منذ ان تفتحت أعيننا في هذه الدنيا كان الهلال حاضراًَ في الوجدان تعلمنا على حبه الحبيان والتاتاي الى ان فطمنا عليه ورويداً رويداً وبمرور السنين يتفتح الذهن وتستنير البصيرة ونعرف ان ما يجري في الدواخل ماهو الا احساس صدق تجاه هذا الهلال الذي منه استلهمنا بريق المتعة وهناء الاستمتاع وعبير الورود وتهرول الشجر .. ومنه تعلمنا معنى الاحساس وكيف نحب الناس وكيف بدمع الشوق نبلل مدخر اليأس .. احبينا هذا الهلال وما كنا نريد منه المال ولا نطلب منه الرزق ولا نعيش عليه بل نستنشق منه همبريب الارتياح ونتنفس هواء العافية والافراح .. نحبه بتصوف العابدين ونعشقه عشق المتيمين للدرجة التي لا نرى فيها جمالاً الا وكان الهلال هو الرونق والبريق والضياء الذي به ومن خلاله ننظر الي الدنيا.
عشقنا للهلال كان وسيبقى نقياً سخياً قوياً ساسه واساسه اخلاقيات واداب توارثناها وتعلمناها وتربينا عليها جيلاً بعد جيل الى ان أتانا هذا الزمن الأغبر الأغبش بهذا الكابوس فتحولت اريحية الهلال الى عداء ووحشية وتبدل الجمال الي ضلال والافراح الى أتراح واكتست السماء الزرقاء بضبابية سوداء تدل على ان هذا الكابوس خطر لا يعرف الرحمة ولا يتعامل بالحكمة واسلوبه وسلاحه الوحيد العنتريات واللكمة.
في هذا العهد الأغبر الاغبش تحول الهلال سيد البلد الى «بيت عزابة» لان طريقة تعامل ادارته «المطلوب حلها» فيه الكثير من التجريح والتعذيب والاساءة لكل الاطراف الهلالية التي تنتقدهم وكيف لا؟ ورئيسهم يصف المشجعين بالرجرجة والشماسة ويقضي على مسيرة سبعة عشر عاما في اكبر عملية انتقامية استجلب لها خصيصا آلية متحركة عبارة عن عجوز سمسار يعاونه بعض الذين في قلوبهم حقد دفين.
وداعاً ايها الحاضر في الوجدان الساري عبر الشريان الغائب عن الميدان ولن ننساك ولن ننكسر حتى ينكسر هذا الجبروت الذي أتانا في غفلة فقضى على جماليات ومكتسبات سيد البلد لن ننكسر لان الانكسار هو شيمة الذين يدينون بالولاء للافراد ويطلبون للذين في جيوبهم ضحاكات وان ذهب سيدا فهذا قراره ولا ولن ينتهي الهلال ومن كان ولاءه وعشقه لهيثم او للبرير فهو ليس منا والهلال برئ منه ومن هو حريص على استقرار الكيان فليعمل وينادي برحيل وترحيل المجلس الذي يفتقد العقلية الادارية ويفتقر الحكمة العلمية ويأتينا بعبارات تسيئ للجمهور الذي هو العمود الفقري والقلب النابض للكيان.
ذهاب هيثم للمريخ لا ولن يكون سبباً في زعزعة الاستقرار الهلالي بقدر ما بقاء المجلس هو الذي سيقضى على ما تبقى من اخضرار وهذا الكابوس هو السبب الرئيسي والمباشر في نهش عظم الفريق وفقدان اسهل بطولة افريقية كانت في متناول اليد ولكن هيهات في ظل العنتريات التي أتت للهلال بمحترفين ولا احد يضمن نجاحهم واخشى ان يكونوا على شاكلة اوتوبونق وفلنتاين وساعتها لا يجدي الندم.
رغم اني من المتعاطفين جداً مع هيثم مصطفي لاني اعلم مدى معاناته خلال موسم كامل ولكني اقول له حسبتها غلط يا سيدا وربما تكون قدمت خدمة معتبرة للكابوس وذهابك لكشوفات الوصيف يدفعني لاحكي لك حكاية لتقارن ما بين علاقتي بالهلال وعلاقة اللاعب الذي في لحظة انفعال انتحر .. كانت لي حلقة في الاذاعة الطبية ومعي فنان الطمبور منصور كورتي وحتى نلتقى سويا لنذهب لتسجيل الحلقة قلت له اين انتظرك فقال لي انتظرني قصاد جامع استاد المريخ فكان ردي له انا جامع المريخ للصلاة ما بدخل فيهو وافضل انتظرك في صينية التجاني الماحي وقد كان .. لهذا يا هيثم بن مصطفى لا تعتقد ان من يحب الهلال سيتعاطف للدرجة التي يشجعك في المريخ واحسب انك ستعاني كثيراً.