لم يجد احد الكتاب السعوديين الرياضيين حرجا من الإشادة بكرة القدم السودانية بعد النجاحات العديدة التي حققتها في السنوات الآخيرة من خلال المنتخب القومي في بطولات القارة الأفريقية ما قاده لتحسين موقعه في التنصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الفيفا شهريا ليحتل المركز 103 كأفضل مركز في تاريخه. وجاءت مقالة الكاتب عبدالله الحربي في صحيفة (الرياضي) المتخصصة في المملكة في عدد السبت 8 سبتمبر 2012 ردا على من سخروا في بعض المنتديات والمواقع السعودية من حلول منتخبهم بعد السودان في تصنيف الفيفا حيث جاء في المركز 105 كأسوأ تصنيف في تاريخ الأخضر السعودي .. وهنا نص المقالة: زمن (الزول) الجميل لست مع معسكر الرأي الذي غضب من تقدم السودان الشقيق في التصنيف الدولي قبل منتخبنا لطالما التاريخ يعيد نفسه بعد عقود من الزمان كان فيها السودان أعلى كعبا وسمو في فنيات كرة القدم وإبجدياتها مثلما تحسسنا من فقدان زمن ملكنا فيه عرش الهيمنة على القارة الصفراء ومن قبلها تربعنا على عرش الفن العربي يجب أن ننزل الكرة السودانية وتاريخ زمنها الجميل منازلهم عندما أخذ لاعبين السودان على عاتقهم تعليم أسياسات الكرة وفنياتها لبدايات الجيل الأول . لاعبون أمتلئت بهم جنبات كبار أندية زين التي قامت على أكتاف ما بذلوه من عرض وجهد وتضحيات منهم من غادر حياتنا (نطلب لهم الرحمة) قبل أن نترحم على أيامهم الجميلة ولمساتهم الكروية الساحرة ومنهم من فضل البقاء بيننا عرفانا بالحب والتقدير ومنهم من عاد إلى وطنه حاملا أجمل الذكريات. بقدر ما أحزنني ترتيب منتخب المسحل وريكارد صاحب الخمسة بعد المائة إلا ما أثلج صدري أن كرة القدم السودانية بدأت تتنفس أوكسجين نقي رغما عن امكانياتها وقدراتها وأعتمادها على كوادرها الوطنيين . ليس هناك مجال للغضب فمنتخب عريق يحسب له أمجاده التي بدأت قبلنا مثل السودان الشقيق تقدمنا دون أن يحظى بمدربين (نخب أول) مثل فتلة العصر التدريبي (ريكارد) ومن قبله (بوسيروا) ولم يحظى برئيس شئون منتخبات (معجزة) عصره في علم وفلسفلة الكرة والخطط طويلة المدى مثل المسحل ودون أن يملك مصباح علاء الدين السحري (شبيك لبيك الفلوس بين يديك) . نعم يحق للشارع الرياضي أن يغضب للترتيب الذي وصل إليه منتخبنا بعد المائة لا لشئ سوى أن ما نملكه من أمكانيات مادية لو توفرت للسودان الشقيق لحصل على كأس العالم (رايح جاي) ولجعل من البرازيل (مكاو) زمانه .. ولكن يحق لنا في الوقت (ذاته) وعرفانا للجميل أن نفخر بأن السودان الذي أسس مشكورا أول لبنة أحترافية في تاريخنا استدل على خارطة الطريق قبلنا وأشعل شمعته الرياضية بدلا من أن يلعن الظلام . سألني من عاصر ذلك الزمان الجميل ما بال القوم غاضبون من تقدم (الزول) الأنيق قبلنا منتخبنا عالميا؟ أولا يكفي شهادة أنهم مثلوا بيئة جاذبة للحضور الجماهيري للملاعب آنذاك بفنياتهم قبل أن تتشكل رابطة دوري محترفين أو مسطحات خضراء وعقول أحترافية جرداء فختم حديثه قائلا قل لهم أن يقرؤا التاريخ فهؤلاء عندما جاءوا اشقائنا هؤلاء قدموا ما في جعبتهم فنيا وكرويا بأمانه مطلقة ورحلوا مع زمانهم في الوقت الذي أضاع فيه من نصبوا أنفسهم أوصياء على منتخبنا الوطني هيبة الأولين التي طوعوها من أجل مصالح شخصية وأحلام وردية .