اليوم تتجه أنظار أنصار الرياضة عامة وأنصار الهلال والمريخ خاصة الي إستاد الخرطوم حيث الديربي السوداني وختام منافسة الدوري الممتاز ..أكبر الدوريات عندنا .. كل الأنظار تتجه الي هناك والكل يمني النفس أن تتحقق أمانيه .. فهناك من يتمناها بيضاء من غير سوء وهناك من يتمناها صفراء تسر الناظرين ..وتبقي الأمنيات حائرة بين اللونين إلي أن يحين الموعد.. أمنياتنا قد تختلف مع البعض ولكنا نحسبها تتوافق مع كثيرين .. فنحن نتمناها مباراة تليق ومكانة وتاريخ الفريقين.. وأن تكون قمة في السلوك الرياضي القويم والآداء وقمة في التشجيع وقمة في تناول الزملاء في الصحافة الرياضية .. قبل وبعد صافرة قاضي الجولة .. نتمني أن نستلهم بعض ما شاهدناها في دوريات أخري .. ونري الأستاد وقد تحول الي قوس قزح في عز الشتاء .. ونري تشجيعاً مثالياً من أنصار الفريقين .. فالرياضة أصبحت هي عنوان الشعوب وهي النافذة التي لا تستطيع أي قوة في العالم أن تغلقها .. فيجب علينا أن نطل عبر هذه النافذة علي العالم بوجه السودان الحقيقي ونثبت للجميع أننا شعب مبدع خلاق .. لا نريد أي مشاحنات ولا توترات ولا دعوات للعصبية .. وهي التي كادت أن تحول مباراة الجزائر ومصر الي حرب رياضية لا تبقي ولا تذر . مباراة اليوم من حيث حسابات التنافس هي مباراة عادية تخضع لنظرية التنافس التي تقول أنها لن تخرج من ثلاثة احتمالات الفوز للهلال او للمريخ او التعادل .. ولكنها بحسابات الديربي مباراة غير عادية .. ينتظرها الكل في داخل وخارج السودان .. بإعتبارها حدثاً رياضياً مهماً .. وبالتالي يجب علينا أن نقدم عبرها الوجه المثالي للرياضة السودانية .. ونشيع روح الرياضة السمحاء .. بتقبل الهزيمة من أنصار الفريق المهزوم .. وليس السعي لتبخيس إنتصار الآخر وإتهام الحكام بالباطل والبحث عن أعذار ومسببات للهزيمة .. وهو ما يحدث غالباً في مثل المباريات ويعد عدم أمانة وتفريغ للرياضة من معانيها السامية ويعد دعوة صريحة للكراهية والتعصب البغيض.. علينا أن نستفيد مما جري من أحداث صاحبت مباراة الجزائر وكيف أنها تحولت الي كراهية كادت أن تتحول الي حرب رياضية لا تبغي ولا تذر لولا لطف الله ورحمته .. علينا أن نستفيد من هذه الأحداث وأن نشيع بين الجماهير ثقافة تقبل الهزيمة وتهنئة المنتصر .. بدلاً من إثارة الكراهية التي وصلت في يوم من الأيام الي حد التشكيك في إنتصارات أحد الأندية مع أنها كانت إنتصارات باسم السودان.. ووصلت حد التآمر مع أندية الخارج ضد نادي من الداخل .. وكل ذلك كان نتيجة الكتابات غير المسؤولة من البعض .. ومثل هذه الكتابات هي ذاتها التي وصلت بالأمور علي نحو ما شاهدنا وسمعنا في مباراة مصر والجزائر. لا نريد اليوم عبثاً كما شاهدناه من قبل والجماهير تحمل نعشاً تطوف به أرجاء العاصمة .. أو اي مشاهداً علي هذه الشاكلة .. نريد أن يكون الفرح في حد المعقول والمقبول .. فالهلال هو الهلال والمريخ هو المريخ ..وكثيراً ما إنتصر هذا علي ذاك وذاك علي هذا .. فلا قيمة لوجود الهلال دون المريخ .. ولا يسوي المريخ شيئاً دون الهلال .. هما وجه الرياضة السودانية المشرق .. ونريده كذلك .. فرجاء لا تشوهوا هذا الوجه ..