{ الأحداث الأخيرة التي كانت المحور الرئيسي لما آل اليه حالنا الكروي فقد بلغ الاحتقان والتعصب الأعمى للهلال والمريخ مداه واصبح العنف والعنف المضاد هو الطابع لجمهور الفريقين ولازلنا نركز على هذه الاحداث لما فيها من تجاوزات لحدود الأخلاق الرياضية المعروفة والسؤال المطروح ماذا دهى جمهورنا المثالي الذي كان فاكهة الكرة ومثار لدهشة الاجانب الذين كانوا يندهشون لتشجيع الجماهير لهم عندما يلعبون كرة رائعة ضد فريق سوداني واستمر هذا الأمر الى مداه ومازال الخليجيون يقولون بان الجمهور السوداني من الجاليات المتواجدة بالأمارات والسعودية هو فاكهة المنافسات العربية فهو الذي يرتاد المباريات ويمتاز بالتشجيع المثالي والسؤال هل تغيرت اخلاقنا لهذه الدرجة .. نعم لقد كانت المنظومة الرياضية في السابق متكاتفة ومتراصة وكان هنالك احترام متبادل بين الجمهور وكانت المناكفات المحببة وكان هنالك توحد وسط لاعبي الفريق الواحد فقد كانوا منسجمين وكانت علاقاتهم الاجتماعية ممتازة وعلاقاتهم مع نجوم الاندية الاخرى ممتازة وكانت العلاقات بين اداريي الهلال والمريخ علاقات اساسها الاحترام والاعتراف بالندية ولنا امثلة كثيرة في رؤساء الهلال والمريخ المتعاقبين ولا توجد مبالغات في تسجيلات اللاعبين ولا مطاردات والدليل على صفاء العلاقة بين الهلال والمريخ هي تواجد لاعبي الهلال والمريخ بمنزل كابتن المريخ بشارة عبد النضيف بحي بيت المال بام درمان وكانوا يتناولون وجبة الغداء سوياً وفي المساء يذهبون الى الميدان لاداء مباراة وكان التنافس الشريف هو ديدنهم فالمهزوم يهنئ الفائز والفائز يواسي المهزوم وفي المساء يجتمعون سوياً ايضاً بمنزل بشارة ويتناولون وجبة العشاء سوياً هل فات الزمن الجميل كما يقولون وهل تداعت الاحداث واصبح بعضها يشد البعض .. واذا رجعنا للاعلام الرياضي فارشيف دار الوثائق القومية يحكي لنا ما كان بالصحف سابقاً وكيف كانت الصفحات الرياضية بهذه الصحف تعج بالأدب الرفيع والشعر الجزل والمناكفات الرائعة بلا تجريح وبلا اساءات فكان الشاعر الراحل المقيم ابو آمنة حامد من جانب الهلال والاديب الاريب الراحل صالح بانقا صالح «ابن البان» من جانب المريخ .. هكذا كان اعلامنا الرياضي يسير جنباً الى جنب مع المنظومة الجماهيرية والادارية ولكن تغير الحال بين ليلة وضحاها فاختلط الحابل بالنابل واصبحت كل المنظومة مفككة فالاعلام الرياضي اصبح يشجع التعصب الأعمى ويعمل على مؤازرته والجمهور اصبح في حالة شد وجذب مع هذا التعصب والخلافات الادارية بين القطبين على اشدها وهكذا وصلنا لهذا الحال المزري ووصل لمداه فكان هذا الاحتقان بين جمهور الفريقين وشهدنا ما حدث مؤخراً وهو في تقديري سلوك مستهجن ومرفوض وما حدث من جمهور المريخ ايضاً مرفوض ولا يمكن ان يشجعه احد فكل انفلات من جمهور الفريقين لن يجد التشجيع بل نحن نشجع الخلق الرياضي القويم وان تسود المحبة والأخاء بين جمهور الفريقين وان ننبذ كل ماهو دخيل على اخلاقتنا وكل ما يمس قيمنا .. وفي زحمة هذه الاحداث نسينا او تجاهلنا منتخبنا الوطني للناشئين الذي نال الهزيمة من الصومال ولم يهتم احد بهذه الهزيمة ولن تثير اية ضجة في اوساطنا الاعلامية والجماهيرية وهكذا وصل بنا الحال. { ان المنظومة الاعلامية والجماهيرية والرياضية يمكنها ان تعود لسابق عهدها من ناحية الأخاء والتعاون والأدب الرفيع في المناكفات الرياضية بين انصار القمة اذا كانت النفوس صافية والحال يمكن ان يتغير لأن الاخلاق غير الحميدة ليست من قيمنا ولا تنبع من اصالتنا انما هي مكتسبة والشئ المكتسب يمكن التخلص منه فلنرجع لاصالتنا وقيمنا وتربيتنا التي نشأنا عليها لتعود سيرتنا الاولى الجميلة وبلاش مناكفات وتحديات فهذا لن يطور الرياضة عندنا ويا اخوانا نحن ماشين وين؟! آخر الاشتات { تعجبني رائعة الفنان المبدع كمال ترباس التي تقول: جزاك يا عيوني ودرتي السهر لي روحك براك يا عيوني تسيل دموعك عايم عوم لا سابقة زول لا لافيه نوم يا عيوني ايه الكان هداك تتشابى لي شوفة الملاك