفيفا الأخير 103 بينما تواجدت المملكة العربية السعودية بكل ما تبذله من أموال لتطوير الرياضة هناك لتأتي خلف السودان 105.. كان هذا الامر مثار سخرية الأشقاء في المملكة الذين لا يعرفون التاريخ جيدا فأغضبهم وجود السودان في مركز أفضل من ترتيب السعودية الشقيقة .. .. ولكن فجأة ومن بين طيات أوراق صحفهم الفخيمة ذكرتهم حروف خطها الزميل والكاتب السعودي عبد الله الحربي بفضل ( الزول ) وأحقيته بالوجود في مركز أفضل من المملكة .. فكتب مقالا تحت عنوان (زمن الزول الجميل) رد به بعض حقوق السودانيين وفضلهم على كرة القدم السعودية .. وانا هنا أستأذن الزميل عبد الله الحربي الذي أثبت فعلا أنه ( ريال حربي ) ولا يخشى في قول الحقائق لومة لائم .. ولكن وقبل أن أنقل لكم هنا هذا المقال أود فقط أن أخبركم أن الإتحاد السعودي لكرة القدم دفع 4 مليون وخمسمائة ألف دولار للحصول على فرصة للتباري مع منتخب الماتادور الأسباني .. المباراة التي جرت قبل أيام وخسرها الأخضر السعودي بخماسية نظيفة .. ورغما عن انف الدولار ها نحن ناتي في ترتيب جيد .. ونكاد ندخل نادي المائة .. وفي ذلك دافع كبير لصقور الجديان لتقديم الأفضل في متبقي مشوار التصفيات . صدقوني لو وجد منتخبنا مبلغ 2 مليون دولار فقط ( بالقديم ) ومعشار الرعاية والعناية التي يجدها المنتخب الوطني السعودي لحققنا بطولة كأس العالم عديل كدا . وأيضا قبل أن أنقل عمود الحربي هنا أود ان أشير إلى أنني سوف أتحدث قريبا عن ( سوء السلوك ) الذي بدر من بعض المشجعين خلال مباراة المنتخب وهم يعتدون على ضيوفنا الأحباش ويسبونهم بأقزع الألفاظ .. ونحن الذين أشتهر عنا إكرام الضيف وإحترامه .. فحتى الطير قيل انه يأتينا ( جعان ) فيشبع ويحمد الله أن خلق الزول السوداني والأرض السودانية .. الآن أترككم مع مقال الحربي .. الحربي .. منقول عن الأحباب بمنتديات كووورة زمن الزول الجميل لست مع معسكر الرأي الذي غضب من تقدم السودان الشقيق في التصنيف الدولي قبل منتخبنا .. فلطالما التاريخ يعيد نفسه بعد عقود من الزمان كان فيها السودان أعلى كعبا وسموا في فنيات كرة القدم وإبجدياتها مثلما تحسسنا من فقدان زمن ملكنا فيه عرش الهيمنة على القارة الصفراء ومن قبلها تربعنا على عرش الفن العربي يجب أن ننزل الكرة السودانية وتاريخ زمنها الجميل منازلهم عندما أخذ لاعبو السودان على عاتقهم تعليم أسياسات الكرة وفنياتها لبدايات الجيل الأول لاعبون أمتلأت بهم جنبات كبار الأندية التي قامت على أكتاف ما بذلوه من عرض وجهد وتضحيات منهم من غادر حياتنا (نطلب لهم الرحمة) قبل أن نترحم على أيامهم الجميلة ولمساتهم الكروية الساحرة ومنهم من فضل البقاء بيننا عرفانا بالحب والتقدير ومنهم من عاد إلى وطنه حاملا أجمل الذكريات. بقدر ما أحزنني ترتيب منتخب المسحل وريكارد صاحب الخمسة بعد المائة إلا ان ما أثلج صدري أن كرة القدم السودانية بدأت تتنفس أوكسجينا نقيا رغما عن امكانياتها وقدراتها واعتمادها على كوادرها من الوطنيين . ليس هناك مجال للغضب فمنتخب عريق يحسب له أمجاده التي بدأت قبلنا مثل السودان الشقيق تقدمنا دون أن يحظى بمدربين (نخب أول) مثل فتلة العصر التدريبي (ريكارد) ومن قبله (بوسيروا) ولم يحظ برئيس شئون منتخبات (معجزة) عصره في علم وفلسفلة الكرة والخطط طويلة المدى مثل المسحل ودون أن يملك مصباح علاء الدين السحري ( شبيك لبيك .. الفلوس بين إيديك ) نعم يحق للشارع الرياضي أن يغضب للترتيب الذي وصل إليه منتخبنا بعد المائة لا لشئ سوى أن ما نملكه من أمكانيات مادية لو توفرت للسودان الشقيق لحصل على كأس العالم (رايح جاي) ولجعل من البرازيل (مكاو) زمانه .. ولكن يحق لنا في الوقت (ذاته) وعرفانا للجميل أن نفخر بأن السودان الذي أسس مشكورا أول لبنة احترافية في تاريخنا استدل على خارطة الطريق قبلنا وأشعل شمعته الرياضية بدلا من أن يلعن الظلام . سألني من عاصر ذلك الزمان الجميل ما بال القوم غاضبين من تقدم (الزول) الأنيق قبل منتخبنا عالميا؟ أولا يكفي شهادة أنهم مثلوا بيئة جاذبة للحضور الجماهيري للملاعب آنذاك بفنياتهم قبل أن تتشكل رابطة دوري محترفين أو مسطحات خضراء وعقول احترافية جرداء ... قل لهم أن يقرأوا التاريخ فهؤلاء عندما جاء اشقاؤنا هؤلاء قدموا ما في جعبتهم فنيا وكرويا بأمانه مطلقة ورحلوا مع زمانهم في الوقت الذي أضاع فيه من نصبوا أنفسهم أوصياء على منتخبنا الوطني هيبة الأولين التي طوعوها من أجل مصالح شخصية وأحلام وردية . قف : الزول حربي .. يا حربي